_١٧_(لست ليث، أنا غيث)

Start from the beginning
                                    

طرقت على الباب عدة طرقات قبل أن تدخل ،وظلت واقفة فى مكانها الى أن يأتيها الرد من صاحبة الغرفة
هتفت رنا بصوت عالى قائلة: مين ؟
لتجيبها الآخرى بتواضع: أنا عفاف يا رنا ،ممكن أدخل

أسرعت الآخرى بفتح الباب قائلة لها بترحاب شديد:أه أكيد اتفضلى ياعفاف
لتقول عفاف بحياء:
الحاج راشد طلب منى أطمن عليكى واكتب حاجة تقويكى وكدا ، بس رنا أنا مش جايه عشان كدا
نظرت لها بتعجب لتسأل مستفهمة: أومال عشان ايه ؟
نظرت لها بتفحص شديد ثم قالت بجرأة: عملتى كدا ليه؟

صُدمت من طريقة حديثها ، ارتجفت بعض الشىء ولكنها حاولت أن تتماسك لتقول مرتدية قناع اللامبالاة:
عملت ايه مش فاهمة؟
ابتسمت عفاف بتسلية لتقول بهدوء غريب :
بصي من غير لف ودوران رشيتى ايه على هدوم الست سهير؟
هتفت رنا بسرعة بدون تفكير: ايه؟ لا مرشتش حاجة أنا
عم الصمت قليلًا، كانت ثوانى معدودة ولكن بالنسبة لرنا كالدهر، لينتهى ذلك الصمت بعد أن قالت عفاف بإبتسامة جانبية : طب عينى فى عينك كدا
انفجرت رنا ضاحكه من طريقتها ، لتقول من بين ضحكاتها :
بصراحه رشيت بوردة هرش عشان ...
ابتسمت عفاف قائلة بسعادة مفطرطة: من غير عشان هى تستاهل عندك حق
حمحمت بحرج وهى تهتف بتساؤل : بجد يعنى مش هتقولى لحد يا عفاف؟
ضربت كفًا بالآخر قائلة بثبات: ما لو كنت عايزه أقول كنت قولت تحت يا رنا ؟
قطبت رنا حاجبيها بتعجب قائلة: ليه؟ ليه مقولتيش ؟ عايزه تساعدينى يعنى
بقت صامته لبعض الوقت ثم هزت رأسها نفيًا لتقول بفتور واضح:اطلاقا، لا عايز أساعد ولا أضر، أنا بس مبحبهاش ولا بحب معاملتها لأهلى ، فتستاهل بصراحة، بس المرة الجاية استخدمى حاجه متتكشفشى بسهولة ، شغلى دماغك
لتسالهأ بضحك : حاجه زى ايه؟
هتفت الآخرى بطريقة درامية :ملين مثلًا، أهو يلين عليها دنيا عقبال الأخره بقي ،أو حبوب هلوسة تخليها تضحك فى عز الميتم ، يعنى من الآخر حاجه تخليها فرجة لكل أهل البيت
انفجرت رنا من الضحك حين قالت ذلك ، لتقول من بين ضحكاتها :تصدقى فكرة مجتش فى بالى خالص
ابتسمت عفاف لتقول بطفولية: خلاص ياستي عدى الجمايل

لكن رنا لم تكن تعرف السبب وراء كل هذا الكره الوليد لتسال بتعجب قائلة:
بس عفاف انتى بتكرهيها للدجادى
جزت على أسنانها بغيط لتقول بغضب شديد:
مش كره قد ما غصب وقهر ، الناس دى مؤذية بشكل بشع
قطبت رنا حاجبيها، لا تعرف حقًا ما الذى حدث مع تلك الفتاة لتصل لتلك النقطة من الغضب لتسألها بهدوء: قهر من ايه ؟عشان أهلك يعنى ؟
ابتسمت بحزن دفين لتجاهد دموعها بشدة قائلة: رنا هو أنا شغاله ايه ؟
نظرت لها بحنق لتهتف بغيظ واضح :
ايه السؤال البايخ دا ، أنا عارفه انك ممرضة ياعفاف ، إيه لازمه الكلام دا واحنا فى حوار مصيرى عن الولية مرات عمى؟
قالت عفاف بهدوء قاتل بدون أى مقدمات:
لا خالص أنا فى آخر سنه من كلية طب بشرى جامعة القاهرة

وقع الخبر عليها كالصاعقة، كأن أحد ألقى بدلو ماء بارد فوق راسها لتقول بدون وعى: ايه بتهزرى ، بجد ، مش مصدقة

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now