11-ناب

491 32 14
                                    

الم الذات

لا احد يؤذيك اكثر من نفسك، افعالك ، و افكارك الذاتيه .. افكار تعلم انها لن تحصل بتاتاً.. افكار تأتيك لتتعمق في المستقبل وبكل سلبياته و تعلم انها ما هي الا سراب!..
التمعن ممكن ان تنخر لك عظامك يا عزيزي

و تصل لابعد نقطه لتشعر انت بذلك بعد فوات الاوان
* ذلك التهويل الذي ترصده في نفسك و كأنك في عالم اخر ، وبعد ساعات من التفكير المستمر .. تعود لحياة الواقع
لترى انها لم تكن الا تعذيب للذات

و مجددا ترتدي ذلك القالب اليومي ليتناسب مع المحيط الخاص بك

                          ************

:كم انتِ جميلة ...قالها و هو وجالس على ذلك السرير الكبير ناظر لعينيها.. كان ذلك اليوم هو اليوم الوحيد التي تجلس به ايما هادئه دون عراك معه... التاريخ السنوي لوفاة والدتها
لطالما احبها  بهذه الطريقه,
ايما التي كانت دائما ملامح الابتسامه على معالمها , لطفها و خوفها عليه التي كان يحبها جدا و كان سببا كافيا لجعله يغرق بتلك العينين البندقيتين , لطالما كان يتمنى لو يغير الطريقه التي تعرف به اليها , لطالما يتمنى لو ترجع به الزمن و يغير كل شيء و يحظى بقلبها طوال عمره بدل ان يحظى  بذلك القلب الصغير لمدة لا تزداد اكثر من شهر.. كلما تذكر ذلك يا الهي كانت من اجمل شهر في حياته ..... شعر مع نفسه وكأنه نولد من جديد حينما امسك بيدها الصغيرة و طبع قبله رقيقه على راحتها.... عطرها الذي كان يفوح منها رائحه اافانيلا و تلك العقيقه البرتقالية التي ترتديها دائما

مد احدى يديه نحوه تلك القلادة  التي ترتديها ممسكا بها
:لم ترتدينها دائما و تحبيها لهذه الدرجه؟
: قلادتي؟.... انها هدية ثمينة من والدتي لطالما كانت ترتديها دائما.... اعطتني إياها في عيد ميلادي الثامنة عشر. وكانت تقول لي مرارا و تكرارا ان كان لدية امنيه اود ان تتحقق فقط يجب ان امسك بها بقوه و أتمنى مااريد وانا مغمضه العينين

ابتسم لها ابتسامه واسعة جعل تلك االغمازة عند خده اليسرى تظهر بوضوح و قال ممازحا لها
: احضرت لكِ الاجمل منها لكنني لم ار ابدا ترتدين غيرها... اغار منها كونها تحيط عنقك طوال الوقت...اردف كلمته الاخيره و طبع قبله على عنقها
غرق برأسه في وسط عنقها اكثر و اشتم عطرها قائلا بصوت مبحوح
: لطالما أحببت عطركِ .... احب ذلك كثيرا... انكِ لاتغيرين أشياء تعجبك مثل عطركِ..قلادتكِ...كلماتكِ... لطالما تحبين ان تكوني فريده من نوعك ايماي

:ياترى ماهو الشيء الذي تحبيه يخصني ولا تغيريه؟
نظرت له ببرود و هي تبعد ناظرها عنه:لاشيء
:حتى قبل الزاج؟
:نعم,حتى قبل الزواج
:لاتكذبي علي ايما
نظرت هي اليه مره أخرى و هي تنفخ الهواء الذي في صدرها مفكره: ممم،اجل كان هنالك شيء لكنني لن اخبرك به
سحب هو معصمها نحوه و اردف بأبتسامه : هيا ايما كلانا نعرف بأنه اليوم هو اليوم الوحيد الذي لن يكون عداوة بيننا ... اسوء يوم بالنسبة لكِ لكن اجمل يوم بالنسبه لي ،هيا اخبريني و اجيبي على الاسأله التي اسالها لكِ دون ان تتهربي حبيبتي
: انا لستٌ بحبيبتك
: هيا ايما اريد ان اعرف
: حسنا.... قالتها و هي ترفع يدها له.... خاتم الزواج.... بالرغم انها تحصر رقبتي كما تحصر الاصبع.. لكنني احبها بسبب الذكريات الجميلة التي تجمعني بك
لطالما كنتٌ اريد ان ارميها لكنني لم افرط بها قط... كلما اغضب منك... ارمي بكلما يخصك... لكن هذا الخاتم .... لا افرط به ابدا

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن