35-{النهاية}

914 32 38
                                    

ايا ملاكي ويا هلاكي
أما من رحمة بهذا القلب؟
فبُعدكِ عذابي ، و قُربكِ  خلاصي
فهل خلاصي بقريب؟

********

ناب

طوال حياتي .. ابتعدتُ عن شيء يسمى بنقطة ضعف..
اردتُ ان اكون المسيطر دائماً.. الذي لا يكسره شي
لا يضعفه شيء..
لكن في كل مرة .. افتح عيناي لأجد نفسي في متاهه من جديد.. خوف خسران شخص.. الخسارة في العمل.. خسارة نفسي حتى!

لطالما برزت نفسي امام الجميع بأنني "ناب"
الرجل القوي الذي يهاب من اسمه الجميع ..
ناب الرجل الناجح في عين رجال الاعمال جميعهم
و فارس احلام النساء اللاتي يتمنون ان يكونوا مع شخص مثله ..

لكن لا احد يعلم .. مالذي يوجد داخل هذا الرداء الذي ارتديه يومياً قبل خروجي .. في اخر نظرة لي في المرآة قبل ان ارتجل خارج المنزل

استجمع افكاري و كل قواي كي اظهر بظاهرٍ لا يعكس ما بداخلي... ما في رأسي..

لكن الوحيدة التي استطاعت ان ترى هذا الانعكاس بالرغم من محاولتي جاهداً في اخفائها... هي ايما

لطالما لم تلمس جروحي من فوق الرداء.. بس استوطنتها كافةً من داخل.. من داخل قلبي
استطاعت ان ترى دموعي التي لم يره احد ..
استطاعت ان ترى مخاوفي..
ان تلتمس تلك النقطة البيضاء الموجودة في كل هذا السواد الذي يحيط بي

كانت هي كالملاك بالنسبة لي.. لكنها كانت سبباً في هلاكي ايضاً

فبعد كل هذا .. اصبحت هي نقطة ضعفي..
خوفي على ان اخسرها في يوماً من الايام..
تغيرت كثيراً ، اصبحتُ انساناً عادياً بعد مجيئها لحياتي..الرجل الذي يذهب للعمل صباحاً و ينظر لساعته بين فترة و اخرى كي ينتهي من عمله ليذهب الى المنزل مرة اخرى ، يرى زوجته و ابنته بأنتظاره كي يستطيع ان يستفرد بهم
كانت هذه الحياة بالنسبة لي.. انتظاري في رؤيتهم يومياً
او عندما اراها كيف تهتم بأولان وكأنها والدتها
او حبها لي.. الحب الذي لم ار مثله قبلاً في حياتي
الذي سأفعل كل مالدي كي اجعلها تستمر بهذا الحب

ايما .. بالرغم من انها كانت هادئة .. خجولة.. لطيفة.. فتاة بسيطة.. لكنها تعني لي القوة ، فلم ار امرأة قوية مثلها
قوتها التي استطاعت ان تقلبني رأساً على عقب و تخلق مني شخصاً اخر.. انا الرجل الذي كنت اقول بأنني لن اتغير
استطاعت هي بنظرة خاطفة و ضحكة طفولية ان تأسر قلبي و عقلي...


"اريد الطلاق"
عندما سمعت هذه الكلمة تخرج من ثغرها.. شعرت بلسعة كهربائية تسير على كل انحاء جسدي
و الورقة التي بيدي و انا اراها كيف مصممة على ذلك القرار..
لا اعرف.. ربما بدأت الادوار تنقلب الان ..و كأنني اعيد
المشهد الذي فعلته في حياتي كثيراً
ان امرر ورقة الطلاق الموقعة ليد الفتيات و اخبرهن ببرود بأنني سأنهي الزواج لتبدأ هي بالبكاء
والان انقلبت الادوار لتفعل بي ايما الشيء نفسه
تنظر لي ببرود و كأنني لا اعنيها بشيء.. وانا الذي امسك بالورقة و الصدمة تظهر على معالمي..

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن