الفصل السادس والعشرون

14.5K 1K 130
                                    

طبطبو علي النجمةيا حبايبي

لا يحدث نسيان إلا لمن يعشق بعينيه ، أما من يحب بالروح والقلب فلا يوجد بقاموسه هذه الكلمة إطلاقاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدار المفتاح في الباب ، وفتحه بسهولة ، ودخل المنزل بخطوات هادئة ، وثمة مزيجًا مؤرقاً من التعب والضيق على وجهه.

عقد حاجبيه تعجبًا من إضاءة أنوار الصالة والتلفزيون ، وما زاد من دهشته وجود المفتاح الآخر للمنزل على المنضدة في مدخل الرواق.

خلع سترته السوداء الطويلة ، ورماها على أحد الكراسي.

لم يمض وقت طويل حتى ظهرت علامات الصدمة على وجهه ، بمجرد أن وصل إلى أذنيه صوت أنثوي ناعم قادم من المطبخ لتأخذه قدميه صوبه ، لكنه توقف عن الحركة عندما رآها تخرج منه ، بينما هي تتحدث إلى قطهُ الصغير.

: والمصحف هتاكل معايا يا طفس .. اهمد شوية يا ميجو هتوقع الكوباية من ايد...

بترت باقي كلامها بصدمة يشوبها ذعر ، وعيناها مثبتتان على حذاء أسود ، وهناك صرخة ماتت في مهدها عندما ارتفع رأسها تدريجيًا نحو الذي يرتدي بنطال أسود و كنزة زرقاء داكنة ، وعيناه البنيتان الغامقتان مليئتان بالأسئلة ، يقف شامخًا أمامها ، على بعد متر واحد فقط.

تجمدت في مكانها بتفاجئ ، ولم تمر وهلة حتى سقط الكوب منها على الأرض بعد أن انزلق من يدها المرتعشة ، لتتناثر قطراته على قدمها وساقها ، بينما كان الصحن في يدها الأخرى معلقًا في الهواء.

ثبتت عيناها فى ذهول وعدم تصديق علي بدر الذي لم تقل صدمته عنها شيئًا ، لكنه بدا وكأنه محافظًا على اتزانه ، أو بالأحرى توقف عقله عن العمل لوهلة من الزمن.

نظر كلاهما إلى بعضهما البعض لبضع لحظات ، ظهرت خلالهم العديد من الأسئلة والمشاعر في أعينهما.

قفز قلبها من قفصها الصدري بفعل قوة النبض ، بينما كان عقلها غير قادر على التفكير بشكل سليم.

: انتي مين .. ودخلتي هنا ازاي؟

اتسعت عيناها بسبب الصدمة ، وتضاعفت خفقات قلبها بينما نظراتها تبدلت من اللهفة إلى العذاب ، حينما باغتها بنفس السؤال الذي طرحته من قبل في أول لقاء جمعا بينهما ، لتقول لنفسها كلمات لم يسمعها هو : مجرد طيف..

افاقت على نفسها فور أن دحرجت عينيها بعيدًا عنه للأسفل باتجاه القط الذى يلعق العصير المسكوب.

شبح حياتيWhere stories live. Discover now