الفصل السادس

15.7K 950 72
                                    

اضغطو ڤوت ⭐

من بين الكل ، كنتِ أنتِ من أشعر معهُا بالألفة الصادقة ، ‏كالنُور يعبُر ضوئكِ ظلام روُحي لتُبدديه دون أن تدركين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقت بعد الظهيرة في مجمع راقي

داخل فيلا صغيرة نوعا ما

امرأة في أوائل الخمسينيات من عمرها كانت جالسة بهدوء تحتسي فنجان قهوة في صمت ، بينما نزلت امرأة أخرى من أعلى السلم بخطوات مسموعة كسرت هذا الصمت بسبب الكعب الطويل الذي تحب أن ترتديه بإستمرار.

قالت السيدة الأولى بابتسامة : كل دا نوم يا ميرو و بعدين ايه الشياكة دي كلها!!

إبتسمت الآخري بغرور يليق بأناقتها ، وعلي عينيها نظارة شمس كبيرة نوعا ما تخفي ورائها ملامحها ، وقالت بنعومة : ميرسي يا ماما .. انتي عارفة اليوم اجازة عندي

سألت السيدة الأولى ، وحاجبها مرفوعًا عندما وجدتها تتجه نحو باب المنزل رغم أن اليوم عطلة كما ذكرت من برهة : انتي خارجة ولا ايه؟

توقفت عن الحركة لحظة ، ثم التفت إليها ، وقالت بنبرة رقيقة لكنها مليئة ساخرة : اه يا ماما .. هروح اشوف الهانم للي قاعدة في شقة جوزي من غير استئذان دي

أومأت إليها بفهم وقالت بعدم اهتمام : تمام انا شوية كدا و هخرج كمان هروح النادي اشوفك هناك بقي

لوحت لها بيدها ، ثم استدارت نحو الباب لتغادر ، وهي تهتف بسرعة : اوكي .. يلا باي

★★★

كانت سماعة الأذن في أذنها ، وهي تتحدث في الهاتف أثناء القيادة

زفرت الهواء من رئتيها ، وقالت بإمتعاض : عايزني ماروحش اشوفها ليه؟ انت ناسي انه جوزي!!

أطلق ضحكة ساخرة لم يستطع كتمها ، وقال مصححًا : قصدك طليقك شكلك نسيتي انك اطلقتي منه

جادلت في استنكار ، مشوب ببعض بالغيرة : لا انت اللي نسيت بدر هيفضل جوزي لحد ما جثته تظهر و استلم كل حاجة تخصه .. ماتنساش كمان اني وريثته الوحيدة

التوى فمه متهكمًا وتمتم بنبرة ذات مغزى : انتي مابتشبعيش ابدا ولا مكفيكي اللي عندك!! وهو حيلته ايه غير العمارة والمكتب اصلا اللي هتورثيهم؟

أردف بصوت غاضب حين استنتج أن كلماتها مجرد حجة تجادله بها ، ويبدو أن الأمر الأهم لا تكترث به : انا مش ناسي يا هانم .. زي ما انا مانستش ان اللي كنت عايز اوصله قبل مايموت .. لسه ماوقعش في ايدي ولسه ماتأكدناش من موته حتي

شبح حياتيWhere stories live. Discover now