#البارت_العشرين_الجزء_الثاني

486 33 12
                                    

#البارت_العشرين_الجزء_الثاني
#ألواح_القدر_الجزء_الثاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
_وصل الرائد جومانا للزنزانة... الحبس الفردي.
تعجب الجميع و اول المُعارضين كان نديم الذي قال :
_ انت بتعمل ايه يا أدهم!
قال أدهم بصرامه :
_ اسمي أللواء أدهم يا سيادة المقدم.
ثم نظر إلى شريف و صاح قائلاً :
_ مستنى ايه؟ متاخدها على الحبس!
وقف شريف بحيرة لا يعرف ماذا يفعل فأن جومانا ذو مقامة عالية و لم يتجرأ احد على معارضتها يوماً فكيف سيوصلها للحبس! لكنها الأوامر ، لتلاحظ جومانا حيرة شريف لتقول له بهدوء :
_ مستنى ايه يا عسكري؟ طلع كلبشاتك يلا و عشان توصلني الحجز.
رضخ شريف بالنهايه ، و اخذ من جومانا الحقيبه التى تحملها لكن تقدم أدهم سريعاً و اخذ الحقيبه هو ثم بدء شريف بتقيد جومانا و أخذها معه نحو الزنزانة أمام جميع الضباط و المتدربين الذين كانوا واقفين بصدمه مما يحدث ؛ أوصل شريف جومانا الي الزنزانة و قبلما يغلقها عليها قال :
_ أنا آسف جدا يا فندم بس دي آوامر اللواء أدهم..
اومئت جومانا رأسها له ، ليتركها شريف و يرحل.
عند أدهم كان جالس بمكتبه و معه نديم الذي لم يكف عن الصياح به و معارضته و قال :
_ مهما عملت متوصلش للحبس.. غلطت اه بس مش الحبس يا أدهم!
كان أدهم جالساً إمامه يصغي اليه حتى انتهى ، ليقول أدهم له :
_ خلصت كلامك؟ انت فاكر اصلاً ان انا بجبر جومانا علي حاجه؟ جومانا اتحبست بمزاجها و لو عايزة تخرج هتعرف تخرج ، بطل تفكر بعواطفك و ركز شويه..انا بديها قرصة ودن بس عشان متنساش نفسها و تبقى فاكرة ان كل حاجه سداح مداح! ابعد انت منها و سبني اتعامل معاها.. و انا اكيد مش هبيتها في الحبس بس كان لازم اخد موقف.
هدء نديم نوعاً ما و فهم أدهم ، و الذي وقف و اقترب من حقيبه جومانا و فتحها ، ليتفاجئ بكميه الأسلحة التى استخدمتها جومانا و قد وجد مع الأسلحة قفزات جلديه ليمسكهم أدهم بسخرية و يقول :
_ لاء و شاطرة خلت الإنتقام ميأثرش على كونها ظابط و حسبت كل حاجه كويس عشان ميبقاش عليها دليل واحد.
تقدم نديم من الحقيبه و رأى الاسلحه التى بها ، ليجلس بتعب و يقول :
_جومانا مرتحتش بعد اللى عملته فيهم؟
قال أدهم بغضب :
_ و ايه اللى عملته فيهم بظبط بقى؟
اردف بصياح :
_عذبتهم؟قتلتهم؟و انت كنت فاكر انها هترتاح؟
لم يجد نديم ما يمكن قوله و صمت انه يعلم انها مخطئة لكن يعلم أيضاً انها الآن على حافة الانهيار و تحتاج اليه ، ليقول إلى أدهم :
_ تمام يا أدهم احبسها براحتك بس انا هدخلها خلي بالك.
لم ينظر له أدهم و هو يقول :
_ استنى لحد م سامر يوصل الأول.
جلس نديم على مضض منتظر ذلك المسمى سامر و الذي وصل بعد فترة قصيره و رحب به أدهم و تناقش معه هو و نديم حول اتفاقه مع جومانا و كل شيئ دار بينهم ، ثم طلب سامر ان يرى جومانا و ان يتحدث معها ليذهب ثلاثتهم إليها ليجدوها جالسه أرضا بصمت تحدق في الفراغ ، ليقول لها أدهم :
_ جومانا قومي كده و فوقي عشان سامر محتاج يتكلم معاكي.
لم تنظر لهم جومانا و قالت بعد فترة من الوقت و هي على وضعيتها تلك :
_ اتفقنا كان تديني خالد و تامر اسلمك العملاء و الناس اللى متورطين معاهم..
لتردف بعدما نظرت إلى سامر :
_ في ملف في الشنطه اللى أدهم خدها هتلاقي فيها كل المعلومات دي جمعتهالك و كنت ناوية اقبلك و اديهالك بس اديك سبقت اهو ، كده خالصين يا سيادة المقدم.
إجابها سامر بإستنكار :
_اتفقنا مكنش فيه دم يا جومانا مكنش اتفقنا على القتل!
نظرت له جومانا  بنظرة مبهمه و قالت :
_ و انت مين قالك انى قتلتهم؟ انا ريحتهم من عذاب كان هيطولهم عاجلاً ام آجلاً...و فعلا اتفقنا مكنش في قتل بدليل انك لسه جاي من السفر دلوقتي و انا مطلبتش منك تقتل حد نهائي... انت برا المعادلة يا سامر ، خد الملف و سيبني انا اتعامل بعد ازنك.
نظر لها سامر طويلاً ثم قال:
_ انا هستناك في مكتبك يا سيادة اللواء.
قالها موجه حديثه إلى أدهم الذي نظر له و اومئ برأسه ، ليتبقي مع جومانا أدهم و نديم فقط ، ليقول أدهم لها :
_ مكانهم فين يا جومانا؟
أخبرته جومانا بمكان السيارة ثم نظرت له و قالت :
_ انت لو مكاني مكنتش هتعمل اللى عملته؟
صاح بها أدهم بغضب و قال :
_ محسساني انك الوحيده اللى اتظلمتي و انك الوحيده اللى خسرت بسبب الشغل ده.. كل واحد في المبني ده خسر في شغله حاجات كتير من اول العسكري لحد وزير الداخلية.. كلنا خسرنا يا جومانا بس لو كل واحد قال هنتقم لخسارتي و اجيب حقي مش هنبقى بني آدمين هنبقى همج..
أردف بصوت عالٍ و بنبرة لم تستمع إليها منه قبلاً :
_ ياما حظرتك و قولتلك الانتقام بلاش...السكه دي بلاش ، السكه دي اللى بيدخل فيها بيخسر اكتر م بيكسب بس انتي معملتيش ليا حساب... ليه كلنا معملناش زيك و قولنا لأ حقي و عايز اجيبه؟ اتعذبتي كتير؟ خسرتي كتير؟ طب ليه مبصتيش للي ربنا عوضك بيه؟ عوضك بشغل و مكانة متحلميش بيها... عوضك بحب الناس ليكي.. عوضك ب أصحاب و بواحد بيحبك و هيموت عليكي.. عوضك بيا لما اعتبرتك بنتي و ربنا اللى يعلم مقصرتش معاكي في يوم... ليه في الاخر دوستي على كل ده؟ ليييه؟
وقفت جومانا فجأه و قالت بصراخ :
_ عشان احط راسي على المخده انام... عشان انا بقالي تسع سنين مبنمش... عشان اقدر أزور قبر ابويا و انا رافعه راسي لفوق... عشان دم عيل صغير مكملش الخمس سنين حرام يروح هدر... عشان لما يجي اليوم و أقف فيه قدام ابويا اقوله يا بابا انا جبت ليك حقكك.. عشان ارتاح يا أدهم... عشان ارتاااح..
