26-طفل

257 19 25
                                    

بعد عودتها من الشركة تلقت اتصالات عديدة من جومان لكنها لم ترد عليها
وصلت الى المنزل لتنظر لهاتفها مرة اخرى
: يالهي جومان .. مالذي تريدينه مني؟
: الا تتعبين نفسك قليلاً و تردين على اتصالاتي؟.. مالذي يحصل لكِ ؟
: انني متعبة الان دعيني اتصل بكِ لاحقاً.. و ارجوكِ لا تتصلي بي ، انا سأفعل ذلك .. لو شك ناب ولو للحظة بأنني اتكلم معك اقسم انه سيقتلني
: ليقتلك ليقتلك .. سيكون افضل بكثير
: والان مالذي تريدينه جومان ؟
: لمَ كذبتِ علي؟؟؟.. الم تقولي بأنكِ لم تذهبي للشركة
متى اصبحتِ تكذبين علي
: كيف علمتِ بأنني كنت هناك ؟
: لدي اساليبي الخاصة يا ايما .. لا تحاولي ان تتلاعبي معي و الا اقسم سأجعلكِ تندمين .. انا لستُ بدمية عندك
مسحت ايما على رأسها بملل مردفة بنفاذ صبر
: من اين علمتِ انني كنت في الشركة
لتردف جومان من خلف الهاتف بصوتٍ عالي و هي تصرخ : لديييي اساليبي الخاصة .. اتظنين بأنني مغفلة ان لا اعرف مالذي يحصل في شركة ذلك المعتوه ..
لتأتي انتِ و تتلاعبي علي ايضاً..
: حسناً اهدئي جومان ..
: هل فعلتِ ما قلته؟
: كلا لم استطع
: لا تكذبي علي ايما!! فأن لصبري حدود
: حسناً سنتكلم عندما نلتقي .. ليس الان .. اخشى ان يسمع احد ارجوكِ يجب علي الذهاب..

: يجب ان نلتقي غداً يا ايما
: لا استطيع غداً ... فأنني هذه الايام اخرج بأستمرار ولا اريد ان اثير شكه بعد ان بدأ يثق بي قليلاً..
: لا اعرف.. غداً يجب ان التقي بكِ و في المكان المعتاد.. ان تأخرتِ فستتحملين العواقب.. الى اللقاء

واغلقت الهاتف دون كلامٍ اخر.. اغلقت ايما عينيها بقوة وهي تصك اسنانها بغضب: اللعنة اللعنة على اليوم الذي تعرفت به عليكِ يا جومان.. ستختلقين لي المشاكل لا محال.. اللعنة عليكِ

ليلاً .... في الصالة..كانت جالسة على تلك الاريكة الكبيرة
تمسح على رأس اولان بحب و هي ترسم كعادتها..
: ايما انظري لهذه الفتاة .. اتودين ان الون فستانها بالاصفر ام بالاحمر؟
: ممم.. ستكون جميلة في كلتا اللونين، لكن برأيي الاحمر سيكون اجمل

اومأت لها اولان  لتبتسم هي الاخرى لها...
سمعت صوت الباب و هو ينفتح لتعلو هي بنظراتها اتجاهه
دخل و على ملامحة تظهر التعب .. كان مرهقاً بالفعل
اشفقت على حالة و هو يدخل بعيناه الناعسة ناظراً لهم

فتح يداه لاوان التي تركض بأتجاهه وهي تحتضنه بقوة
: كيف حال صغيرتي؟
:انني بخير ابي.. لقد تأخرت كثيراً اليوم
: كان لدي الكثير من العمل.. كيف حالكِ انستي؟
قالها طابعاً قبلة على رأس ايما لتبتسم له: بأفضل حال

جلس بجانبهم ماسحاً على عينيه بتعب ، عقدت ايما حاجباها و هي تسأله: اكل شيء على ما يرام؟
: ليس كذلك ايما.. الامور كأنها تخرج عن السيطرة
تعبت كثيراً هذه الفترة من العمل..
: مالذي يحصل؟
:لا شيء.. لاشيء مهم لا تشغلي بالكِ حبيبتي

Black and white                  اسود و ابيضWhere stories live. Discover now