_٢٢_(حقائق بالجملة)

Start from the beginning
                                    

ابتسمت "سهير" بانتصار شديد ثم هتفت بتكبر وتعالى :
خلاص كدا ،كفايه عليها قوى ، مش عايزينها تموت تحت ايديكم

خرجوا من الغرفة بمجرد اشارة صغيره منها وظلت هى تراقبها بتشفى وسعادة غريبة ،كانت سهير  تتمنى أن تفعل ذلك بوالدتها وليست هى ولكن بسبب حظ رنا  العاثر سقطت هى فى وكر الافاعى وقاست العديد

حاولت النهوض أكثر من مرة  لكنها لم تتمكن لتهوى مرة أخرى،لكنها همست بضعف شديد قائلة ً:
لو فاكرة أن اللى حصل دا هيعدى يبقى بتحلمى ،هعرف عمى وجدى
ابستمت" سهير"  بمكر  ثم هتفت بغموض:
مش هتقدرى  تقولى أى حاجة يابنت منى

لم تنتظر أن تجبها ،بل أخرحت هاتفها من جيبها ثم ضربت عدة أرقام تحفظها عن ظهر قلب ،ثوانى معدودة لكنها  كانت طويلة بالنسبة لتلك الملقاة  على الأرض لاحول لها ولا قوة

انتهى الانتظار بقول سهير بسعادة غريبة للطرف الثانى الذى اتصلت به  عبر الهاتف :
أذيك يا ضنايا، وحشتنى قوى يا قلب أمك

صدمة كبيرة أصابتها، لكنها لم تدم فقد اقتربت سهير من موضع جلوس رنا  على الأض ثم قربت الهاتف من أذنها لكى تستمع لكلمات ذلك الحقير
"أذيك ياقطة
لو حد عرف اللى حصل وأنه بسب أمى هرجعلك يا رنا ،وأنتِ عارفه أنا ممكن أعمل ايه ؟ وأكمل اللى مكملشى زمان ، أمى خط أحمر ،سلام يا قطتى"

قال ذلك بمنتهى البساطة ،كأنه ليس تهديدًا صريحًا بالإغتصاب، متى نبت بوادينا كل هذا الفجر ؟

غادرت غرقتها ونظرة الرضا لا تفارق وجهها ، فقد فعلت ما عزمت عليه منذ أول يوم خطت رنا بقدمها  لهذا المنزل ،غير عابئة بتلك التى تنتفص بالداخل وجسدها يهتز بشكل عنيف من الصدمة

كانت متكورة على نفسها ،تقبض بكف يدها على بعض قصاصات شعرها ،دموعها لم تفارق وجهها منذ البداية ،وجسدها دخل بمرحلة سيئة من الرفض بعد ما حدث ، يرفض الانصات لها وتصديق ما حدث
يبدو أن الماضى مازال يلاحقها والأسوأ أنها لم تتعافى منه بعد.

......................................................................

(بمنزل غيث الخاص)
عاد لمنزله القديم برفقة صديقه،لم يرد المكوث مع أى من والديه ،فضل الإختلاء بنفسه بعيدًا عنهما ،يكفيه ما أصابه اليوم
كان المنزل نظيفًا بشكل غريب لا يلائم كونه مغلق منذ سنوات لذلك ، سأله آدم :
غرببة البيت نضيف  ،أنت جيت هنا قريب يا غيث ؟
أومأ "غيث" برأسه ،ثم قال:
كل فتره باجى ،وببعت حد ينضفه كل أسبوع
حرك آدم  رأسه ولم يعلق

سار معه باتجاه غرفته لكنه ما أن مر بجانب إحدى الغرف توقف أمامها للحظات ،ثم عاد ودلف للغرفة التى دلفها صديقه منذ لحظات  ، حاول ألا يتحدث لكن فضولة ورغبته الملحة فى كسر هذا الحاجر الذى  انشأه غيث حول حياته ، لذلك هتف "آدم" بنبرة هادئة تناقق الزوبعة التى عصفت به :
لسه قافل الأوضة إياها ياغيث ؟
أومأ "غيث" برأسه ،ثم قال متسائلًا :
أه، ليه؟
حاول التحكم بنفسه وعدم المجازفة خاصة أن اللعب بتلك الأمور لن يكون بصالحه ،لكن متى أمكنه التحكم خاصة حين يتعلق الآمر  بأصدقاءه ،لذلك هتف"آدم" متسائلًا :
هتفتحها امتى ياغيث؟
أغمض "غيث" عينه لثوانى كأن ذكريات الماضى لوحت بالأفق أمامه،ثم قال بهدوء :
معتقدش انى ممكن أفتحها تانى يا آدم، دا كان حلم جميل محلمتوش وصحيت منه على كابوس بشع
هتف "آدم" مسرعًا مستنكرًا على ما تفوه به صديقه :
بس أنت لسه فى عز شبابك
ابتسم الآخر بسخرية على ما يجرى بحياته  ،فالقدر دائمًا ما يفعلها معه ويجعله الخاسر الوحيد بقصته،لكنه حاول التظاهر بالثبات قائلًا:
مش مهم ،قفل على الحوار دا لو سمحت
رد عليه "آدم" بإعتراص :
طب
لكن "غيث" لم يدع له الفرصة ليكمل حديثه حيث هتف بضيق واضح لينهى ذلك النقاش:
آدم، أنا عارف ومدرك أن حياتى مش مثالية وفيها مليون حاجه غلط ومكلكعة، بس مش هقدر أصلح أى حاجة الوقتى ولا عايز أصلح أصلًا ،أنا مكتفى بالكهف اللى بنيته وهعيش فى ،أفهم دا عشان منتعبش بعض على الفاضى
قاطعه "آدم" قائلًا:
بس أنا قلقان عليك يا غيث
صاح"غيث" بغضب واضح بعد أن بدأ فى فقدان التحكم بأعصابه:
وأنا مش عايز حد يقلق عليا ،وشوف الزفت أحمد أتأخر ليه ؟
أومأ "آدم" برأسه قائلًا بقلق على حالة صديقة :
هشوفه حاضر بس أهدى الأول
قاطعه "غيث" قائلًا بحدة :
معدش حد يقول أهدى ، الكلمة دى بتعصبنى أكتر
حرك "آدم" رأسه موافقًا ثم قال أثناء خروجه من الغرفة:
خلاص تمام مش هقول ،أنا خارج
أوقفه "غيث" متسائلًا:
رايح فين؟
ابتسم له بهدوء ثم قال :
هسيبك تغير هدومك وأحضر حاجه دافيه نشربها 
أومأ "غيث" برأسه ولم يعلق بأى حرف آخر

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now