صاح أدهم بها قائلاً :
_ و ارتحتي؟
صرخت جومانا به غضباً:
_ لاء.. لاء مرتحتش.. مش ده اللى انت عايز تسمعه؟ اه يا أدهم انا مرتحتش بعد اللى عملته.. خلاص كده؟ ارتحت انت؟
نظر لها أدهم بخيبة آمل و قال :
_ لاء للأسف يا جومانا مرتحتش...
ليتركها و يذهب تاركاً نديم الذي اقترب من جومانا قائلاً :
_ انا مش هعاتبك لأنك خلاص عرفتي انك غلطانه ، بس حاولي تنسي.. حاولى تنسي و تكملي في حياتك بقى..
اقتربت منه جومانا اكثر و عناقته و قالت له :
_ احضني يا نديم..
لم يتردد نديم و اسرع بإحتضانها و ظل يمسد على شعرها بحنان و همس :
_بحبك يا جومانا.. بحبك في كل حالاتك..
رفع رأسها و جعلها تنظر له و قال و هو يمسح دموعها :
_بحب كل حالاتك معدا الحزن.. لاني بحس نفسي عاجز.. حبيبتي قدامي بتعيط و انا مش قادر اعملها حاجه.. حزينه و مش قادر افرحها او اخفف عنها... بحس بعجز بس.. و نفس العجز ده حسيت بيه من شوية لما مكنتش عارف مكانك و بنحاول نوصل لمكانك بأي طريقه ممكنه.. كنت قاعد في مكتبي حاطط ايدي علي خدي و مستنى خبر ظهورك و انا قلبي حرفياً بيتقطع عليكي.. انا مش عايز اقلق عليكي تاني يا جومانا.. اوعديني متخبيش عليا حاجه تخليني ابقى هتجنن عليكي زي م حصل من شوية كده..
أبتسمت له جومانا ابتسامه حزينه و وضعت رأسها على صدره تحاول أن تستمد منه بعض القوة و هي تحتضنه و قالت :
_ اوعدك.. اوعدك يا نديم.
ابعدها عنه نديم و نظر لها قائلاً بقليل من المرح حتى يخرجها من تلك الحالة :
_ بقى جومانا دويدار.. البلاك شادو بجلالة قدرها اتحبست؟ على كده لما تخرجي من هنا اقولك كفارة ولا ايه؟
ضيقت جومانا ما بين حاجبيها و قالت بضيق و حزن :
_ نفذ كلامه ليا..
تعجب نديم و قال :
_ مين ده؟
جومانا بغيظ و ضيق :
_ أدهم! قالي من كام سنه انه يوم م هيحبسني ، هيحبسني على حاجه كبيرة.. صدق في كلامه.
ضحك نديم و قال و هو يبتعد عنها حتى يتركها في زنزانتها :
_ على الرغم من اني اكبر المعارضين لوجودك في الحجز ده ، بس فرحان فيكي.
تعجبت جومانا و قالت :
_ فرحان فيا!
_ اه.. باخد حقي منك.. اهو حاجه من اللى بتعميلهم فيا بيطلع عليكي.
نظرت له جومانا بغيظ ثم اشاحت وجهها عنه ، ليقول نديم :
_ بس حظك انى بحبك و واقع فيكي و كل شوية هنطلك هنا لحد م ادهم يحن عليكي و يخرجك.
ابتسمت جومانا دون أن تنظر له و قالت :
_ امشي يا نديم امشي و سبني.
_ على عيني والله امشي و اسيبك بس حكم القوي.
اردف بجديه قبلما يآمر العسكري بغلق الزنزانة على جومانا :
_ المهم شوية و هجيلك عشان أدهم فعلا عايزني ، و متقلقيش مش هسيبك هنا كتير..
اومأت له جومانا رأسها ليتركها و يذهب ، لتجلس جومانا تنظر إلى جدران الحائط من حولها بحزن و حيرة مما ستواجه مستقبلاً..
________________________________________________
عند ياسين كان قد عاد إلى منزله و يظهر الضيق و الوجوم على وجهه ، لتوقفه والدته قائلة :
_ مالك يا ياسين انت كويس يا حبيبي؟
نفي ياسين برأسه و قال :
_ مشاكل في الشغل بس.
تدخل محمود والده و قال :
_ مشاكل ايه يا بني م ماتتكلم!
تردد ياسين في البداية ثم قال :
_ جومانا اتحبست من شوية و الدنيا مقلوبة و مظنش كمان ان نديم هيروح بيته النهاردة..
شهقت داليدا بصدمه ، و وقف محمود في سعادة و قال:
_ اهو.. شوفتوا بنفسكوا؟
نظر إلى داليدا و قال بفرحه :
_ صدقيتيني..عرفتي ان البت دي فعلا مش مظبوطة؟
ثم وجه نظرة إلى ياسين و قال :
_ اتحبست في ايه؟ سرقت؟ طلعت جسوسة؟ قتلت حد؟ ولا يكونوا مسكوها في وضع حرج؟
فتح ياسين عينه على وسعيهما من تخيلات ابيه الواسعه و نفي قائلاً :
_ لا طبعا يا بابا انت بتقول ايه؟ اولاً جومانا شخصيه محترمه جدا و متعملش حاجه من اللى انت بتقول عليها دي ، ثم ثانياً جومانا في الحبس بمزاجها.
تعجب محمود ، لتقول داليدا بعدم فهم :
_ يعني ايه بمزاجها؟
جلس ياسين و نظر إلى والده بتهكم و قال :
_ يعني واحده بتقدر تخترق منظمات بأعلى مستوى في العالم و مؤسسات عالمية ، واحده اسمها يتكتب في التاريخ ، مش قادرة تخرج من زنزانة فردي احتياطي؟ اللى زي جومانا او حتى نديم او غيرهم من اللى اتدربوا على ايد واحد زي اللواء أدهم وصلوا لمرحلة عالية اوي و مش بالساهل انهم يتحبسوا.
نظر له محمود بحنق و صاح :
_ لييه؟ فوق القانون؟ ولا الدولة هتعمل ليهم حساب! بقولكوا ايه دي علامة من عند ربنا و جت اهيه البت اتحبست يبقى بلاها دي جوازة و ابنك يصرف نظر عنها بقي يا داليدا.
_________________________________________________
كان أدهم جالس مع نديم و ريان و كان معهم سامر الذي اعتذر و غادر بعد حصوله عن المعلومات التى يريدها لأجل عمله..
نظر أدهم إلى نديم و قال بعدما أغلق المهاتفه التى كانت معه :
_ بعت كام حد مكان العربيه اللى قالت عليها.
اعتدل نديم و قال بترقب لحديثة ثم قال :
_ و لاقو ايه؟
_ بواقي حطام لانفجار عربيه.. اللى راحوا هناك قالولي بالحرف ان ازاى انفجار هائل زي ده محدش سمع عنه غير لما انا كلمتهم..
اردف و قال :
_ طلبت منهم يعرفوا لو كان في حد في العربيه او حد سمع عن الحادثه دي... هحاول بكل م عندي اخفي اللى حصل و لو ان التقرير المبدئي عن الحادثه بيقول انه انفجار حصل بسبب عطل في العربيه أدى ل ده و مش لاقين أثر لقنبلة ولا حاجه..
تعجب ريان و قال :
_ ازاى مش لاقيين قنبلة! معني كده ان جومانا معملتش حاجه ليهم!
نظر له أدهم بإستخفاف و اكمل حديثه :
_ و نظراً لتاريخ جومانا في إنجازاتها كنت سمعت انها مكانيكيه و عندها ورشه ميكانيكا عربيات من و هي عيله عندها حداشر سنه! يعني مش صعب عليها تبوظ حاجه في العربيه و تبان انها طبيعيه و تطلع هي منها زي الشعرة من العجين .
أنهى حديثه و نظر إلى نديم ليجد شبح ابتسامة لاح على وجهه ، ليقول له :
_ شايفك مش مستغرب او حاسك مبسوط كمان!
ابتسم نديم له و قال :
_ مبسوط من ذكائها فعلاً.
ثم اردف سريعاً قبلما يتخذ أدهم اي قرار ضده :
_ و ده مش معناه انى متفق على اللي هي عملته بس انا فعلا عاجبني ذكائها و انت كمان يا أدهم.. انت منبهر باللي هي عملته يمكن بس ضيقك و زعلك ده بسبب انها خبت علينا لكن لو كانت قالتلك مكنتش هتعمل كل ده ، كنت هتمنعها اه.. بس مكنتش هتحبسها و تعمل شوشرة كده.
لم يعلق أدهم على حديثه لانه شعر ان نديم محق على ما قاله ، ليختم أدهم حديثهم قائلاً :
_ روحوا على شغلكم دلوقتي ، و جومانا انسوها لحد اخر اليوم انا مش ناوي اخرجها دلوقتي.
قطب نديم حاجبيه و قال :
_ مش ناوي تخرجها دلوقتي!
اومئ له أدهم و قال :
_ ايوا مش هتخرج دلوقتي..
تبدلت تعابير وجه نديم و قال :
_ انت كده بتأدبها يعني؟ لاحظ ان جومانا مش عيله صغيرة دي ليها مكانتها و الكل اصلا عمال بيسأل انت حبستها في الحجز ليه! أدهم مش عايزين الموضوع يكبر عن حده و مش عايزين شوشرة..
نظر له أدهم و قال غير عابئ بحديث نديم :
_عايز تطمن عليها على عيني و على راسي لكن جومانا هتفضل في الحبس بل ده انا كمان كتبت تقرير في سجلها المهني انها اعترضت على آوامري و كلامي ليها و عشان كده حبستها..
فتح نديم عينه على وسعيهما من حديث أدهم و تعجب ريان كثيراً مما يحدث ، و لم يمهلهم أدهم وقت الاعتراض و سرعان م تركهم و غادر ، ليتجه بعدها نديم و برفقته ريان إلى زنزانة جومانا ليجدوها مستلقيه أرضاً و تضع ذراعها علي عينيها في محاولة منها للاسترخاء لكن قطع ذلك نديم الذي قال :
_ انتى لحقتي تنامي؟
اعتدلت جومانا في جلستها و نظرت له عبر قطبان الحديديه التى تفصل بينهم ، و قالت :
_ شكلك مش هتسبني النهاردة!
ضحك ريان و قال :
_ تصدقي يابختك ، على الاقل انتى دلوقتي مش هيجيلك شغل أو حد يقولك وراكي مآموريه محتاجينك...
نظرت له جومانا و قالت بسخرية :
_ اهو القر ده هو اللي جايبني لورا.
و اردفت و هي تنظر إلى نديم :
_ و سيادتك ممكن تمحي الابتسامة الرخمه اللى على وشك دي؟ مش فاهمه انت فرحان فيا ليه؟
اتسعت ابتسامه نديم ، ليقول لها ريان :
_ أدهم لسه قايل ليه نفس الكلمه بردوا ، أصله بعيد عنك بارد.
زجره نديم ثم نظر إلى جومانا و قال :
_ انا قاعدلك هنا لحد الصبح مش ورايا حاجه.
جلس ريان أرضاً بجانب الزنزانة و قال :
_ انتوا عارفين بفكر في ايه؟
جلس نديم هو الاخر بجانبه و قال :
_اتحفنا بأفكارك التُحفه.
نظر ريان إلى جومانا و نديم بحماس و قال :
_ نبعت نجيب عشا حلو و مصروف عليه و نتعشا هنا احتفالا بجومانا.
صاحت جومانا به قائلة :
_ يا استاذ تحتفل بمين؟ انت بتقول ايه!
ابتسم نديم و قال :
_ ياه تصدق فكرة حلوة.
ثم اردف بضيق :
_ مش عارف انا أدهم مصمم انه يسيبك في الحجز ليه! قالي شوية و هيخرجك بس بعدها قال انه هسيبك للصبح ، لدرجة ان أدهم كتب تقرير رسمي بحالتك و سجل في الملف بتاعك انك محجوزة!
اعتدلت جومانا في جلستها بتعجب و قالت :
_ سجلها في ملفي! بجد!!
اومئ نديم رأسه لها ، ليقاطعهم ريان قائلا :
_ ممكن ننسى اللى حصل الصبح و انك محجوزة؟ كده كده كلها كام ساعة و هتخرجي ، المهم دلوقتي ناكل انا بجد جعان.
ضحكت جومانا على ريان و بالفعل طلب نديم طعام لهم ، و جلسوا يتناولوه بداخل زنزانة جومانا ثم انسحب ريان و خرج نديم من الزنزانة و جلس بجانب جومانا و كل ما يفصل بينهم قبطان حديديه ، تحدث نديم قائلاً :
_من امتى و انتى بتخططي للى عملتيه؟
شردت جومانا قليلاً و قالت :
_ من زمان اوي يا نديم.. من اول م عرفت ان تامر هرب و انا كل يوم بتخيل ازاى هنتقم منه! الايام و الوحدة اللى مريت بيها كتير كانت بتخليني اتخيل مية طريقه و طريقه اقدر انتقم بيها منهم..لحد م القدر لعب لعبته معايا و عرفت اخد حقي.
تنهدت بعمق ثم قالت :
_ زعلانة اكيد.. و زعلانة على اللى عملته في نفسي و اللى خلاني اوصل لدرجه انى امحي عقلي.. بس مش ندمانة نهائي!
تفهم نديم شعورها و مد يديه حتى يمسك بيديها لكن قاطعه رنين هاتفه ، ليجده والده فكر ان لا يجيب لاكن والده لحوح و لن يتركه حتى يجيب هاتفه ، ليستقبل المهاتفه قائلاً :
_ الو؟
استمع إلى محمود يصيح قائلاً :
_ صدقتني؟ صدقت انى كنت صح و انها مش مظبوطة؟ اهي اتحبست ، نفسي اعرف مبررك ايه المرة دي ليها هااا؟ هتدافع عنها ازاى؟ ساكت يعني و مش بترد...هه اكيد م انت هتقول ايه ملكش عين تفتح بقك م انت كنت هتسيب اهلك و وقفت قدامي عشانها و اديها اتحبست.
كان يستمع نديم إلى والده بانزعاج و قد تسلل حديث محمود إلى مسامع جومانا ، لتخفض رأسها بخزى بعدما تسببت إلى صنع المزيد من العقبات على طريقها ، و لاحظ نديم اخفاضها لرأسها ، ليشعر بالغضب و يقول إلى والده :
_ بابا انت ماما جنبك؟
تعجب محمود و قال :
_ ايوا بس بتسأل ليه ، انت مردتش على كلامي.
_ هرد بس بعد ازنك افتح الأسبيكر و خلي ماما تسمع الكلام اللى هقوله.
