الفصل الثانى والثلاثون

317 13 0
                                    

الفصل الثاني والثلاثون ....

(مواجهة صريحة)

تطلعت سجى بالساعة وابتسمت بحزن الى هذا الحد لم اعد أعني لك شيء؟ لماذا؟ ماذا فعلت؟ ما ذنبي؟ اريد ان اعرف فقط؟
تناولت حقيبتها واتجهت الى الباب وعندما فتحته اتسعت عينيها وخفق قلبها بقوة عندما وجدته بوجهها!

بهتت تعابيرها امام نظرته الفولاذية والقسوة التي لمستها بعينيه قبل قلبه حتى شعرت انها لا تعرفه انه رجل اخر لا يمكن ان يكون سامر حبيبها!
رغم نظرة الجفاء بعينيه بعد الفراق الا انها لم تجابهه بنفس الملامح لأن قلبها ذاب تماما وذاب معه كل الغضب منه والحقد عليه وتمنت ان ترتمي بحضنه وتخبره عن كل شيء حصل لها بفراقه .... تمنت ان تفصح له ان نبضات قلبها توجعها بغيابه وإنها تتنفس حزن وعذاب
تمنت ان تقول له انا أصل الى حافة الموت كل يوم ولا أقدر ان انساك او اكرهك
ارادت ان تنطق بكلمات شكوى وعتاب تشوبها محبة واضحة وعشق لا ينتهي وتخبره انه سبب سهرها ودموعها
لكنها لم تقل كل ذلك ولم تنطق بشيء وكل ما فعلته انها تراجعت ودخلت وارتبكت اهدابها عندما سمعته يغلق الباب وخطواته تقترب.
استدارت اليه وقالت متصنعة القوة: "الحمد لله على سلامتك .... أخشى ان أكون ازعجتك واخذت من وقتك وانت بين اهلك"
راقب ملامحها وشعر انها تكتم انهيار كبير بداخلها وحزن فضحه اضطراب صوتها وارتجاف شفتيها وتشتت نظراتها
وغضب شديد بداخلها تحاول ان تداريه وكلام كثير تريد ان تقوله لكنها مترددة ربما خائفة او عزة نفسها تجعلها تتظاهر وتداري ....

شعرت بجفاف فمها وابتلعت ريقها وهي تتأمل عينيه الخاليتين من التعابير حتى بالكاد نطقت: "رغم ان موقفك في المطار لا يغتفر لكني مضطرة ان اصبر قلبي بانك لست سيء كما كنت اصبره ليالي وايام وسنوات على وعد قلته لي بلسانك لكنك للأسف لا تريد ان تفي به .... مضطرة ان اتنازل واراك مجددا واتكلم معك لأنك تركتني بمنتصف الطريق لم توصلني الى النهاية ولم تردني الى البداية"

أسدل اهدابه ورفع بصره بسرعة عندما واصلت بحرقة واضحة: "لن اتزوجك ولا أي امرأة أخرى انا متعب وبحاجة الى الراحة اليس هذا كلامك؟ لماذا عدت ورددتها؟"
أجاب بسرعة وبنبرة فاترة: "من اجل الطفل و"
قاطعته بصوت مرتفع جدا: "ولماذا حصل طفل أساسا؟"
اشاح ببصره وهتفت مدارية دموعها: "وعدتني انك ستخلص لحبنا ولن تلمسها وانها مفروضة عليك وكنت تتصل بي بدل المرة عشرة لتوضح لي ان الزواج كان غصب"
التفت اليها وبعينين ضيقتين ونبرة غضب: "جيد انك تتذكرين .... وماذا كان ردك حينها عندما كنت اتصل بك عشرات المرات؟ كنت مرة تقفلين الخط ومرة تغلقين بوجهي قاطعتني تجاهلتني لم تسمحي لي برؤيتك احرجتني امام نفسي وصغرتني وانا أرسل لك ما امر به من ازمة بيد جنان مرة ورشا مرة وأخبرهما اني محتاج اليك بتلك الظروف وتردان علي انك انهيت كل شيء وعندما التقينا يوما قلت لي انني جبان وسقطت من نظرك كرجل! راجعي نفسك وتذكري ما قلته لي بالحرف وان نسيت اذكرك لأنني لن أنسى موقفك في شدتي
"ظننت ان سأسمع كلام ارحم مما قلته الان الحمد لله انني اتيت مع انني كنت رافضة تماما رؤيتك لكن كأن الله أراد ان يترك قلبي رماد بعد لقاءك انت جبان اكتشفت ذلك متأخرا للأسف"
اغرورقت عينيها بالدموع عندما كرر عليها ما قالته وارادت ان تقول شيئا لكنه واصل وهو يدنو منها جدا حتى رشقت انفاسه شفتيها وبغيظ "اذكرك بما هو اسوء من ذلك ما رأيك؟ قاطعتني مجددا وقطعت علي سبيل لقاءك وبقيت متمسك بك رغم جفاءك وعندما اجبرتك على اللقاء بالقوة وطلبت منك فرصة جديدة ماذا كان ردك أيضا؟ أبشع ما سمعته بحياتي ربما منذ ذلك الوقت لليوم قلبي لم ينبض بحبك"
واغمضت عينيها عندما ردد على مسامعها ما قالته سابقا بلحظة غضب وتغييب عقل منها
" اعتقد ان كل شيء يجب ان يقال تكلمنا به واي كلام جديد لن يغير شيء لقد اثبت لي اكثر من مرة بعد زواجك انك مستسلم وعاجز وليس بنيتك ان تصلح شيء انكسر بيننا اوصلتني الى قناعة اننا لسنا لبعض انت لها وانا لغيرك"
ثم صرخ بها مكررا" انت لها وانا لغيرك .... كنت تهدديني بمروان والزواج به وكأن ذلك باستطاعتك وبمتناول يدك رغم ما بيننا"
خفضت رأسها باكية لكنه لم يكتف اذ بقي يذكرها ويردد عليها كلامها السابق بالحرف
"لست مضطرة ان أعيش على ذكراك واسيرة حبك وعشيقة بمتناول اليد ذلك العصر انتهى وسأرتبط بمروان ولا أحد سيخبره عن علاقتي بك؟ من الذي يخبره؟ لا دليل على ذلك بعصرنا هذا لا شيء مستحيل وكل شيء قابل للإصلاح"
ثم هز رأسه وكرر العبارة الأخيرة "كل شيء قابل للإصلاح"
رفعت بصرها وقالت بحزن: "كل هذا عالق بقلبك يا سامر؟ تحاسبني على كلام قلته من وراء قلبي وبلحظة غضب؟ ارجوك لا تعاملني على انني مبتذلة ورخيصة تعلم جيدا انني لست كذلك"
لوى شفتيه باشمئزاز واستدار الى الناحية الأخرى قائلا بنبرة نفور واحتقار: "ليس هناك مشكلة اذهبي واصلحي حالك ما دمت قادرة بلا حياء"
اقتربت منه ولمست ظهره لكنه تقدم خطوة مبتعدا عنها وشعرت ان سبب الجفاء هو فقدانه للثقة بها وسقوطها من نظره لكونها استسهلت مثل ذلك الكلام غير المقبول عليه كرجل.

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now