الفصل التاسع والخمسون

40.5K 1.2K 64
                                    

- إمام .
هتفت بإسمه تناديه بعد خروجها من منزل عامر الريان وبحثها عنه حتى وجدته واقفًا بجوار إحدى الشجيرات قرب مدخل المنزل، يعطي تعليماته لأحد الحراس، والذي انتبه مع ندائها لتلتف رأسهِ إليها مع إمام الذي خطف نظرة سريعة نحوها قبل أن يُجفل الشاب بدفعة بكفه على كتفه من الخلف ينهره:
-هي بتقول يا إمام ولا بتقول يا ابراهيم؟
رد الشاب بالاعتذار على الفور:
-أسف يابرنس سامحني.
دفعه مرة أخرى ليهدر به:
- طب اخلص نفذ اللي قولتلك عليه.
سمع منه إبراهيم وذهب تنفيذًا للأمر بإذعان، وتحرك إمام نحوها رافعًا حاجبه مع قوله:
- أهلًا يا غادة عاملة إيه؟
ردت بابتسامة تحمل المودة له:
- الحمد لله فل، وانت بقى
رد على قولها بخشونة:
-وانا كمان كويس، بس كنتي بتندهيلي ليه؟
أجفلها برده المباغت فتلجلجت تجيبه بحرج:
-جرا إيه يا إمام؟ انا كنت عايزة بس أسلم عليك واسألك عن خلود اصل عرفت منها ان روان امبارح كانت سخنة فقولت أسألك يعني عشان اطمن.
أنتعش بداخله على هذا التغير الذي بدا واضحًا بكل تصرفاتها او حتى كلماتها فقال يجيبها:
-روان كويسة والحمد لله انا بس اللي اتعصبت عليكي لما ندهت عليان وانا مع الواد ابراهيم، ودا خفيف وما بياخدتش باله من الحاجات دي، الواد لف براسه ناحيتك من غير انتظار.
أجابت ببلاهة:
- وإيه يعني؟ ما يلف براسه ناحيتي ولا يبصلي، حيصل ايه؟
-نعم يا ختى .
صدرت منه على الفور فطالعته مزبلهة باستغراب وهو يتابع بشر:
- ماتظبطي كدة يا غادة عشان ما اتعوجش انا عليكي.
ارتدت رأسها للخلف لتزداد ذهولًا مع قولها:
- تتعوح عليا ازاي يعني وانا هظبظ ايه يعني مش فاهمة؟
رد بخشونة:
- ايه هو اللي مش فاهمة؟ انا قصدي يعني لما تشوفيني مع حد ماتندهيش بإسمي عشان مايحصلش اللي حصل دلوقتي.
أومات راسها بتفهم مرددة:
- حاضر تمام .
- شاطرة وع العموم عشان منعًا للاحراج انتي ممكن تاخدي نمرتي وتتصلي بيا أسهل.
قالها بمكر أربكها لتُخرج هاتفها على الفور بدون تفكير وتسجل أرقامه فبادلته بأرقامها، ليردف لها مدعي الجدية:
-كدة تمام قوي وقت ما تحبي تطلبيني هتلاقيني في وشك على طول، من غير ما تندهي بإسمي بقى وتتعبي نفسك.
ردت بعفوية:
-طب انا كنت عايزة ازور روان .
اجابها مرحبًا:
- وماله في اي وقت اتصلي وبلغيني عشان اظبطلك ميعاد واخدك معايا.
-خلاص اتفقنا.
قالتها وهمت لتعود لداخل المنزل ولكنها وقبل تستدير عنه جيدًا توقفت تلتف إليه سائلة:
- صحيح انا كنت عايزة أسألك، هما ليه بيندهولك يا برنس؟
أجاب رافعًا حاجبه بزهو مع ابتسامة واثقة:
- عشان انا فعلا برنس.
تبسمت صامتة عن الرد وقد اخجلها بخفة ظله، لتلتف بعد ذلك وتعود لجلستها في الداخل.

❈-❈-❈

- يعني اتحرش بيها الحــ يوان ده وفي الضلمة كمان؟
هتف جاسر بالسؤال بدم يغلي بين أوردته بعد أن قص عليه خالد وبعجالة وبدون تفاصيل ما حدث مع زهرة من هذا الرجل القبيح في بداية مراهقتها.
وتحمحم المذكور يجيبه بحذر:
-زي ما بقولك كدة، هي كانت راجعة من الدرس بعد العشا، لما شدها من إيدها في الضلمة، بس ولله الحمد انا لحقتها وجريته زي الخروف في قلب الشارع وسففته التراب....
- بس المشكلة دي فضلت مع زهرة وزودت على مشكلتها القديمة.
قالها جاسر بمقاطعة ورد خالد بالتأكيد:
- دا حقيقي بس انا ووالدتي كنا دايمًا معاها وبنحاول على قد مقدرتنا عشان نخليها تتجاوز وتعدي اللي مرت بيه بس للأسف، الحاجات الصعبة دي بتفضل في عقل الست مهما كبرت ولا عدى عليها سنين.
أكمل على قوله جاسر كازا على أسنانه:
- خصوصا كمان لما تقابل صاحب المشكلة اللي حصلت معاها ويهددها.
رد خالد بنبرة تفيض بالحزن:
- للأسف هو مكانش بيهددها بس، دا كان عايز يكرر الكابوس دا معاها من تاني بالجواز منها غصب عنها، قبل انت ما تتجوزها، حسب ما عرفت بعد ما جيت من السفر.
كور قبضته بتمتم جاسر يهدر بغضب حارق:
- الحيــ وان القذر، اه بس لو تطوله إيدي دلوقتي، لكنت اشرب من دمه حالًا، ليه مقولتليش من الأول يا خالد، ليه هي مرديتش تجاوبني على سؤالي
-ما انا قولتلك يا عم جاسر، دي حاجة ماتقدرتش تعترف بيها الست وبالذات لراجلها، غير لما هي تقرر من نفسها ساعة ماتحس انها تقدر تتجاوز وتعدي.
تفوه بالكلمات خالد قبل ان ينهض ويستأذن:
-اسيبكم بقى مدام اطمنا عليها.
اعترض جاسر وهو ينهض معه:
- ماتستنى يا بني وكملوا اليوم معانا انت ورقية، دا زهرة وشها نور بحضوركم.
- معلش بقى اعذرني انا اليومين دول مسحول في تجهيز الشقة عشان الفرح دا اللي فاضل عليه أيام بس. وكمان عشان نسيبها ترتاح شوية.
قالها خالد بإصرار قبل أن يغادر بصحبة من حضروا معه

نعيمي وجحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن