- هتتقدملي امتى ؟
-اتقدملك ؟ هو أنا قلت أني ناوي أتقدم أصلاً !
-مش فاهمة ... أنت بتحبني وأنا بحبك يبقى طبيعي تتقدملي !
أنهت حديثها وهي تهز رأسها باعتيادية من سير الأحداث الطبيعي , هو يحبها وهي كذلك إذًا من الطبيعي أن يتقدم لخطبتها ومن ثم يتزوجها ! .
تنهد بهدوء وهو يقول :
-بصي يا ريماس , مش شرط يا حبيبتي عشان بنحب بعض نتجوز , يعني قصدي مش دي النهاية الطبيعيه للحب , بالعكس أنا لو اتقدمتلك واتخطبنا هتبدأ بقى المشاكل والزهق واحنا في غنى عنه دلوقتي , احنا لسه صغيرين على الهم ده .
-هم ! .
رددتها بعدم تصديق وهي تطالعه بدهشة من حديثة , منذُ متى وأفكاره تأخذ هذا المنحنى ! , تململت في جلستها وهي تردد بهدوء زائف رغم اشتعال مشاعرها :
-عُدي , أحنا مش صغيرين أنا 22 سنه وأنت 25 يبقى صغيرين ازاي , بتتكلم وكأننا في ثانوي ! .
مد يده يمسك بكفها وهو يردد بهدوء مبتسم :
-حبيبتي خلينا نستمتع بسننا , ووقت ما يحين وقت الجواز نبقى نتجوز .
-الي هو امتى ؟
رددتها بامتعاض , ليبتسم وهو يرفع كفها لفمه يقبله بهدوء مرددًا :
-يعني نقول سنه مثلاً ..وبعدها أوعدك هتقدم لعمي وهنعمل الي أنتِ عاوزاه .
سحبت يدها منه سريعًا ما إن شعرت بأحد يصعد درجات سطح المنزل الجالسين فوقه , طالعت الصاعد لتجدها والدتها وهي تحمل ثلاثة أكواب من الشاي .. اقتربت بملامح بشوشة وجلست بجوارهم وهي تقول :
-قلت ما أطلع اشرب معاكوا الشاي , أصل الواد عُدي واحشني .
ابتسم " عُدي " بمرح وهو يردد لها :
-واللهِ أنتِ الي وحشاني يا خالتي , بالك أنتِ لو مش أنتِ مكنتش جيت .
-ياواد يابكاش , قولي أمك الندلة دي عاملة ايه , ولا كأني صاحبة عمرها مبتسألش .
-أنتِ عارفة ماما شغلانة الناظرة دي سحلاها , بس متقلقيش هتجيلك قريب .
رفعت كوب الشاي له وهي تردد :
-طيب , اشرب بقى شاي خالتك سوسن , أكيد وحشك .
التقط منها كوب الشاي وارتشف منهُ القليل ثم نظر ل " ريماس " وهو يردد بمغزى :
-ده وحشني أوي يا خالتي والله .
أشاحت وجهها بخجل وهي تشغل ذاتها بكوب الشاي الخاص بها ..
" ريماس السعدني " ... فتاة في الثانية و العشرين من عمرها في عامها الدراسي الأخير كلية الآداب , جسد متوسط وطول قصير قليلاً , بشره مائلة للبياض بأعين بُنية وشعر أسود ناعم يصل لأسفل أذنها بقليل كما تحب قصه دومًا , تعشق " عُدي " منذُ سنوات , تحديدًا حين كانت في الخامسة عشر من عمرها بدأت تفسر مشاعرها تجاهه حينها , وبعدها بعام وجدته يعترف لها بحبه ومن حينها ونشأت علاقتهما , أحيانًا لا يروق لها تفكيره في بعض الأمور لكنها تتغاضى عن الأمر فلن تجعله عائق بينهما , تعرفت عليهِ لأن والدته صديقة والدتها منذُ سنوات طويلة , وبالتالي فهو يُعتبر صديق طفولتها أيضًا فلم يكن لها أصدقاء غيره في تلك المرحلة , حتى حينما التحقت بالمدرسة الإعدادية لم تختلط بالكثير وبقى هو صديقها الوحيد ..
YOU ARE READING
مجموعه قصصيه (هل فات الأوان؟ )
Short Storyدي مجموعه قصص تضم : _ 1 لن اتخلى عنكِ ، 2 الحب لا يبني حياه، 3 نور أنثي لا تُهزم، 4 مُـــر الإهمــال ، 5 حق قلبي، 6 نذير شؤم، 7 بكل الحب.