_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)

ابدأ من البداية
                                    

بالداخل ،كانت تتملل فى نومها بسبب تلك الأصوات ،نهضت مرة واحدة مفزوعة لا تعرف هل من تلك الأصوات بالخارج أم بسبب الهواء الشديد الناتج عن النافذة المفتوحة؟
اتجهت لفتح الباب لكن قبل أن تقوم بذلك وجدته يسقط أمامها مرة واحدة
وظهر هو أمامها هكذا ببساطة وكأنه المنقذ فى نظر الجميع بالخارج
لكن كيف استطاع فعلها ؟ كيف بات بالخارج بينما كان منذ لحظات بسيطه بالداخل بالقرب منها
كل تلك الأسالة كانت تتبادر على عقل مايا بدون توقف

تسمرت رنا فى مكانها ،وعيانها لا ترى شىء سواه ،يقف هكذا ببساطة بينما دخل الباقى للغرفة ليتاكدوا من خلوها من أى شخص غريب
اقتربت مايا منها ساحبةً اياها للخارج بهدوء دون أن يلاحظ أحدًا ذلك ،لكن مالك انتبه لها فامسك شقيقته من يدها الآخرى وهو يقول بخبث :
الحمدالله رنا بخير ،شكل الحرامى هرب من الشباك يا بابا
رد عليه والده وهو يقول متسائلًا بتعجب شديد :
تقريبًا كدا، بس دخل إزاى ؟!
لكنه ما أن رأى النافذة التفت لرنا وقال:
أنتِ كنتى سايبه الشباك مفتوح يا رنا ؟
أجابته "مايا" مسرعةً بالنيابة عن ابنة عمها:
لا يابابا ،أنا اللى كنت فتحاه ونسيت
قطب "ابراهيم"حاجبيه قائلًا بتعحب شديد :
فى عز البرد دا يا بنتى! تتعبوا كدا
طالعتهم "سهير" بسخرية شديدة بينما قالت بتكبر وهى تشير بأصابع يدها تجاه رنا :
الحمدالله مدخلشى أوضتى ،كان زمانه سارق كل الدهب ،هو آخره أوضة اللى زيها
تمتم زوجها قائلاً بخفوت:
ياريته كان دخل
التفت له والشر يتطاير من عينها، قائلةً:
بتقول حاجه يا ابراهيم
نظر لها بسخط شديد بينما كان يقول :
لا مبقولشى حاجه
وعلى حين غرة صاح" الحج راشد " بحدة منهيًا هذا الجدال:
خدى بنت عمك يا مايا وباتوا فى أوضتك النهارده، وبكرا نجيب حد يصلح الباب اللى كسره البيه
هتف "مالك" متذمرًا:
يعنى كنت عايزنى أسبكم واقفين قدام الباب ومش عارفين تفتحوه
لوت "سهير" شفتيها بترم وهى تقول :
لا تقوم كاسره
ثم التفت لتلك المسكينة تحدثها بحدة:
وأنت يا سنيورة ،مفتحتيش الباب ليه ؟ ولا كان عاجبك واقفتنا برا قلقانين عليكى
ردت"مايا" عليها بتوضيح:
يا ماما كانت واخده دوا ،فصعب تقوم بسهولة،والحمدالله الحرامى خاف وهرب ،ومظنش هيرجع تانى
رد عليها والدها وهو يقول بتأكيد غريب :
لا مش هيرجع متقلقيش ،مفيش حرامى بيسرق مكان مرتين
تمتمت "مايا" بخفوت كى لا يسمعها أحد:
أتمنى

رحل الجميع لغرفهم تاركين الأحفاد الثلاث ، وقفت هى بالقرب من ابنة عمها مُتمسكةً بها بشدة لا تريد تركها،ربتت مايا على كتفها بحنان ثم قالت:
روحى أوضتى يا رنا وأنا هحصلك علطول
أومأت الآخرى برأسها وانصرفت سريعًا دون أن تلتفت للخلف
نظرت "مايا" لشقيقها بغضب شديد ،طالعها هو بسخرية غريبة ولكنها هفتت متسائلةً فى النهاية :
عملتها إزاى؟
حرك"مالك" كتفه بعدم اهتمام ثم قال :
ملكيش فى
زفرت "مايا" أنفاسها بضيق شديد من نبرته ثم هتفت متسائلةً :
أنت عايز ايه يا مالك؟
تنهدت تنهيدة حارة كأن هناك حجر ثقيل موضوع على صدره ثم قال باستسلام:
هتصدقينى لو قولتك معرفشى
رفعت رأسها نحوها وكأنها تريد أن تكون بمحاذته ثم هتفت متسائلةً باستنكار ويأس:
وهتفضل متعرفشى لغاية امتى؟ ولغاية ما تعرف هتفضل تأذيها برده ولا ايه ؟
حرك الآخر رأسه نافيًا وهو يقول :
أنا مأذتهاش يا مايا
ردت "مايا" عليه بإسهتجان وغضب شديد:
كنت هتأذيها،ولو مش دلوقتى فأنت عملتها زمان يا مالك
زفر أنفاسه بضيق وهو يقول بحيرة:
أنا مش عارف يا مايا،صدقينى مش عارف بعمل كد ليه؟بس
قطبت"مايا" حاجبيها وهى تسألة بتعجب :
بس ،ايه؟
ابتسم"مالك" بغموض غريب ثم قال بينما كان يتجه لغرفته :
بس هكمل فى اللى بدأته مهما كانت النهاية
أسرعت "مايا" تمسك بكف يده وهى تقول باستفهام حزين:
طب رنا ذنبها ايه؟
أبعد يدها بحدة شددية ثم قال و الشر يتطاير من عيناه :
وأنا كان ذنبى ايه؟ ذنبى ايه فى كل اللى حصل دا ؟ أنا معشتش طفولتى يا مايا،معشتهاش،لكن هى عاشتها ،عاشتها لما كانت بعيدة عن البيت دا
حركت"مايا" رأسها رافضةً لهذا الحديث وهى تقول بحسرة:
أنت كدا مفرقتش عنهم حاجة يا مالك ،بتأذيها زى ما حصل فيك زمان ،كدا بقيت زيهم
ابتسم لها بسخرية ثم قال بينما يلامس شفاهه بأصابع يده:
لا يا مايا،أنا بقيت أسوء منهم

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن