الفصل الرابع والثلاثون

51.5K 1.5K 70
                                    

- ميري حبيبة قلبي؟
هتفت بها فور أن دلفت اليها بداخل غرفتها، لترتمي بجوارها على التخت مرددة بأسى تدعي اللوعة على رؤية انهيارها المفاجئ:
- حبيبتي مالك بس؟ ليه تزعلي وتقهري نفسك بالشكل ده؟
اعتدلت ميري بجذعها تصرخ باكية:
- عشان اتذليت ياميرفت، انا ميري الناس تمسك في سيرتي ويتقال ان جاسر رماني وفضل عليا الجربوعة دي انا يا مرفت؟
قالتها لتنخرط في بكاءها مرة أخرى، شددت عليها مرفت بذراعيها تُظهر التعاطف في صوتها:
- طب بس ياقلبي ماتزعليش وتقهري نفسك، انت كدة ممكن يحصلك حاجة وحشة لقدر الله، ماحدش هينفعك.
خرجت من أحضانها قائلة بغيظ اختلط ببكاءها:
- يامرفت انا اتهنت واتداست كرامتي، جاسر الغبي ماهمهوش منظري ولا منظره، لما فضل واحدة زي ده انا مشغلهاش عندي خدامة، خلى ناس متسواش تفرح وتشمت فيا، بقى انا ميري يحصل فيا كدة.....؟
انقطعت كلماتها بوصلة جديدة من البكاء والأخرى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه، في التربيت على ظهرها بحنو زائف، حتى هدأت لتسألها بفضول ينبع من حقدها:
- طب والدك بقى، مش سامع باللي بيحصل معاكِ عشان يتصرف ويوقف كل واحد عند حده؟
- عدلت ميريهان بشعرها للخلف ويدها تمسح بالمحرمة الورقية على وجهها لترد ببعض الثبات:
- والدي شايف وفاهم كل حاجة، بس انا مقدرش اتكلم معاه، لأنه للأسف مش طايق يسمع صوتي من ساعة المواجهة مع جاسر ، لما قالوا اني بشرب وبسكر وبروح عند مارو شقته في مصر الجديدة.
تطلعت إليها مرفت بتفحص لتسألها بتوجس:
- مارو دا اللي كنتِ بترقصي معاه صح؟
اومأت لها ميري برأسها كإجابة، فتابعت مرفت سؤالها بهمس متردد:
- وانتِ فعلًا روحتي معاه شقته؟
هتفت ميري بانفعال
- وافرضي يعني روحت كام مرة، وهو ماله أصلًا؟ ولا هو قرف وخلاص؟
ابتعلت مرفت ما بحلقها من كلمات موبخة، فهذه الغبية تستحق كل ما يحدث معها، فقالت بمهادنة:
- انتِ حرة يا روحي وانا مالي يعني؟ المهم بقى انا سمعت ان خالتو لميا وعامر الريان رجعوا من السفر، هو الكلام دا بجد؟
اجابتها وقد بدأت تستعيد تماسكها:
- دا حقيقي ياروحي، دي حتى خالتو اتصلت بيا كمان، وانا كلمتها وانا منهارة على اللي عملوا ابنها معايا وباركتلها على النسب اللي يشرف!
انتبهت مرفت واشتعلت عيناها بالحماس لتسألها:
- وكان رد فعلها ايه ميري؟ قالت ايه ها؟
أجابتها ببعض التشفي:
- كانت ساكتة ومش عارفة ترد عليا بكلمة واحدة، بس انا فاهمة كويس قوي، بعد السكوت دا فيه ايه؟ دي خالتوا وانا عارفاها.
افتر ثغر الأخرى بابتسامة سعيدة قائلة بمكر:
- دي شكلها على كدة هاترحب بمرات ابنها الجديدة جامد.
ردت ميري وهي تبادلها ابتسامتها الخبيثة:
- أكيد ياقلبي، وخلي الأستاذ جاسر بقى يشرب ويشوف نتيجة اختياره اللي هايخسف بيه وبشركته الأرض، ولسة كمان لما والدي يتحرك، انا متأكدة انه مش هايسكت.
مطت شفتيها بابتسامة منتشية وقد أطربتها الكلمات قبل أن تجفل فجأة على صيحة ميريهان الغاضبة:
- بس انا بقى هاموت واعرف ابن ال...... اللي نشر الخبر الزفت ده، دا ولا كأنه كان قاصدني انا .
ابتلعت مرفت ريقها بتوتر وهي تشيح بوجهها عنها بتهرب حتى التفت إليها تجرها لحديث غيره:
- على فكرة ياميري صحيح نسيت اما اقولك، مش انا هاعمل حفلة بعد كام يوم كدة.
سألتها مندهشة:
- حفلة بمناسبة ايه بقى؟ هو انت مش عيد ميلادك كان قريب؟
عادت لطبيعتها تتكلم بأريحية وقد نجحت بصرف ميريهان عن حديث الصحفي والنشر:
- يابنتي ما انا مش عملاها لعيد ميلادي، انا عملاها لماهر ، اصل راجع في خلال يوم ولا يومين، اهو بقى منها حفل تعارف له ومنها احنا نعمل حاجة جديدة، نبين فيها جمالنا واناقتنا، أكيد أنتِ هاتحضري يا ميري، دا انت ملكة الأناقة والحفلات.
عضت ميري على شفتيها، وقد اكتنفها التردد وهو تتسائل
- طيب هي الناس مش هاتمسك سيرتي عشان متطلقة جديد؟ ولا بقى يشمتوا فيا زي اصحابي الأندال؟
ردت مرفت بتشدق لتقنعها:
- مين دا اللي يجرؤ يتكلم ولا يشمت فيكِ بحرف؟ هو انتِ ناسية انك بنت مين ولا صاحبتك اللي عاملة الحفلة نفسها تبقى مين؟ دا اللي يلمح بكلمة بس ، وحياتك عندي لكون طرداه شر طردة، دا انت حبيبتي  واللي يمسك و يمسني
- قلبي بافيفي .
فالتها ميري بفرحة وهي تلف عليها ذراعيها لتضمها، والأخرى تردد ضاحكة:
- دا انتِ اللي قلبي يا روحي انتِ.
...........................

نعيمي وجحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن