_٢_ (جدى يريد عودتى)

Começar do início
                                    

نظر له المعنى بالأمر بضيق ،ثم هتف قائلًا بغضب و و هو يدفعه :
"أحمد" مش فايقلك أنا و لا للتهريج بتاعك دا، و مش هتعمل دكتور عليا، أنت مش "آدم "، فابعد عنى وشى
نظر له "أحمد" لبرهة يحاول معرفة ما به ؟!
نعم غاضب لكنه لا يقبل حتى الكلام معه!
سحب نفسًا عميقًا يملىء رئتيه بالهواء ثم قال بعقلانية تتنافى مع طبيعته المعتادة :
لا دكتور و لا حاجه يا "غيث"، بس عصبيتك دى هتخسرك كتير أوى، أفرض حد دخل و شافك بالمنظر دا، ايه اللى هيحصل ؟الطلبه هيقولوا ايه؟
طب بلاش الطلبه، بالنسبه للعميد و لا رئيس الجامعة ايه مش فارقين معاك ؟ و بعدين دا مش مكتبك لوحدك عشان تكسر فيه كدا و الموضوع يعدى بالساهل، دى الجماعة مش شركتك يا باش مهندس
فاهدى بس كدا و يلا ورايا شهيق، زفير
يلا ورايا بقولك الموضوع مفيد صدقنى، أنا مجربه مع خمسة قابلك و كان مجدى جدًا.
تصدق بفكر افتح عيادة بعد كدا أهو أفيد و أستفيد

لحسن حظه أنه بالفعل كان قد هدأ قليلًا بعد التخريب الذى طال تلك الغرفة، و لكن كان لحديثه معه فائدة كبيرة و سرعة فى خمد نيرانه المشتعلة و التى لا يعرف لمن يوجهها ؟!
فتظل امرأة و لا يعرف أراضيها، و لن يعرف لسنوات عديدة!

هتف "غيث" قائلًا بعدما تمكن من ضبط إنفعالاته بعض الشىء محاولًا بذلك ألا يفتك بالمواقف أمامه بسبب سخافته الزائدة عن الحد فى وقت غير ملائم على الإطلاق :
أنت فاكرنى مراتك و بتولدها يا مجنون أنت؟!
ما تتظبط كدا، عايزنى أعلم عليك للمرة الألف ؟!
أنت بتحب تضرب، صح ؟
أنت مازوخى ياض؟!
ابتسم"أحمد" بسخرية ثم قال و هو يعيد ضبط ياقة قميصه بفخر غريب :
استغفر الله العلى العظيم أنت قعدتك مع أمك الدكتورة لحست مخك
و بعدين أنت تطول تبقى مرات المهندس "أحمد رفعت"، أوسم مهندس فى مجره درب اللبانة
تسمر فى مكانه للحظات بعد ما سمعه، صديقه هذا حقًا هالة من الفوضى و العبث ، ثم صاح قائلًا بسخرية :
ايه؟ !
درب اللبانة دى توديك ورا الشمس، اسمها درب التبانه يا مهندس يا محترم، أنت نموذج سئ للمهندسين كلها، أنت نقطة سودة فى تاريخ هندسة العريق

