نهض من مكانه مقررًا الخروج و العودة لمنزله حتى و إن كره ذلك ،فذلك البغيض يثير حنقه باستمرار ،لديه دائمًا تعليق يفسد مجرى الحديث و هذا ما يمقته به
لكن"أحمد"أسرع و أمسك بساعده و قال برجاء :
خلاص يا عم أقعد و الله ما أقصد أضايقك أنت عارفنى رخم ،بتقلش منى غصب عنى
أزاح "غيث" يده و قال بتذمر :
و غلس و تافه و ثقيل و فيك كل العبر
حرك "أحمد" رأسه موافقًا على كل حديثه و قال :
أغلط براحتك ،بس أقعد أنا ما صدقت أنك جيت
رمقه بنصف عين و لكنه هتف فى النهاية برضا:
أيوه كدا إتظبط
ابتسم "أحمد"و دفعه للأمام لمكانهم السابق و قام بفتح التلفاز ثم ذهب ليعد بعض المشروبات السريعة و عاد ،وضع كل ذلك على الطاولة الصغيرة أمامهم و قال :
حقك ياسيدى ، اشرب العصير يلا و قولى مالك ؟ ايه الل حصل وخلاك تجى عندى ؟
تنهد "غيث"تنهيدة حزينة و هو يقول بألم :
مفيش كنت مضايق شوية
اتخانقت مع الدكتورة ،عمك عماد يا سيدى قالها عن مناقشة الرسالة بتاعتى و دى كان خناقة امبارح
لولا أنه عمه لقام بسبه سُبة بذيئة تليق بأمثاله ،لكن و للأسف هناك صلة قرابة بينهما ،فهتف متسائلًا بضيق كى يغير مجرى الحوار :
طب و خناقة النهاردة كانت على ايه؟
ابتسم "غيث" بسخرية و قال :
مفيش فتحت فى جرح قديم مكنتش حابب أفتكره فى الوقت الحالى ،هو مش سر أنت أصلًا عارفه بس مش حابب أحكى ، ينفع؟
حرك "أحمد" "رأسه موافقًا و قال بتفهم :
طبعًا ينفع ،هقوم أجبلك بيجاما عشان تنام ،يومنا طويل بكرا
أومأ "غيث"برأسه و لم يتحدث ،فقد سئم من كثرة الكلام و يريد الراحة الأن
و بعد لحظات عاد صديقه و هو يحمل الملابس بين يديه ،أخذها "غيث" و اتجه لاحدى الغرف ليبدل ثيابه ،اكتفى بارتداء البنطال و ترك القطعة العلوية ،فهو لا يحب النوم سوى بتلك الهيئة ،فجرحه القديم يحتاج للهواء خاصة فى ثنايا الليل.و لكنه لم يتمكن من النوم ببساطة هكذا ،بل ظل يفكر بتلك الأعين رغمًا عنه ،لحظات عابرة و لكنها كانت كفيلة بحفر ملامحها فى أعماقه ،صاحبة تلك الصفعة التى لا معنى .
لكن ربما سيكون لها الكثير من المعانى فيما بعد ،لا أحد يعرف .
______________________________________
على الجهة الأخرى، فى الخارج فى إحدى دول الخليج
كان "آدم" يعمل فى المشفى لوقت متأخر؛ فهذا يوم مناوبته لصباح اليوم التالى
كان يراجع حالة بعض المرضى و خاصة تلك التى أنجبت قبل ساعات بسيطة، طفلة جميلة للغاية و رقيقة تشبه من تركها فى أرض الوطن و مازال قلبه ينبض باسمها بلوعة شديدة و حسرة أكيدة
ابتسم بسعادة حين اطمأن عليهما و عانقه زوجها بشدة؛ فتلك مولدتهما الأولى بعد عناء دام لسنوات طويلة و انتظار مؤلم وحديث من جميع الأطراف عن كون زوجته عاقر و يجب عليه الزواج بآخرى فلا ذنب له، و لكنه أثمر فى النهاية عن مولودة تشبه القمر، تمامًا كزوجته " قمر "
و قبل أن يخرج و يترك لهما الغرفة، هتف زوج تلك "القمر "قائلًا برجاء :
لو ينفع يا دكتور احنا كنا مختارين اسم معين لبنتنا، بس عايزينك أنت اللى تسميها
حركت زوجته رأسها موافقة بشدة على حديثه؛ فابتسم"آدم" لهما و قال بهيام صريح لفاقد البصر قبل المُبصرِ :
معنديش أغلى من اسم" ليلى "
ابتسم الرجل و زوجته فقد أحبا الاسم بشدة و خرج هو بهدوء كما دلف .
YOU ARE READING
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
Start from the beginning