فعل محمود كما طلب نديم ، لتقول داليدا لنديم :
_ ايوا يا حبيبي انت كويس؟ و جومانا اخبارها ايه طمني عليها انا مفهمتش حاجه من اخوك.
لعن نديم ياسين بداخله لكنه قال إلى والدته :
_ اطمنك انا عليها ليه ، خدي جومانا معاكي اهو كلميها بنفسك.
تعجبت جومانا مما يفعله نديم لكنها لم تستطع الاعتراض لأن نديم كان اطاح لها هاتفه بالفعل من بين القطبان ، لتأخذ هاتفه بتردد و تقول :
_ الو؟ أزيك يا ماما.
تعجب محمود و داليدا التى أجابت :
_ جومانا ! انتى كويسه يا حبيبتي؟
_ ايوا انا كويسه الحمدلله و مفيش حاجه.
قال محمود لها بصدمه :
_ ازاى؟ ازاى بتكلميني من الحبس!
اخذ نديم الهاتف من جومانا و أجاب هو والده و قال :
_ حبس ايه؟ مين جاب سيرة الحبس؟ انا مقولتش ان جومانا اتحبست خالص و بعدين اديك سمعت صوتها اهو.. فبعد ازنك يا بابا اسمحلي انهي المكالمة عشان ورانا شغل كتير.. سلام.
و أغلق نديم الهاتف لتنظر له جومانا بإزعاج و تقول :
_ ليه بتعاند مع والدك و ليه بتتعمد تضايقه.. اللى بتعمله غلط يا نديم.
قلب نديم شفتيه بتفكير و قال :
_ بابا اللى بدء يضايقني الأول و هو اللى بيعند من الاول و مش عشانك لاء... الكلام ده من زمان و من سنين كمان.. هو عايزني اكون تحت طوعه زي م بيقولوا  ، شافني بسافر و ببعد عنه و بعمل ما بدالي ف عايز يربطني جنبه و الحل كان الجواز بس لما قولتله اني هتجوز اللى بحبها و اللى انا هختارها عارض جدا لانه ميعرفكيش..
تنهد و اكمل بضيق :
_و ميعرفش اهلك.. ف عشان ميعرفكيش فأفتكر انك كده هتبعديني اكتر عنه! مع اني لا قاصد ابعد ولا اعند ولا ايه حاجه من دول انا بس بعيش حياتي..
امسك قطب من القطبان الحديديه و قال :
_ بس متقلقيش هو هيفهم كل ده قريب اوي.
صمت قليلا ثم اعتدل فجأة و قال بأعين لامعة :
_ جومانا! انتى كده مفيش حاجه معطلاكي صح؟ احنا دلوقتي نقدر نتجوز! اللى كان واقف في طريقك و مانعك و شاغلك عني كان انتقامك و خلاص خلصتي منه ، بس دلوقتي مفيش حاجه تبعدني عنك.. مفيش اي حاجه واقفه قدامنا!
تعجبت جومانا و صمتت لعدة ثوانٍ تحاول أن تتفهم حديثه ، و اتسعت ابتسامتها خجلاً و اومأت رأسها بالايجاب ، ليبتسم لها نديم هو الاخر و يقول بحماس :
_ بكرة.. بكرة بليل هاجي انا و عيلتي ناخدك و نشتري الشبكة و بعدها نجهز الفرح مش ورانا حاجه و مفيش وقت نضيعه..
تفاجئت جومانا و قالت بتعجب من تهوره :
_اهدى يا نديم مفيش حاجه اسمها هاجي انا و عيلتي نشتري الشبكه و نعمل الفرح اوزن الكلام و اعقله الأول.
تعجب نديم منها و قال :
_ هنستنى ايه؟ واركي ايه؟
نظرت جومانا حولها بسخرية و قالت :
_ لا مفيش بستجم في الحجز بس مش اكتر!
لم يتقبل نديم حديثها و قال :
_ كل دي شكليات و انتى لو عايزة تخرجي من هنا هتخرجي!
نظرت له جومانا بغيظ و قالت :
_ بص هو انا اكيد مش هتناقش معاك على جوازنا دلوقتي بس يا نديم لو لاغينا حته ان أدهم بالفعل حابسني حتى لو انا اه اقدر اخرج من هنا و يعتبر اصلا مش حبس لأنك قاعد معايا ، بس انت لازم تطلب ايدي من أدهم الأول!
وقف نديم و قال بإنكار :
_ نعم ياختي!
وقفت جومانا هي الاخر و قالت له :
_ مُعترض علي ايه؟ م ده الطبيعي أدهم زي والدي و طبيعي جدا انك تروح و تطلب ايدي منه و بعدها تكلم اخواتي و تطلب ايدي منهم و نستنى لما يرجعوا من السفر و بعدها تيجي تتقدم و تشوف رآيهم ايه و بعد م تاخد الموافقه تبقى تتكلم مع أدهم و اخواتي في التفاصيل الباقيه! لكن مش اضرب و اقلب يا نديم! انا ليا أهل لازم تتكلم معاهم..
ضيق نديم حاجبيه و قال بإنكار :
_ آخد الموافقه؟ بجد يا جومانا! بعد كل ده اخد موافقه! على اساس اني ممكن اترفض؟
_ انت غبي يا نديم؟ اكيد مش هتترفض و مقدام انا عايزاك و موافقه ف محدش هيعترض بس دي الأصول انك تروح تطلب ايدي من اخويا و أدهم.
اومئ نديم راسه و قال :
_ اطلب ايدك من اخوكي اه لكن أدهم لاء.
تعجبت جومانا و قالت :
_ أدهم لاء!! ده أدهم لازم... أدهم رباني و وقف جنبي و بعتبره زي الاب الروحي ليا ، ف طبيعي انت تكلمه و تطلب ايدي منه! انا مش فاهمه فين مشكلتك؟
غضب نديم و قال بإنفعال :
_  مش فاهمه فين مشكلتي؟ انا مشكلتي في أدهم..مش هو اللى خباكي عني السنين دي كلها؟ و مش هو اللى كذب عليا و عذبني و خلاني الف الدنيا كلها و انا بدور عليكي؟
تعجبت جومانا و قالت :
_ و هو مش احنا قفلنا الموضوع ده؟ و بعدين أدهم ملوش ذنب انا اللى طلبت منه ميقولش مكاني ، و لو في حد المفروض تضايق منه يبقي انا مش هو يا نديم و بعدين احنا اتكلمنا في الموضوع ده و قولنا ان اه احنا اتعذبنا كتير بس ده كان الأحسن لينا...ليه بقى بتفتح الموضوع دلوقتي؟
صاح بها نديم قائلاً:
_ عشان هو متقفلش اصلا! جومانا انا كل ما بفتكر ان الدنيا ضحكتلي و انك أخيراً هتبقى معايا و في حضني  ، بلاقيكي بتبعدي اكتر و اكتر و كل شوية بتطلعي ليا بعذر و بتتلككي ليا!
نظرت له جومانا بصدمه و قالت :
_ اتلكك؟ عشان بقولك كلم اهلي ابقى بتلكك؟ عشان بقولك فوق الكلام اللى بتقوله غلط و في حسابات لازم نعملها ابقى بتلكك؟
صمتت قليلاً ثم قالت بغضب و عناد :
_ طيب يا نديم بكرة هات اهلك و يلا بينا نجيب الشبكة اللى انت عايزها و نطلع على المأذون نكتب الكتاب ، بس يا ترى لما نروح هناك و المأذون يقول ان دي مش اول جوازة ليا و اني اتكتب كتابي قبل كده رد فعل والدك هيبقي ايه؟ ها؟ مترد عليا!