ابستم "أحمد" محركًا كتفه بلا مبالاة فقد تمكن آخيرًا من التخفيف عنه ، ثم قال :
ياعم مدقش، مش المعنى وصل خلاص، مش لازم يعنى تتفلسف و تعمل عليا ابن بارم ذيله
أحنا دافنين الماضى سوا يا ابن "الحديدى "
ثم اقترب منه أكثر و قال بمشاكسة كما اعتاد :
تنكر أنك بتحبنى و متقدرشي تعيش يوم واحد من غيرى؟!
دا أنا اللى فى القلب و الفشه و الكلاوى و الطحال
هتف "غيث" مسرعًا بضيق زائف :
أنت هتشبهنى ياض و لا ايه ؟ أنا straight مليش فى العوج دا
استغفر الله العلى العظيم
نظر "أحمد" له بنصف عين قائلًا:
طب ياعم الصح بعد ما هدينا و روقنا كدا ،مالك بقى ؟ ايه اللى حصل و خلاك مش قادر تتحكم فى أعصابك كدا؟
و ضرب يده كفًا بكف و هو يقول مشيرًا للمكان من حولهم :
يا حسرة على اللوح و المكتب، كله راح فى هفوة!
هفوة غضب الباش مهندس "غيث"
أجابه "غيث" ببعض الحدة :
بنت كنت هخبطها بعربيتى و نزلت أعتذر و ساعدها ،مش فاهم ايه اللى
قاطعه "أحمد" و هو يقول بينما كان ينظر له ببلاهة :
ايه دا ؟غيث و بنت فى جملة واحدة ! مش مصدق ودانى يا عالم
طالعه"غيث" بضيق ثم هتف قائلًا بحنق :
أولًا اسمها مش مصدق عنيا ، ثانيا دى بنت غريبة أصلًا ،لو وقعت تحت ايدى بس
ابتسم "أحمد" بسخرية قائلًا:
لازم يصحح الكلام يا ربى ، أنت جدك كان مناسب اللغه العربيه مثلًا؟ كان جوز أمها
و بعدين هتعمل ايه يعنى ؟ هتمد ايدك على بنت ياسيد الرجاله
لم يجبه ،لم يقل حرفًا واحدًا
لكن "أحمد" واصل بسؤاله بإصرار شديد قائلًا :
رد عليا هتمد ايدك على بنت؟
صاح الآخر قائلًا بغضب شديد :
أكيد لا يامتخلف أنت كمان ، أنا بس متعصب منها و مش عارف بقول ايه أصلًا ؟
غمز "أحمد" بعنيه ثم قال متسائلًا بإستفزاز :
ليه ؟ هى أصلًا عملت ايه؟
ذم "غيث" شفتيه بترم ثم قال بسخرية :
و لا حاجه ، ضربتنى بالقلم بس و هربت منى قبل حتى ما رد عليها
تسمر "أحمد" بمكانه للحظات يحاول استيعاب ما قاله صديقه ،ثم هتف بتعجب ممزوج بالإستنكار :
ايه ايه ايه! و سبتها ازاى كدا ؟معلمتهاش الأدب ليه؟
هتف الآخر قائلًا بتبرم :
يا ابنى هو أنا لحقت ، دى فجأة فص ملح و داب
رد "أحمد" متسائلًا:
طب هى عملت كدا ليه؟ من الباب للطاق يعنى ، مجنونه هى ؟ ما أكيد أنت عملت حاجه خلت البنت دى تتصرف كدا ، مش ماشيه تشاكل دبان وشها يعنى
خلل "غيث" شعره بأصابع يده ثم قال بخفوت:
كانت هتقع فلحقتها
نظر"أحمد" له بنصف عين ثم صاح قائلًا بإستهجان:
أيوه اشجينى اشجينى ، و الله بنت بميت راجل، أحسن ،تستاهل
أنا فخور ببنات بلدى و الله
ذم "غيث" شفتيه متسائلًا بتبرم :
أنت مع مين نفسي أعرف؟
ابتسم "أحمد"باتساع ،ثم قال و نظرة الشماته و السخرية تعلو وجهه بوضوح غريب :
أنا مع اللعبة الحلوة، أيًا كان مين أطرافها؟
نظر"غيث" له بنصف عين ثم قال :
حقير بامتياز يعنى
حرك "أحمد"رأسه موافقًا بفخر غريب :
طبعًا يعنى يا ابنى دا أنا التانى على الدفعة
