_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )

Start from the beginning
                                    

ابتسمت و لم تعقب ، حقًا من شابه جده فما ظلم.

_____________________________________

على الجانب الآخر بعد أن خرج"غيث" من منزله بوجه قاتم لا يوحى بأى شىء، أراد الهروب من ذلك المكان بأسرع وقت مهما كانت الخسائر.
لا يهم ما تحدث به بالداخل و لا تلك الصدمة التى اعتلت وجه والدته، فى الواقع هذا أراحه قليلًا، فقد سئم من التحمل و مراعاة مشاعر أشخاص لا يهتمون سوى بأنفسهم، إلى متى سينفذ أوامرها و يتحمل تدخلها بأصغر التفاصيل بشكل يومى ؟!
و كأنه روتين، كفتاة مراهقة اعتادت إرسال رسالة صباحية لحبيبها تطمئن عليه ؟
و لكن تلك المراهقة تجاوز عمرها الخمسون، و مازالت بنفس الوضع، تبعثر حياته كلما أرادت، كلما كانت حالتها المزاجية غير متزنة، و يعانى هو دون أن يصدر صوتًا، ما هذا العبث؟

هرول لمكان بعيد، يخصه وحده، فقط السماء من تشاركه به و إن اقترب الليل باتت النجوم رفيقة له.
و جال بعقله إلى يوم ما فى طفولته البائسة.

Flash Back

حين كان صغيرًا لا يهتم سوى بالألوان و كرة القدم، كان وحيدًا رغم وجود توأم له
لم يحظ بفرصة مناسبة للتعبير عن هويته، كل شىء كان يقوم به ما هو إلا تقليد أعمى لأخيه بعد تعنيف والدته له أو تنفيذ أوامرها لمحاولة إرضاء لم يحصد نتائجها و لو ليوم واحد
و لكن مع كل هذا كان يهرول إلى أسفل سريره يوميًا ليقوم بأحب الأشياء لقلبه، الرسم، موهوب بالفطرة أم يمكننا القول بالوراثه لكن ممن ؟
ليس من الطبيبة و لا والده، من شخص آخر أقرب إليه، كان بينهما حبل وثيق، و لكن من قطع هذا الحبل بعد ولادته ؟
يحب الغيوم و المطر كأن له من اسمه نصيبًا كبيرًا، كالغيث يروى القلوب بعد سنوات عجاف.

له العديد من اللوحات، كلها خارج حدود منزله شعر بالسجن داخل أسواره و أراد التحليق خارجه، لم تكن اللوحات سوى صورة للحرية من وجهة نظره، مجرد رسم يعبر عن مكنوناته الداخلية
و فجأة وجد يد تضع على لوحته ظن أنها والدته فارتجف بشدة و حاول الهروب سريعًا قبل أن تفعل به ماتفعله كل مره، و لكن تلك اليد كانت صغيرة ورقيقة، أحب يد لقلبه، كانت تخص شقيقه، تؤأمه. هتف "ليث" قائلًا بهدوء بينما طان يطالع اللوحة بانبهار كالعادة :
متخفش يا "غيث" دا أنا مش ماما
زفر "غيث"أنفاسه بإرتياح بعدما علم بهويته فقد كان خائفًا للغاية ثم قال :
بتعمل ايه هنا تحت سريرى؟ روح لأوضتك قبل ما ماما تيجى تشوفك هنا و تعملى مشكلة
رد شقيقه عليه قائلًا برجاء بينما كان يمسك بيده :
زهقان وقولت أجى هنا ألعب معاك، خلينى ألعب معاك يا "غيث"، و متخفش مش هبوظ حاجة و الله
لكن "غيث" حرك رأسه رافضًا و قال بخوف بعدما تحرك و هو يحمل لوحته :
لا أفرض ماما عرفت هتزعقلى زى كل مره، لا ياعم أنا مش ناقص
ترك أسفل الفراش و راح يضع لوحته فى مكانها المعتاد، لكن "ليث" ابتسم بسعادة و قال بعد أن تذكر شيئًا هامًا للغاية:
لا هى مش هنا، خرجت مع خالتو سارة و قالت لبابا أنها هتتأخر، فيلا نلعب بقي

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now