لكوا مني السلام (شهيد)

1.4K 69 4
                                    

#لكوا_مني_السلام #ناهد_خالد #الجزء الأول .."شهيد!"
- تسع سنين جواز ولسه مخدتيش حصانه من قلقك عليا !
- خوفي عليك بيزيد يا حمزه , خصوصًا في الظروف الي حاصله في البلد , حصانة أيه بس ده أنا قلبي بينخلع من مكانه مع خروجك ومبيرجعش غير برجوعك .
- وعشان الظروف الي فيها البلد دي , مينفعش أكون في بيتي ومع مراتي وابني والناس بتتقتل برا , والمفروض تدعميني أكتر من أي وقت عدي محتاجك جنبي الفتره دي أوي , محتاج لما ابقي في شغلي ابقي مطمن عليكوا وعارف أني سايب جبل ورايا هيسد , ممكن تطمنيني ؟
الأمر ليس بيدها , تقسم أنها تتمني لو أن الأمر بيدها وتستطيع أن تصمد علي الأقل أمامه ولا تُبدي خوفها لكن ماذا تفعل ! , الأمر خارج إرادتها , قلبها يرتجف خوفًا عليهِ , تمر عليها الدقائق سنين وهو بعمله , مع كل رنة هاتف تُفزع وهي تتوقع الأسوء , مع كل تأخير عن موعده وإن كان دقائق تتلاعب الظنون بعقلها , تسع سنوات لم تكن مده كافيه لتعتاد الامر أو تُقوي قلبها , لم تكن كافيه أبدًا ..

- هترجعلي ؟!

ابتسم بحنان وهو يقترب منها وأحاط وجهها بيده مقبلاً رأسها ووجنتيها :

- بأذن الله .

التمعت عيناها بالدموع وقالت :

- اوعدني ..

ابتسم وهو يهز رأسه برفض وتمتم :

- " إن الله عنده علم الساعه وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وماتدري نفس بأي أرضٍ تموت إن الله عليم خبير "

أخفضت رأسها بخجل لطلبها الذي لا يملك منه هو شيئًا وقالت :

- صدق الله العظيم .

- مقدرش أوعدك أرجع , بس أقدر أوعدك أني هحافظ علي قسمي لو بآخر نقطة دم فيا .

ارتجف بدنها لحديثه , دومًا ما تري استعداده للموت من أجل أن يحافظ علي قسمه الذي أقسمه بأن يحمي الأرض والعرض والشعب , قسمه يأتي أولاً , ثم....ثم هو .

- كلامك بيخوفني يا حمزه ..
- تكرهيلي الخير يا قلب حمزه ؟
- أكيد لأ .
- " كل نفس ذائقة الموت " عندك شك ؟
نفت برأسها وهي تدرك جيدًا مجري حديثه , أكمل بابتسامه :
- يبقي أكرملي أموت شهيد , عالأقل هدخل الجنه وهبقي في منزله مكرمه , والشهيد بيغفر ل سبعين من أهله يعني هغفرلك ياستي كمان أي خدمه .

ابتسمت مرغمه وهي تؤمئ له بصمت , أنتهي من توديعها قبل أن يذهب لعمله الذي يبقي فيهِ بالثلاثة أشهر وأحيانًا أكثر حسب ظروف البلاد , اتجه لطفله ذو السبعة أعوام يقبله بحنو وهو نائم , ومن ثم ترجل لأسفل .

_________( ناهد خالد )_____

فتح باب شقة والدته التي تسكن بالأسفل ببطئ ظنًا منه أنها قد نامت فالوقت قد قارب علي الفجر , ولكن تفاجئ بها تجلس بانتظاره .

مجموعه قصصيه (هل فات الأوان؟ ) Where stories live. Discover now