رفع "غيث"حاجبيه الأيسر و هو يقول متسائلًا بمغزى :
تحب أفكرك مين الأول يا أستاذ " أحمد" ؟
زم "أحمد" شفتيه قائلًا بتبرم:
أولًا أسمى المهندس "أحمد" على سن و رمح ، ثانيًا أه عارفه أبو طويلة و عضلات مفتولة
صاح"غيث"بحدة زائفة قائلًا:
احترم نفسك يا ابنى و متعصبنيش أنا يدوبك
هديت
نظر له بنصف عين ثم قال بإستفزاز:
طب ياسيدى خلاص سكتنا ، طب هى حلوه؟
قطب"غيث" حاجبيه متسائلًا بتعجب:
هى مين دى اللى حلوه؟
أجابه "أحمد" ببساطة بينما كان يتلاعب بحاجبيه بغرض استفزازه:
البنت اللى ايدها علمت على خدودك يا جميل
أمسكه"غيث" من تلابيب ملابسه بينما كان يصرح بوجهه قائلًا:
بقولك عصبتنى و مش طايق نفسى ،وأنت بتسألنى حلوة و لا لا ؟ أنت مش طبيعى على فكره
نفض"أحمد" يد صديقه عن ملابسه ثم سأل بهدوء يناقض هذا الموقف بأكلمه:
يعنى أفهم انها وحشه صح؟
زفر"غيث" أنفاسه بصيث وهو يقول :
مش هرد عليك و لا هريحك
طالعه الآخر بسخرية ثم قال بمشاكسة :
تبقي وحشه ، متلفش و تدور
خلل "غيث"شعره بأصابع يده و هو يقول بتوتر واضح :
هى مش وحشه على فكره،المهم أنت أصلًا كنت جاى ليه؟
نظر له "أحمد" بنصف عين ثم قال:
أهرب أهرب ، بس عامة مفيش يا سيدى العميد كان عايزك عشان يناقشك فى نزولك للمحاضرات ، أنت ليه مكمل فى السكاشن يا غيث ما خلاص خدت الدكتوراه؟
يا عم دا أنت أصغر واحد ياخدها
رد عليه بنبرة جامدة :
و أسبها تفرح صح، تفرح بابنها الدكتور ، لا يمكن يا أحمد ،مش هتعرف انى خدت الدكتوراه و لا هنزل محاضرات دلوقتى خالص ، أنا مبسوط و أنا كل سنه بقولها انى سقطت ، نظرتها بتغسل جروحى حرفيًا يا أحمد
طالعه"أحمد" بنظرة حزينة ثم قال فى محاولة بائسة منه لعودة الأمور لنصابها الصحيح :
دى والدتك ياغيث ، مش عدوتك ، أنا عارف أنت اتعذبت معاها قد ايه؟بس فى النهاية والدتك، مش هتقدر تمحيها من حياتك
ابتسم "غيث" بسخرية و هو يقول بينما اتجه للجلوس على أقرب مقعد :
اتعذبت دى كلمة قليلة على اللى بعانيه بسببها ، أحمد أنا طول حياتى ماشي على خطتها ، كل حاجه فى حياتى هى اللى اخترتها ، لغتنى و لغت وجودى و أحلامى و اسمى ، حتى اسمى عمرها ما نطقته ، هى مش بتحبنى ، هى محبتش إلا واحد فينا بس و الواحد دا مكنشي أنا
و لا عمره هيكون أنا ، مهما حاولت معايا أنا خلاص مش هقدر أكمل فى نسختها، النسخه اللى رسمتها ، مش هقدر أكون ليث
مش هقدر
أومأ "أحمد"برأسه متفهمًا ثم قال :
تمام يا غيث، سبنا من أى حاجه الوقتى ما تيجى نفطر سوا بدل حرقة الدم اللى على الصبح بسببك دى، جعان مفطرتش يدوبك شربت الشاى و جيت على هنا علطول
زفر "غيث" أنفاسه بملل ثم قال :
خلاص خلاص هتحكيلى قصة حياتك ، بينا نفطر عند عم سيد
ابتسم "أحمد" على ذكر الطعام ثم قال بتشجيع شديد :
يعيش الفول و الفلافل يا جدع ،أكلة الكادحين

مريض نفسى بالفطرةOnde histórias criam vida. Descubra agora