نظر لها نديم بغضب و اقترب من القطبان الحديده التى تفصله عنها و بكل غضبه و قوته ركل القطبان بقدمه لتهتز و تصدر صوت عالٍ ، ثم ترك جومانا و غادر و آمر العسكري ان يغلق باب المؤدي للزنزانة و ان يحرصه جيداً...
جلست جومانا أرضاً بعدما اتبعت بعينيها آثر نديم و هو يرحل و قد شعرت بالغضب و الضيق منه ، لتتسطح على الأرض و تحاول أن تجبر نفسها للخلود إلى نوم لعل تلك الساعات الباقيه حتى عودة أدهم تمر سريعاً ، لكنها لم تستطع و جلست ترتب أفكارها و خططها التاليه.
اما ريان فقد رأى نديم جالس و يظهر عليه الضيق ليتقرب منه قائلاً:
_ مالك في ايه؟ حصل حاجه؟
انفجر به نديم و تحدث اليه عما حدث منذ قليل ، و قد تعجب ريان منه و قال له :
_ مش فاهم ايه اعتراضك و ليه متضايق اصلا؟ م دي الأصول يا نديم هي بتعتبر أدهم من عيلتها فطبيعي تطلب ايدها منه و طبيعي تكلم اخواتها! انت كلام باباك آثر عليك و افتكرت انها ملهاش عيلة بجد ولا ايه؟
كشر نديم وجهه بضيق و قال :
_ لاء طبعاً بس طريقتها و هي بتقولي ضايقتني.. دي بتقولي كلمهم و شوف رآيهم ايه و خد موافقتهم! بعد كل السنين دي و اللى حصلنا ده كله استنى موافقتهم! علي اساس ان في رفض يعني؟
تعجب ريان من حديثه و قال :
_م ده الطبيعي يا نديم و لعلمك اخوها لو شافك مش مناسب ليها من حقه يرفض اصلا! بس انت ليه افرضت الرفض متهيألي جومانا اكيد موافقه و بمجرد م اخوها يعرف موافقتها هيوافق هو كمان  ، و لو افترضنا انه فعلاً رفضك متخيل ان جومانا دويدار هتسكت و تقولك اصل اخويا رفض و مش هقدر اعمل حاجه؟!! انت غبي يا نديم ، جومانا كانت بتقول الموضوع بشكل عام و بتقولك بلاش تهور لسه في حاجات كتير هتترتب.
كان نديم يصغي الى ريان بضيق لان كل كلمه يتفوهها صحيحه لكنه كان يكابر و قد شعر بتهوره ، ليكمل ريان حديثه قائلاً:
_ ثم إن جومانا سابت الكره في ملعبك و قالتلك ماشي انسى الأصول و العادات والتقاليد و كل حاجه و شوف باباك هيوافق ازاى بعد م يعرف اللى عمها و ابنه عملوه فيها! باباك اللى واقف في طريقك يا نديم مش جومانا ياريت انت تظبط دُنيتك الأول و تشوف هتعمل ايه قبل متتهور و تاخد اي خطوة.
ليتركه ريان و يذهب ليجلس نديم حائر و يحاول ترتيب أفكاره ، ليتخذ نديم قراره و غادر مكتبه و اتجه إلى منزل عائلته ، فور دلوفه إلى المنزل اقتربت منه داليدا بسعادة قائلة :
_ نديم حبيبي انت رجعت!
كان نديم يصوب نظراته على والده و قال :
_ مش اكيد ...
ثم اقترب من والده قائلاً :
_ عايز اتكلم مع حضرتك.
نظر له محمود قليلاً ثم قال :
_ تعالى في المكتب.
ليذهب نديم خلف والده و دلفوا غرفه مكتبه و جلسوا أمام بعضهم ليبدء نديم حديثه قائلاً:
_ ممكن نتكلم سوا كأب و إبن طبيعيين و بالعقل و المنطق.
اومئ له محمود رأسه في هدوء ، ليسأله نديم قائلاً:
_ اولاً ليه مش موافق على جومانا.
تحدث محمود و هو يحاول تمثل الهدوء :
_ مش من مستوانا و مش مناسبه للعيلة.
حافظ نديم على هدوءه و قال :
_ مش من مستوانا ازاى؟ قصدك المستوى الاجتماعي؟ و مش مناسبه من انهي ناحيه؟ عشان لو قصدك على المستوى الاجتماعي فجومانا مستواها كويس جدا.
_ مش مناسبه بسبب الهالة الغريبه اللى حوليها.. منعرفش حد من أهلها و عايشه لوحدها و دلوقتي هي محبوسة! قولي ازاى تبقى ام لحفيدي فيما بعد؟
تنهد نديم و قال :
_ جومانا باباها و مامتها متوفيين و ليها اتنين اخوات واحد متجوز و مخلف و عايش في السعودية و التاني دكتور جراح في أمريكا و بنسبه لحبسها ف اظن انك سمعت صوتها بنفسك و هي بتكلم ماما.
نظر له محمود قليلاً ثم قال :
_ تمام اخواتها عايشين برا و طبعا هي عايشه هنا عشان شغلها ماشي ، ليه عايشه لوحدها؟ ليه مش قاعدة مع أعمامها مثلا؟ معندهاش عيلة غير أخواتها بس؟
تردد نديم قبلما يقول :
_ هي عندها مشاكل مع أعمامها و قاطعه العلاقه معاهم.
_ مشاكل من انهي نوع و مشاكل ايه؟ مفيش حد بيقدر يقطع صلة الرحم بسهولة.. ف مشاكل ايه اللى توصل انها تقطع علاقتها بإعمامها.
اخذ نديم عدة أنفاس و هو مزال يحاول الحفاظ على هدوءه و على تلك المناقشه الطبيعيه كما يراها و قال :
_ عمها كان عايز يجوزها ابنه و هي رفضت.
تعجب محمود و قال :
_ و عشان كده قطعت علاقتها؟
نفى نديم برأسها و قال:
_ لاء مش عشان كده .
محمود بفضول :
_ امال عشان ايه؟ اعتقدت هي حره ترفض او لاء.
اومئ نديم راسه و قال :
_ فعلا هي حرة بس هما متقبلوش حريتها دي.
صمت قليلا قبلما يقول بنبرة ظهر بها الضيق و الغضب :
_ كانت لسه متخرجه من المدرسه العسكرية و بما ان والدها و والدتها متوفيين ف عمها كان واصي عليها ، و بعد تخرجها كانت عايشه في شقه باباها و اللواء أدهم كان كل شوية يتطمن عليها و بيروحلها بيتها و يخلي باله منها و كان بيعملها زي بنته بظبط و كمان كان بياخدها معاه الشغل و بيبعتها شغل و ده إلى خلى جومانا توصل للي هي فيه دلوقتي من مكانة عالية انت مستغربها ..
ليومئ محمود رأسه و أصغى إلى نديم بتركيز ، ليردف قائلاً :
_عمها لما عرف انها خرجت من المدرسه و عايشه لوحدها قالها تيجي تزوره و بالفعل جومانا مترددتش و راحت لعمها و ساعتها فتح معاها موضوع انها مينفعش تعيش لوحدها و تعيش معاه جومانا رفضت بزوق لانها كانت حاسه انه بيشفق عليها و قالت ليه انها مرتاحه و عارفه تعتمد على نفسها كويس ، بس عمها رفض يسمعها و قالها انها مش بس هتعيش معاه لاء ده هيجوزها ابنه جومانا طبعا رفضت و قالت لاء هي لسه عيلة عندها 18 او 19 سنه جواز ايه؟ بس ساعتها ابن عمها خدها على خوانه و ضربها على رأسها عشان يغمى عليها و عشان هو كان دكتور قدر يخدرها و جاب المأذون و كتب كتابه عليها و ابوه كان الواصي عليها ف الموضوع مشي بسرعه و مخدتش وقت ، و بعدها الحيوان حاول يتعدى عليها.
