الفصل الثالث والأربعون

45K 1.2K 80
                                    

- الله يا جدعان دا ايه الحلاوة دي؟
هتفت بها رباب باعين متوسعة من الإنبهار وهي تفحص طقم الألماظ في علبته المخملية، وبشبه ابتسامة كانت كاميليا ترمق العقد والأسورة وخاتم الزواج في العلبة التي بيد شقيقتها، بعد أن أصر كارم عليهم ضد رغبتها في شراء شئ بسيط، فقالت ردًا على شقيقتها:
- دا زوق يا كارم يا ستي مش زوقي .
سمعت شقيقتها والتفت برأسها لكارم تخاطبه بإعجاب:
- زوقك يجنن ياعم كارم، طب والله انت لقطة يا شيخ .
قالتها ليشيع جوا من المرح على جميع الموجودين في الجلسة، من عائلة كاميليا في منزلهم وكارم ووالدته، والذي أعجبه الإطراء فقال يرد:
-،عقبالك يا ستي إنتِ كمان لما نفرح بيكِ
ردت رباب تدعي البؤس:
- ياااه معقول دا يحصل ؟ ادعيلي بقى الاقي عريس زيك كدة، مع إني أشك
أطلق كارم ضحكة منتشية يقول لها:
- ولا تزعلي يا رباب أكيد هتلاقي، ولو مكانش موجود أجيبلك انا يا ستي ولا إنتِ فاكراني هين في البلد دي يعني ولا إيه .
هللت رباب بجملته لتكمل بمزاحها المرح:
- ايوة بقى، وياريت كمان يكون حليوة وشبهك، عشان يبقى بيرفكت بجد .
قالتها وانطلقت ضحكات الجميع مرة أخرى، فخاطبه والد كاميليا بلهجة جدية وهو يشير بيده نحو أكياس الملابس والعطور الموضوعة أمامهم على الطاولة:
- بس مكانش في داعي للمصاريف دي كلها يا بني، الحكاية في بيتها يعني.
اطرق كارم بوجهه قائلًا بدماثة اخلاق واحترام يثير الأندهاش:
- ما تقولش كدة يا عمي، كاميليا أميرة وما يلقش بيها إلا كل شئ غالي، وان كان ع الهديا والهدوم فدي حاجات والدتي هي اللي اشترتها لوحدها عشان تقدمهم لمرات ابنها.
انتبهت كاميليا بوقع جملته التي أقرأها كواقع قبل حدوثه ولم تنتبه لكلمات والدته وهي تتحدث بمودة مع أبيها، اندماج بين الأسرتين يدعو للإعجاب، كارم يوزع ابتسامته وكلماته المنمقة توحي بتهذبه الدائم، والدته هي أيضًا لا تفرق عنه الكثير سوى أنها تبدوا طبيعية عنه قليلًا في تعبيرات وجهها وضيقها لو رأت ما لا يعجبها عكس ابنها ذو الصفحة المغلقة دائمًا؟!
انتبهت بعيناها على وقوف شقيقها الصغير بالقرب منهم بوجه واجم يتطلع إليهم بصمت.
- ميدو واقف مكانك ليه يا حبيبي؟ مش تيجي تقرب كدة وتبارك لكوكي حبيبتك.
قالتها تدعوه فاتحة ذراعيها، تقبل دعوتها وخطا ليرتمي في أحضانها قبل أن يقول لها بتردد:
- الف مبروك يا كوكي .
- يا قلب كوكي إنت.
قالتها وهي تشدد عليه بذراعيها وتزيد من قبلاتها على رأسه ووجنته، فاجئها كارم بجذبه منها مرددًا لها:
- يا ستي اديلوا نفسه شوية،
أجلسه بجواره على الاَريكة ولف ذراعه حول الصغير يخاطبه بلطف:
-  إيه يا حبيبي مش ناوي تباركلي أنا كمان.
استجاب له ميدو يرد بابتسامة شاحبة لم تصل لعينيه:
- مبروك يا عمو .
داعبه كارم بطرف سبابته على ذقنه يشاكسه:
- طب ومالك بتقولها كدة من غير نفس، مش تفك كدة وتهزر معانا يا بطل.
- إن شاء الله.
قالها ميدو بروتينية عادية وهو ينهض ليكمل باستئذان:
- معلش عن إذنكم أصل انا جاي من الدرس تعبان وعايز اريح شوية .
تابعت كاميليا انصرافه بقلق، جعلها لم تقوى على إكمال الجلسة دون أن تطمئن عليه، ولحقت به داخل غرفته
وجدته جالسًا على طرف تحته مطرقًا برأسه وهو يتلاعب بأصابع يده برتابة توحي بشروده.
، جلست بجواره لتسأله بحنان:
- مالك يا قلبي؟ إيه اللي مزعلك بقى ومغير حالك كدة؟ لتكون بجد زي ما قال والدي وفاكرني هاسيبك؟ أوعى يا حبيبي تصدق إن دا ممكن يحصل، أبدًا والله، عمري ما هاسيبك ياقلب كاميليا، هافضل كده متبعاك دايمًا، وعمرك ما هاتغيب عن عيني........... .
قطع استرسالها يباغتها بسؤاله:
- إنتِ ليه رفضتي عمو طارق؟
أجفلت وعادت برأسها للخلف تستوعب قليلًا قبل أن تجيبه بارتباك:
- إنت بتقول كدة ليه؟ حد قالك إن طارق إتقدملي؟
أجابها بسأم وهو يتكتف بذراعيه:
- لأ ماحدش قالي، بس انا بحب عمو طارق قوي وهو بطل ما يجي بيتنا زي الأول، هو انتِ زعلتيه في حاجة؟
رفررت بأهدابها تطالعه بازبهلال ثم ما لبثت أن تجيبه وهي تنفي بهز رأسها تقول:
- لا طبعا، لا هو زعلني ولا انا زعلته، الحكاية حكاية نصيب، عمو كارم اتقدم وانا وافقت بس كدة، يبقى تبارك يا حبيبي لاختك وبلاش نجيب سيرة فلان ولا علان تمام.
سمع مها ثم مط بشفتيه وهو يشيح بوجهها عنه قائلًا:
- تمام ، بس انا برضوا بحب عمو طارق وما بحبش الراجل ده.

نعيمي وجحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن