الفصل السادس: منقاد..

312 29 78
                                    

«Submissive..».
.
.
.

• • • •

"هناك سؤال يشغل تفكيري في هذه اللحظة،
ما الذي يفكّر به الآباء عندما يكبتون حرّية أبناءهم في اختيار ما يريدونه لأنفسهم؟

أين الإنجاز في جعل أبنائك يحققون ما تريده إن لم تحققه أنت بنفسك؟

والسؤال الأهم، ما نوع ما يشعرون به عندما يحوّلون أبناءهم لدمى منقادة لأوامرهم؟

كل تلك الأسئلة من الصعب إيجاد إجابة واضحة لها، أكثر شخصٍ سيعجز عن الرد عليها هو 'T'؛ فهي ستصيب و ترًا حسّاسًا داخل نفسه الهشّة كونه أحد أولئك المنقادين".

• • • •

تنهيدة عميقة خرجت من فهمه بينما يحدّق في الفراغ، منذ خروجه من مكتب المرشد استقر في مكتبه ليبقى على هذا الحال لفترة.
على الرغم من أنّه ادعى الجمود أمام ما حكاه "سوكجين" عن شقيقه إلّا أن ذلك قد حرّك شيء في داخله.
الأكبر تحدّث عن الأمر وكأن أكبر همومه هو أن ما حدث قد أثّر على "هوسوك"، ولكن ماذا عنه هو؟

أن تفقد شقيقك الأصغر الذي -وبشكلٍ تلقائي- تُحمّل نفسك مسؤولية حمايته، مجرّد التفكير في هذا الأمر يولّد بداخلك شعورًا شنيعًا، بالأصل التفكير في فقد شخصٍ عزيزٍ على قلبك قد يشعرك برغبة في البكاء.
"نامجون" قد وصلته تلك المشاعر بقوّةٍ واستطاع وضع نفسه مكان "سوكجين"؛ لأنه يمتلك شقيقًا أصغر كذلك، هذا جعله يتعاطف معه ويتمنّى لو يزيل تلك الحدود بينهما ليبدأ في مواساته.

بعد انتهاء دوامه في تمام الرابعة استقل سيّارته، كان في نيّته الذهاب لزيارة شقيقه ليخمد تلك المشاعر التي داهمت قلبه، لكنّه فكّر في الذهاب للسكن أوّلًا ليستريح قليلًا كي لا يلتقي الصغير بهذه الهيأة المتعبة.
على الرغم من أن دوامه قد سار على نحوٍ مريح إلّا أنه يشعر بالإرهاق أكثر من كل مرة وقد عزا ذاك الثقل لما استوطن قلبه؛ لذا هو بالفعل بحاجة للراحة.

وقف أمام باب السكن و دحرج مقلتيه بحنقٍ للحقيقة التي ينساها كل مرة، هو لا يملك مفتاحًا.

قبضته دقّت على الباب بخفةٍ ورجا داخليًا أن يفتح أحدهم في أسرع وقت؛ فالتعب الشديد يكاد يبتلعه.
ولم يدم انتظاره لأكثر من دقيقتين قبل أن يُفتح الباب، كاد أن يدخل لكنّه صُدم وتصنّم من هيأة الذي فتح الباب بينما الدماء تتقاطر من أنفه رغم محاولاته في حجبها بكفه الأيمن.

- هل أنت بخير؟ مع من تشاجرت؟
قال جملته ببعض القلق بينما دخل ساحبًا الأصغر ليُجلسه على الأريكة، أخرج من جيب سترته بعض المناديل فتناولها منه الآخر بهدوءٍ وتحدث بابتسامةٍ ضئيلة: - لم أتشاجر مع أحد، لا شيء يستدعي القلق أنا أعاني من الرعاف عادةً.
أومأ "نامجون" قبل أن يسأل: - هل للأمر دخل بارتفاع ضغط الدم؟
وكان شبه متأكد من إجابة سؤاله؛ فقد قرأ في ملف الأصغر الصحي أنه يعاني من مشاكل في الضغط، كما أنه لاحظ أعراضًا عليه مثل احمرار وجهه وأنفاسه غير المنتظمة بالإضافة إلى فتوره الشديد، تأكّدت ظنونه أكثر عندما أومأ الآخر بالإيجاب.

مَتَاهَةُ يَانْغْ | BTSWhere stories live. Discover now