كان يتحدث نديم بغضب و ضيق بينما كان والده يشعر كأنه يستمع إلى إحدى القصص الخيالية ، ليكمل نديم بغضب ظاهر و ضيق :
_ الكلام ده كان يوم خطوبتي على بنت صاحبك لو فاكر .. كنت انا قاعد على الكوشه و هي بيتكتب كتابها غصب عنها.. ساعتها لو تفتكر أدهم اختفى من الخطوبة مرة واحده ، كانت جومانا قدرت تكلمه تستنجد بيه لما فاقت في الوقت اللى سابها فيه ابن عمها عشان يخلص اجرأت جوازهم و أدهم راح و لحقها قبل م يتعدي عليها و حبس ابن عمها و انقذها بس بعد م كانت اتضربت و اتخدرت و وصل بيها الموضوع انها جالها ارتجاج في المخ!
نظر إلى والده و اردف :
_لما فاقت و عرفت اللى ابن عمها عمله فيها مترددتش و راحت أجبرته عشان يطلقها و مسكتتش ليه...عرفت ليه بقى هي مقاطعه عيلتها؟ عرفت سبب الهالة السودا اللى حوليها؟ عرفت ازاى هي وصلت لكل اللى هي فيه؟ جومانا مش بالواسطة بقت في المكانة دي... جومانا من و هي عيلة بتشتغل و مُعتمده على نفسها و مش بتنتظر حاجه من حد... ايه رأيك لسه شايف انا بردوا متستاهلش تبقى من عيلتنا؟
نظر محمود إلى نديم و قال بهدوء :
_ ليه متمسك بيها كده؟ ليه حتى معندكش شك و لو لواحد في الميه انها ممكن تكون بتضحك عليك و هي اتجوزت ابن عمها بموافقتها و انه طلقها عشان مش عايز يكمل معاها؟ ليه شايفها ملاك بجناحين و واثق اوي كده فيها؟
ابتسم نديم و قال بإنكار و تعجب :
_ أشُك في جومانا! بابا انا اعرف جومانا من و هي عيلة صغيرة! من و هي عيله ستاشر سنه! ازاى أشُك او مثقش فيها و هي حرفياً كانت هتموت علشاني و ضحت بحياتها علشاني منغير م تعرف اسمي حتى؟ ازاى تكون بتضحك عليا و هي محبتش حد غيري؟ ده انا جرحتها و جيت عليها ده هي اللى المفروض تقول اني ممكن اكون بضحك عليها و من حقها متثقش فيا!
تعجب محمود و قال :
_ تعرفها من و هي عندها ستاشر سنه! ازاى ده ؟
قص عليه نديم تعارفه على جومانا و عن قصتهما سوياً و قد أخفى عنه الكثير من التفاصيل اكتفى فقط بالأحداث الاساسيه ، ليختم حديثه قائلا ً:
_ بابا انا بحب جومانا .. هي الوحيده اللي  بقدر اتعرى قدامها من كل اللى بحسه و اكون انا ميه في الميه منغير م احاول اتجمل ، بنسى الدنيا كلها و انا معها.. همومي و ضيقي و حزني بيختفوا بمجرد م اشوف ضحكتها..بقدر اكون ضعيف قدامها و مبتكسفش...بقول كل أفكاري و بتكلم زي م انا عايز معاها منغير م افكر في الحرف اللى بنطقه.. بابا انا ببساطة بحبها و مش هقدر اكمل حياتي منغيرها.
نظر محمود إلى نديم بتعجب لا يعلم ماذا سيفعل ، ابنه بالفعل وقع عشقاً بتلك الفتاه و قد رأى حبه بعينه عندما تحدث عنها ، كما ان نظرته قد تغيرت قليلاً عنها عندما علم ما فعلته من أجل نديم ، لكن مازل لا يستطيع تقبلها ، أيرفضها و يُعادي ولده؟ ام يوافق بها و يجعل ابنه يستكشف السوء الذي يراه بها؟ ، قرر قراره و وقف ليقف نديم هو الاخر بقلق ، ليقول محمود ببرود له :
_رتب انت و هي معاد عشان نتقدم لها فيه شوف بقى اخوها هيجي من السفر ولا هتتجوز منها لنفسها ولا هتعمل ايه هي ظبطوا دنيتكم و بلغوني و جبولي حد كبير من طرفها اتكلم معاه..
تهللت اسارير نديم و كاد ان يصيح فرحاً ليوقفه محمود مردفاً:
_ قبل م تفرح و تتنطط و اي حاجه عايز اقولك كلمه و متنسهاش في يوم يا نديم..
نظر نديم له يترقب و اصغى جيدا ، ليكمل محمود :
_ اليوم اللى تكتشف فيه ان كلامي صح و انها فعلا مكنتش مناسبه ليك و تفتكر رفضي ليها متجيش تعيطيلي و تقولي حقكك عليا يا بابا كان عندك حق..لان في الوقت اللى هتكتشف فيه انها غير مناسبه خالص هعتبرك مش ابني يا نديم و هتبرى منك.. و من هنا لليوم ده هي مرحب بيها في عليتنا و متقلقش مش هقولها حاجه تضايقها او تزعلها طول م هي كويسة و مظهرش منها حاجه معجبتنيش.
شعر نديم بالضيق نوعاً ما من حديث والده ، لكن سعادته كانت أكبر ليقول نديم بإمتنان إلى والده :
_ و انا مش عايز اكتر من كده و انت هتحب جومانا يا بابا.
التفت نديم حتى يترك مكتب والده لكنه التفت من أخرى و اقترب من والده محتضن اياه و قال له بإبتسامة:
_ شكرا يا بابا.. شكراً
ابتسم له محمود و دعى دعوة صامته بداخله ان تكون جومانا جيده بالفعل و ان تسعد ولده و ان تخيب توقعاته ...
باليوم التالى كان نديم مزال مستيقظاً و لم يرمش له جفن و فور رؤيته لاشعة الشمس امسك بهاتفه و أجرى مهاتفه قائلاً:
_ الو ، استاذ مالك معايا؟
أجاب مالك قائلاً:
_ ايوا انا مين معايا؟
ذكره نديم بنفسه ، حتى تذكر مالك و قال بتعجب :
_ ايوا اهلاً اهلا ًيا سيادة الرائد ازي حضرتك؟
ابتسم نديم و قال :
_ رائد ايه بقى يا مالك بقيت مقدم خلاص ثم شيل الالقاب يا راجل
ابتسم مالك و قال :
_و ماله يا نديم المهم انت اخبارك ايه؟
_ الحمد لله بخير ، المهم.
قال مالك له :
_ ايوا ادخل في المهم على طول.
تنفس نديم بعمق قبل أن يقول :
_ جومانا.
تقلبت ملامح مالك و قال بقلق :
_ جومانا! مالها جومانا؟ هي كويسه؟ انت تعرف هي فين؟ هي بقت ظابط دلوقتي!
