Black and white اسود و ابيض

15-ندم

اتذكر اول مرة عندما رأيتها قبل قدومها للحفل لكنها لم تنظر لي حتى..حتى لم تنتبه لوجودي ،كان ذلك عندما  اتت الى الشركة لاول مرة كي ترى بها مارك
رأيتها تتكلم معه بودية مفرطة لدرجة انني ظننت انها من اقاربة.. ولم استطع منع نفسي ان اسأل مارك من تلك الفاتنة .. ولان مكتب مارك مطل على مكتبي فأنني ارى من يدخل و يخرج بسهولة
عادة لا انتبه لذلك ابداً لكن ايما كانت اول فتاة تجذب ناظري نحوها
بعد خروجها  اتى مارك لمكتبي لأسئله ببرود و انا انظر الى الاوراق امامي
: لم تخبرني من قبل بأنك تملك شقيقة
: اوه اتقصد ايما؟.. انها ليست شقيقتي .. انها صديقة الطفولة
: لم تخبرني عنها من قبل
حك مارك رأسه ببلاهه و بدأ يسرد له: كانت معي منذ ايام الطفولة حتى الجامعة لكن عندما فقدت والدتها ابتعدت كثيراً فلم اراها.. والدها كان لعيناً بالفعل فأنه حرمه من الحياة لذا قررت ان تتركة و تأتي لتعيش بعيداً عنه.. و انا ايضاً ساعدتها كثيراً .. اشعر بالسعادة ان بعد كل هذا الوقت  اتت لتكون قريبة مني
:وكيف علاقتها مع خطيبتك؟
: جولي؟.. تحبها كثيراً
و هنا ابتسم ناب برضا ناظراً نحو مارك بنظرة وكأنه فهم مقصده ، بدأ مارك متوتراً في البداية لكنه اردف بسرعة و كأنه يمازح ناب: ههه انظر ناب.. اختر اي فتاة في هذه البلدة غير ايما.. انا لا استطيع ان افرط بها ابداً.. انها، لا تستحق ذلك.. مرت بالكثير في حياتها

:انا لم اتفوه بكلمة حتى.. لم ظننت انني افكر بها؟
: اتظن انني لم الاحظ نظراتك اليها طوال الوقت ؟

حمحم ناب و هو يعقد حاجباه بنظره حاده لمارك مردفاً
: اظن بأنها مناسبه
: هه فقط لانها جميلة؟
: تعرف انني لا اهتم لذلك ابداً.. لكنها.. لا اعلم ، بسيطة
: انها نقيه يا ناب.. انقى من ان تدخل لتلك الالاعيب القذرة .. ابتعد عنها
: أنسيت من يجلس امامك كي تتكلم معه هكذا؟
مسح مارك على عينيه بتفكير و اردف مرة اخرى: اعرف ان اعجبتك فتاة لا تتركها.. لكن ارجوك ابتعد عن ايما

كانت ابتسامتي الجانبية كافية ان تدل لمارك بأنني لن اترك امرها
لعن مارك تحت انفاسة بصوتٍ عالي و خرج دون ان يتفوة بكلمة اخرى.. ناب؟.. سيفعل ما يريد فقط ان شعر  بأنه يفعل الصواب و لا احد يستطيع  ان يمنعه عن ذلك

كان مارك قد طلب منه ان يخبرها على الاقل بكل شيء منذ البداية كما يفعل دائماً.. لكن ناب اخبره بخطتة
و اكد له ايضاً بأنه لن يترك  امره مارك ان شكت ايما به ولو قليلاً
لكن بعد فوات الاوان .. تمنى مع نفسه لو مارك قد اخبرها كل شيء منذ البداية، لو كانت تعلم بالامر ولم تقبل ان تتقرب منه ، ان تحبة... كان يتمنى لو انها لم تتواجد في حياتة ولاول مرة يتمنى لو ان خططة  باتت بالفشل !
كان ذلك اهون بكثير من عذابة الان.. ايما تجلس امامه
لكنها تنظر له بقرف.. لكنه لا يرى الحب في عينيها