_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )

Start from the beginning
                                    

أسرعا بالدخول للمنزل فالجو بات باردًا قليلًا ،وضعا الحقائب على أقرب منضدة ثم قاما بتفريغ محتوياتها
و أثناء ذلك قال "أحمد" بجدية :
المهم فى شركة عارضة علينا شغل إنشاءات و المبلغ مغرى جدًا بصراحة، بس شاكك أن فى حاجة بتم من تحت الطرابيزة ،لأنهم عارضين مبلغ أكبر بكتير من اللى المشروع يستحقه ،دول لو قاصدين يخسروا مش هيعملوا كدا
فرد عليه صديقه بهدوء :
طب نلغى و لا نديهم ميعاد و نتناقش ؟
أخذ"أحمد"نفسًا عميقًا ثم قال بتروى:
أنا شايف نديهم ميعاد و نلعب معاهم ،كانوا كويسين تمام أحنا الكسبانين ،لو لا كدا كدا إحنا مش عطينهم الأمان من البداية
أومأ "غيث"برأسه و قال بوة:
تمام ، وأنا هسأل عليهم فى السوق و أشوف نظامهم ايه و تعاملتهم نضيفة ولا شمال
ابتسم "أحمد" له ثم اتجه للمطبخ يحضر طبقًا فارغًا ليضع به بعض المقرمشات و قال :
حلو دا ، أديهم ميعاد الأحد الجاى
حرك "غيث"رأسه سريعًا برفض ،ثم قال بتوضيح:
لا حد لا ،خليه السبت
آدم جاى الأحد ، و هروح أجيبه من المطار ،هتيجى معايا يومها و لا وراك حاجه؟
ابتسم "أحمد" باتساع و قال :
حتى لو ورايا دا آدم يا ابنى ،طب ليلى عرفت ولا لسه؟
حرك "غيث"رأسه نافيًا و قال :
لا مش هقولها ،آدم منبه عليا و أنا سايبهم بمزاجهم لغاية ما نشوف آخرتها ايه ؟
لوى "أحمد"ثغره و هو يقول بحنق و تذمر:
الواد دا غريب ،بيموت فى البت أختك بس برده منشف دماغه و شايف أنه لسه بدرى ،عيل بطىء و أختك بتلعب
صفعه "غيث"على مؤخرة رأسه و هو يقول بحدة :
يا ابنى احترم انى أخوها على الأقل
اقترب "أحمد" منه و قال و هو يضربه فى كتفه بخفة :
خلاص ياعم متزعلش ، بس آدم بطئ أوى بجد ،يعنى بيحبها و مكلمك من أول يوم بس انه ياخد خطوة جد و يروح يفاتحها أو يخليك أنت تكلمها لا ،مش فاهمه بجد ،مستنى ايه ؟ هيضيعها كدا
ابتسم "غيث" بخفة و قال :
بس أنا فاهمه كويس قوى
حدجه "أحمد"بنصف عين و قال بسخرية :
طب نورنى يا عم أينشتاين
زفر أنفاسه بضيق شديد و قال بينما كان عنه و يجلس على الأريكة :
لو هنقضيها تريقه كدا همشي و أسيبك
اندفع "أحمد" يجلس بقربه و قال بينما كان يناوله بعض المقرمشات :
خلاص هسكت خالص ،بس فهمنى ايه الحوار؟
تنهد"غيث"تنهيدة عميقة ثم قال :
آدم شايف إنه كبير عليها و هى لسه صغيرة عايزها تعيش سنها يا أحمد ، خايف تندم ،هو كان راجل من البداية و قالى و طلب ايدها بس مستني إنها تكبر ، خايف يكون بيظلمها ،هو شايف كدا ،الغبى ميعرفشي انه كدا ممكن يضيعها من بين إيديه
بس أنا مستحيل أسمح بدا ، هفضل جمبه للنهاية ، بس الحب مليش سلطة عليه ،لازم هما الاتنين يكونوا متفقين و ساعتها هجوزهم و لو بالعافية معنديش مشكلة ،بس يكونوا الاتنين عايزين بعض فعلًا
عقد "أحمد" ما بين حاجبيه و هتف متسائلًا بحيرة و ترقب :
طب كدا المشكلة فين ؟
أرجع"غيث" ظهره للخلف و قال :
احنا متربين احنا الأربعة سوا يا أحمد ،ليلى اتعودت عليك و عليا وعلى ياسمين أختك ،لكن آدم كان شخص جديد على عالمها ،شخص غريب و مُبهر فى نفس الوقت ،أنا أغلب الوقت بحكى عنه ،هى اتعلقت بيه من كلامى عليه ،مقدرشى أجزم و أقولك إنها بتحبه ،هى نفسها مش عارفه مشاعرها ناحيته ايه؟ بس آدم عارف هو عايز ايه و دا الفرق
آدم شخص ناضج و ليلى لسه مراهقة و متهورة
التفت "غيث"لصديقه و لكنه وجده يتناول بعض قطع المقرمشات و يقول بسخرية :
يااه على الحب يااه ،اللى يعيش يا ما يشوف
تضايق من رده فعله و سخريته بينما كان الحوار جاد للغاية ،لذلك نهض و قال بغضب :
تصدق أنك فصيل و ثقيل و رخم و أنا غلطان انى سايب بيتى و جايلك فى وقت زى دا

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now