صمت ثم اردف سريعا بقلق :
_ نديم اوعي تقولي أن جومانا طلعت مهمه و حصل ليها حاجه عشان كده انت بتكلمني.. ارجوك طمني عليها.
نفى نديم سريعاً و قال :
_لا لا جومانا كويسه انا كنت عايز اتكلم معاك في موضوع بخصوصها.
_ اتكلم يا نديم على طول انت كده بتقلقني اكتر.
تحدث نديم قائلاً بتمهيد :
_ انا قعدت سنين كتير بشتغل برا مصر و لما رجعت اتفاجئت بجومانا انها اتخرجت و بقت ظابط و ظابط مهم كمان.
مالك بقلق اكثر :
_ ايوا و بعدين حصل ايه؟ بعد ازنك ادخل في الموضوع عشان انا مش فاهم حاجة.
تحدث نديم دفعة واحده قائلاً :
_ من الاخر كده انا بحب جومانا و عايز اتجوزها.
صمت مالك قليلاً يحاول استيعاب ما سمعه ،  ماذا يقصد ب يريد التزوج من اخته الصغيره؟ لقد رأى نديم قبلاً و قد تعامل معه و رأى احترامه لكن كانت جومانا صغيرة للغايه بوقتها و كان هو كبير و ذو مكانة كبيرة ، بعد مرور تلك السنوات بالتأكيد سيكون فارق العمر بينهم كبير ، ليقول مالك له :
_ معلش يا نديم بس متزعلش من كلامي هو انت مش شايف نفسك كبير علي جومانا؟
ذُهل نديم مما سمعه.. كبير بالسن! حقاً هل سُيرفض بسبب انه كبير! اي كبر هذا الذي يتحدث عنه؟ليقول له نديم بتعجب :
_ اعتقد فرق تمن سنين مش كبير اوي يا مالك!
تعجب مالك و ردد :
_ 8 سنين! انت عندك تلاته و تلاتين سنه؟ كنت بحسبك اكبر ، اعذرني بس انا بردوا معرفكش كويس.
قال نديم سريعاً :
_ أسأل عني براحتك و اعرفني براحتك.
ابتسم مالك و قال له :
_ طب سيبني يومين كده اسأل جومانا و اخد رأيها و هرد عليك أنشأ الله.
قال نديم بتلقائيه :
_ لا لا متقلقش اختك موافقه.
تعجب مالك مما استمع اليه و كذلك نديم عندما أدرك ما قاله لعن نفسه ليحاول تصليح الموقف قائلاً :
_ اقصد انها أنشأ الله هتكون موافقه يعني.
منع مالك نفسه من الضحك و قال :
_ تمام يا نديم أنشأ الله يومين و هبلغك بالرد.. مع السلامة.
أغلق نديم الهاتف مع مالك و هو يشعر بالتوتر ، هو يعلم أن جومانا ستوافق عليه بالتأكيد لكن مزال يشعر بالقليل من القلق ، ليحاول تمالك نفسه و ارتدى ملابسه و خرج ليقابل عائلته تجلس على طاولة الطعام ، لينضم إليهم و شرع في تناول فطوره و عندما انضم ياسين إليهم نظر له نديم بغضب شعر به ياسين ليقول له :
_ مالك بتبصلي كده ليه؟
نظر له نديم بغضب و ضيق و قال بسخرية :
_ مكنتش اعرف انك عصفورة يا ياسين.
تعجب ياسين و قال بعدم فهم :
_ عصفورة! عصفورة ازاى يعني؟
نديم بغضب و سخرية :
_ مش انت العصفورة اللى جريت قالت لبابا ان جومانا اتحبست؟ ولا عصفورة تانيه قالتله؟
ضيق ياسين حاجبيه و تدخل محمود قائلاً :
_ نديم خلاص ملوش لازمة الكلام ده.
نظر نديم إلى والده و قال :
_ بعد ازنك يا بابا سبني اتصرف معاه.
ثم وجه نظره إلى ياسين و قال :
_ اللى يحصل في الشغل يا استاذ يفضل جوا الشغل و بس حتى لو كنت هتحكي لأهلك.. ياسين انا لو كنت بسكت على حاجات فاتت ف ده عشان انت اخويا الصغير لكن لو سمعت انك اتكلمت عن أي حاجه حصلت في الشغل برا نطاق المبني بتاعنا هوريك وش تاني خالص و لو جومانا كانت بتستسهل معاك انت و بقيت الفريق ف ده عشان انا طلبت منها كده لكن شكلي هخليها ترجع تتعامل معاكوا بطريقتها القديمه و بدل م تبقى قاعد بتفطر براحتك مع اهلك كان هيبقى زمانك قاعد بتدرب في الشغل من ساعتين زمن فاتوا.
انهي حديثه ليتفاجئ بنادر أخيه الأكبر يضحك ، لينظر له نديم بتعجب ليشرح له نادر قائلاً و هو يحاول التوقف عن الضحك :
_ انت بتخوفه مراتك المستقبليه؟ مش قادر بجد! بس هتوقع ايه منك يعني ده انت قاعد معانا على السفرة عمال تدي في تعليمات.
وقف نديم و قال بضيق :
_ عارف يا اخي عُذرك الوحيد معايا كلمه مراتك إلى انت قولتها دي.
غمز له نادر و قال :
_ بقت والعه معاك و الحج رضى عنك ها؟
نظرت لهم داليدا قائلة :
_ شوف العيال بيتكلموا ازاى! متتلم انت و هو و انت يا استاذ نديم خلصت وصلة التعليمات و التهديدات اللى بتديها لاخوك؟
نظر لها نديم و قال نفياً:
_انا مش بهدده يا ماما.
تدخل نادر قائلاً :
_ لا لا بتهدده و انا شاهد.
نظر له نديم بغيظ ، لتقول داليدا ضاحكة :
_ و بعدين بتهدده بجومانا! بجد دي عسولة خالص يا نديم حرام عليك.
فتح ياسين فمه و قال بإنكار :
_ عسولة؟ مين دي اللى عسولة؟ جومانا؟ الرائد جومانا! ده انا مستنى اليوم اللى هي تتجوز فيه نديم عشان ترحمني و تعمل اعتبار انى اخو جوزها بقى و كده.. قال عسولة قال!
نظر لهم محمود و قال :
_خلاص كلكم جوزتوهم لبعض؟ على العموم موضوع جومانا و نديم منتهي و اول م أخواتها او اي حد من عيلتها يكون موجود و اقدر اتكلم معاه هنروح نتقدم.
ثم نظر إلى نديم و قال :
_ اعزمها على فرح نادر و خليها متواجده معانا خطوة بخطوة عشان أهل والدتك و بقيت أهلنا يشوفوها و يتعرفوا عليها.
ابتسم نديم و قال مشيراً إلى عينيه :
_ يسلام.. من العين دي قبل العين دي.
ثم نظر إلى ياسين و قال :
_ مش يلا ولا انت ناوي تقعد تتغدا كمان؟
تناول ياسين ما تبقى من فطوره دفعه واحده و قال :
_ خلاص يا باشا انا جاهز.
نظر له نديم بضيق و تركهم و غادر و لحق به ياسين و ذهبوا سوياً إلى العمل ، و فور وصوله اتجه سريعاً إلى الحجز عند جومانا ليجد ان أدهم قد آمر بأحضارها إلى مكتبه من عدة دقائق.
