بكل الحب 12

2.4K 151 15
                                    

(حكاية بكل الحب..).. بارت 12.. ناهد خالد.

فتحت باب الفيلا الخاصه بها والتي كانت تسكنها مع أبيها.. اضائت الأنوار ليظهر المكان بوضوح والاتربه قد طغت عليهِ بشكل كبير.. أغلقت الباب واستندت بظهرها عليهِ.. عادت وحيده كحالها دومًا ولكن وحدتها هذه المره قاسيه.. فهي وحيده تمامًا كحالها الآن بين أرجاء الفيلا الواسعه.. وهنا سقطت أرضًا ودموعها تسبقها في السقوط.. تتذكر كل حرف قاله.. تتذكر كيف آلمها حديثه.. كم كان قاسيًا عليها.. لم يضع لها عزرًا أو مبرر، لم يشفع لها حبها له الذي أبدته بكل وضوح.. لم يفرق معه أي شئ!، حديثه يتردد بأذنها فيزيد وجعها..
وآهٍ من وجعًا يأتي من أحب الناس إلي قلبك.. تشعر وكأنه اكتشف موضع جرحها فظل يضغط عليهِ يدميهِ أكثر ويؤلمها أكثر.. وكأنه أتي بحفنه من الملح ووضعها بكل قسوه علي جرح قديم ظنته التئم لكن اكتشفت أنه مازال حيًا.. تشعر أن أحدهم يمسك بآله حاده ويُشرح في جسدها بكل قسوه كلما تتذكر حديثه لها ...
وفجأه ...صوت شهاقتها يعلو في المكان فيتردد صداه بالأرجاء، ظلت تنتحب لأكثر من ساعه لم تهدأ فيها لحظه واحده، حتي شعرت برأسها يكاد ينفجر من قوة الصداع، تشعر بجسدها يتراخي وعيناها تنغلقان عنوه.. وقد كان... سقطت مستسلمه لسلطان النوم ليسحبها له دون أي مقاومه تُذكر , حتي لم تنهض من محلها .....

______( ناهد خالد )_____

جلس في غرفتهما ينظر أمامه بشرود , ولكن ملامحه ظهر عليها الألم بوضوح , بين يده استقرت ساعه يدويه أنيقه تخصها يبدو أنها سقطت منها دون أن تنتبه , خفض بصره لها وهو يضغط عليها برفق وكأنه يخشي أن تنكسر فيزول آخر تذكار بقي منها ...ارتسمت ابتسامة ساخره علي شفتيهِ من رآها سيظنه غير مهتم لما حدث ولم يفرق معه ...لكن , لم تدم تلك الابتسامه لأكثر من ثوانِ , انمحت تمامًا وظهر الألم جليًا علي وجهه , و...ظهر طيف لأدمع قريبه لتغزو عينيهِ , أخذ نفس عميق شعر وكأنه خرج من أضلعه , تحدث للساعه وكأنها شخص ما ! بنبره متألمه , خافته , يسكنها الحزن :

- عارف أني وجعتها , بس أنا كمان اتوجعت , لو كنت عرفت الي عملوه قبل شهرين من دلوقتي مكنش ده هيبقي رد فعلي , كنت هزعل وهغضب بس مكنتش هقف قدامها وأنا بغلي كده , فالبتالي مكنتش هوجعها كده , بيقولوا علي قد المحبه بيكون الزعل , وأنا حبيتها ...

أغمض عيناه بشده يعتصر جفنيهِ يمنع تجمع المزيد من الدموع بهما , زفر بعنف يشعر بشئ ثقيل يقف بحلقه , وشئ أثقل يجثو فوق صدره يكاد يمنع تنفسه !

- حبيتها , هو أنا كان ممكن محبهاش أصلاً ! , ضعفت قدامها ..قدام حاجات رجعتهالي بعد ما فقدتها , قدام روحها الي خلت البيت أجمل وكأنه مش بيتي ! , قدام احتوائها ليا وأنا نايم علي رجلها وبحكيلها عن حاجه وهي بتسمعني بكل شغف عمرها ما قدرت تداريه , قدام قلبي الي بيرتاح معاها وبوجودها , قدام عنيها الي بتقفل لما بتضحك وفرحتها الي بتلمع فيها لما اعمل حاجه تفرحها , قدام حضنها ليا لما ارجع من بره , قدام صوتها الي حاسه بيرن في ودني دلوقتي , نبرتها كانت بتدخل في قلبي كأنه هو الي بيسمعها مش ودني , قدام حاجات كتير أوي , بعترف أنها أجمل بنت قابلتها في حياتي , ومش جمال شكل وبس جمال مضمون أكتر , عارف أنها عملت الي عملته بدافع حبها ليا , وعارف أن عمري ما هلاقي حد يحبني ويخاف عليا زيها , والحقيقه أنا عمري ما هعرف أعيش من غيرها ولا أحب غيرها ...هما شهرين بس , بس حاسس أن حبها في قلبي من سنين مش من كام شهر !, أوقات بستغرب نفسي هو أنا ازاي حبيتها للدرجادي في الفتره القصيره دي ! , بس برجع وأقول الحب مش بالمده ...

مجموعه قصصيه (هل فات الأوان؟ ) Where stories live. Discover now