_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )

Start from the beginning
                                    

نهض من مكانه مقررًا الخروج و العودة لمنزله حتى و إن كره ذلك ،فذلك البغيض يثير حنقه باستمرار ،لديه دائمًا تعليق يفسد مجرى الحديث و هذا ما يمقته به

لكن"أحمد"أسرع و أمسك بساعده و قال برجاء :
خلاص يا عم أقعد و الله ما أقصد أضايقك أنت عارفنى رخم ،بتقلش منى غصب عنى
أزاح "غيث" يده و قال بتذمر :
و غلس و تافه و ثقيل و فيك كل العبر
حرك "أحمد" رأسه موافقًا على كل حديثه و قال :
أغلط براحتك ،بس أقعد أنا ما صدقت أنك جيت
رمقه بنصف عين و لكنه هتف فى النهاية برضا:
أيوه كدا إتظبط
ابتسم "أحمد"و دفعه للأمام لمكانهم السابق و قام بفتح التلفاز ثم ذهب ليعد بعض المشروبات السريعة و عاد ،وضع كل ذلك على الطاولة الصغيرة أمامهم و قال :
حقك ياسيدى ، اشرب العصير يلا و قولى مالك ؟ ايه الل حصل وخلاك تجى عندى ؟
تنهد "غيث"تنهيدة حزينة و هو يقول بألم :
مفيش كنت مضايق شوية
اتخانقت مع الدكتورة ،عمك عماد يا سيدى قالها عن مناقشة الرسالة بتاعتى و دى كان خناقة امبارح
لولا أنه عمه لقام بسبه سُبة بذيئة تليق بأمثاله ،لكن و للأسف هناك صلة قرابة بينهما ،فهتف متسائلًا بضيق كى يغير مجرى الحوار :
طب و خناقة النهاردة كانت على ايه؟
ابتسم "غيث" بسخرية و قال :
مفيش فتحت فى جرح قديم مكنتش حابب أفتكره فى الوقت الحالى ،هو مش سر أنت أصلًا عارفه بس مش حابب أحكى ، ينفع؟
حرك "أحمد" "رأسه موافقًا و قال بتفهم :
طبعًا ينفع ،هقوم أجبلك بيجاما عشان تنام ،يومنا طويل بكرا
أومأ "غيث"برأسه و لم يتحدث ،فقد سئم من كثرة الكلام و يريد الراحة الأن
و بعد لحظات عاد صديقه و هو يحمل الملابس بين يديه ،أخذها "غيث" و اتجه لاحدى الغرف ليبدل ثيابه ،اكتفى بارتداء البنطال و ترك القطعة العلوية ،فهو لا يحب النوم سوى بتلك الهيئة ،فجرحه القديم يحتاج للهواء خاصة فى ثنايا الليل.

و لكنه لم يتمكن من النوم ببساطة هكذا ،بل ظل يفكر بتلك الأعين رغمًا عنه ،لحظات عابرة و لكنها كانت كفيلة بحفر ملامحها فى أعماقه ،صاحبة تلك الصفعة التى لا معنى .

لكن ربما سيكون لها الكثير من المعانى فيما بعد ،لا أحد يعرف .

______________________________________

على الجهة الأخرى، فى الخارج فى إحدى دول الخليج
كان "آدم" يعمل فى المشفى لوقت متأخر؛ فهذا يوم مناوبته لصباح اليوم التالى
كان يراجع حالة بعض المرضى و خاصة تلك التى أنجبت قبل ساعات بسيطة، طفلة جميلة للغاية و رقيقة تشبه من تركها فى أرض الوطن و مازال قلبه ينبض باسمها بلوعة شديدة و حسرة أكيدة
ابتسم بسعادة حين اطمأن عليهما و عانقه زوجها بشدة؛ فتلك مولدتهما الأولى بعد عناء دام لسنوات طويلة و انتظار مؤلم وحديث من جميع الأطراف عن كون زوجته عاقر و يجب عليه الزواج بآخرى فلا ذنب له، و لكنه أثمر فى النهاية عن مولودة تشبه القمر، تمامًا كزوجته " قمر "
و قبل أن يخرج و يترك لهما الغرفة، هتف زوج تلك "القمر "قائلًا برجاء :
لو ينفع يا دكتور احنا كنا مختارين اسم معين لبنتنا، بس عايزينك أنت اللى تسميها
حركت زوجته رأسها موافقة بشدة على حديثه؛ فابتسم"آدم" لهما و قال بهيام صريح لفاقد البصر قبل المُبصرِ :
معنديش أغلى من اسم" ليلى "
ابتسم الرجل و زوجته فقد أحبا الاسم بشدة و خرج هو بهدوء كما دلف .

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now