ليذهب نديم إلى مكتب أدهم ليجدها جالسه و تتحدث معه ، و فور ان رأت وجه نديم اشأحت وجهها للجهه الآخرى بضيق و قد لاحظ أدهم ذلك ، لينظر إلى نديم و يقول :
_ خير يا نديم فيه حاجه؟
نظر نديم إلى جومانا ثم إلى أدهم و قال :
_ عايز اتطمن على جومانا؟ خلاص خرجتها؟ ارتحت يعني و الدنيا بقت احسن لما انت حبستها امبارح و خلتها تبات في الحبس؟
أشار أدهم إلى نديم بالجلوس ليجلس على مقربه من جومانا ، ليقول له أدهم :
_ انت قريت جرايد النهاردة؟ او فتحت تليفونك؟ او شوفت السوشيال ميديا؟ الاخبار على التليفزيون او اي حاجه؟
نفى نديم برأسه ، ليأخذ أدهم إحدى الجرايد اليوم و يناولها لنديم ، و قال :
_ اقرا كده مكتوب ايه؟
ليقرأ نديم عنوان الجريدة بصوت مسموع قائلاً :
_ مقتل رجل الأعمال الشهير خالد السويسي و نجله الهارب من العدالة في حادث سيارة مروع بالطريق المؤدي إلى المطار الدولي لمرسى مطروح...
اكتفى نديم بهذا القدر من الحديث و نظر إلى جومانا ليجدها كما هي تشيح نظرها عنه ، ثم نظر إلى أدهم و قال :
_ طبيعي و متوقع ، اكيد الصحافه مكنتش هتسيب حاجه زي كده و متنشرش عنها.. ليه بقى حبست جومانا؟ محدش عارف صلتها بالموضوع او حكايتها غيرنا!
اومئ أدهم رأسه و قال موضحاً:
_ كان لازم جومانا تتحبس و اثبت انها كانت محبوسة وقت الحادثه و الكل يشهد اني حبستها انا مش ضامن اللى اسمه سامر ده ممكن يعمل ايه باللى عارفه عن جومانا او لو حصل حاجه فاجئه تمس جومانا من قريب أو بعيد فكان لازم اعمل حسابي كويس و أحميها.
تعجب نديم من حديث أدهم و مما فعله لينظر له بفخر و فرح ثم قال :
_ انت ازاى فكرت كده؟
تحدثت جومانا قائلة دون أن تنظر اليه :
_ كان ليه وجهه نظر و رؤية تانيه للموضوع و قدر فعلا ينقذني و يبعد اي شُبهه عني.
ثم نظرت إلى أدهم بإمتنان :
_ شكرا يا أدهم... ربنا يخليك ليا.
ابتسم لها أدهم و ربت على رأسها مفسداً شعرها لتضحك جومانا اليه ، ليرى نديم ذلك الحب بينهم و قد قرر ان يُفتاح أدهم في امر زواجه من جومانا ، لكن سبقته طرقات الباب ليسمح أدهم بالدخول للطارق ، ليدلف حازم إلى المكتب و يؤدي التحيه العسكريه لأدهم ثم نظر إلى جومانا و قال بقلق ظاهر :
_ جومانا انتى كويسه؟ اعذريني مقدرتش اجيلك امبارح مكنتش موجود ، صدقيني يا جومانا لو كنت موجود كنت خرجتك مش انتى اللى تباتي في الحجز.
نظر له نديم بغضب و كاد ان يصيح به ، لكن اسرع أدهم قائلاً :
_ قصدك بأيه هتخرجها يا استاذ حازم؟ انا اللى كنت حاجز جومانا؟ كنت هتعصي الأوامر قصدك؟
توتر حازم و قال :
_ لا مقصدش حضرتك.. بس.. اقصد.. ااا
قاطعه أدهم بحزم :
_ قلقك و خوفك على زمايلك برا الشغل و حاليا خلينا نتكلم في الشغل ، جبت الأوراق اللى طلبتها منك؟
اومئ له حازم سريعاً و أعطى أدهم الأوراق الذي يحتاجها ، ثم أدى له التحية العسكرية و غادر ، نظر نديم إلى آثره بسخط فأنه أصبح لا يطيق ذلك الرجل ، لكنه انتبه إلى أدهم الذي قال بنبرة عملية :
_ المهم دلوقتي انا عايزكوا تهدوا و تركزوا معايا.
اعتدلت جومانا في جلستها و نظرت إلى الأوراق بيديه بأعين تشتعل بالحماس و قالت :
_ مهمه جديده صح؟ حازم مشهور بشاطرته في تجميع المعلومات ، ف ايه هي المهمه؟
ابتسم أدهم و نظر إليهم و رأي الحماس بهم ، ليقول بتسلية :
_ باريس موحشتكمش ؟
تعجبوا و نظروا له بعدم فهم ، ليردف أدهم :
_ طب مش عايزين تعملوا ديچافو لقصتكم و تتخطفوا تاني؟
قال نديم لهم بعدم فهم :
_ ايه الالغاز دي يا أدهم؟ متقول المهمه!
جلس أدهم و وضع الأوراق أمامهم و قال :
_ بصوا على الصور و الورق ده يمكن تفهموا حاجه.
نظروا إلى الأوراق أمامهم ليجدوا صور لمخزن قديم شعروا انهم رآوه مسبقاً ، ثم وجدوا صورة لهم منذ عدة سنوات و هم يركضون من حراس الفندق بعدما تم كشفهم على مسرح المزاد ، ثم بعض الأوراق التي تتحدث على المزادات التى تُقام بالفندق الذي سبق و اختطفوا به و قائمة بالحاضرين به ، و بعض الأوراق الذي لم يفهموا منها شيئاً ، لينظروا إلى أدهم و أسرعت جومانا قائلة و هي تمسك الصورة التي بها هي و نديم يركضون و هم يرتدون اقنعتهم  :
_ انت جبت الصورة دي منين و ايه علاقتنا بالقضية ، انا مش فاهمه حاجه.
نظر لهم أدهم ثم بدء يشرح لهم قائلاً:
_ طول السنين اللى فاتت دي مسألتوش نفسكم مين اللى خطفكم؟ و مين العصابه الكريمه اللى هتسفر الرهينة بتاعتهم باريس و تعالجهم من جروحهم و اصابتهم؟
صمت كلا من نديم و جومانا لأنهم حقاً لم يتسألون يوماً عن تلك القضيه و قد انشغل كلاهما بالوقوع في الحب غير مكترثين بما جمعهم سوياً من الأساس ، أكمل أدهم لهم قائلاً :
_ العصابه اللى خطفتكم دي منعرفش ليها مكان محدد موجودين في مصر ، فرنسا ، البرازيل ، روسيا ، سويسرا و الصين و إماكن كتير حولين العالم ، هما عاملين زي الشبكة كده و هدفهم مش التجارة في الأعضاء او السلاح او المخدرات لأ ده أكبر بكتير من كده..
تعجب نديم و قال :
_ هدفهم ايه؟
نطق أدهم بكلمة واحدة لا غير :
_ التجنيد
تعجب كلا من جومانا و نديم ، ليكمل أدهم قائلاً :
_ بيخطفوا البنات و الولاد صغيرين ، المراهقين ، اللي عندهم قدرات خاصه و من اي بلد في العالم عشان يجندوهم و يدربوهم يبقوا قتلة محترفين ، اللى بينفع منهم بيشتغل معاهم و لحسابهم و اللى مش بينفع منهم بيبقوا ضحيه لبيع في مزاد او يستفادوا بإعضاهم..
تحدث نديم و قال :
_و لما هما بيركزوا مع المراهقين اكتر ليه خطفوني مع جومانا؟
أجابه أدهم قائلاً :
_ لحاجات كتير ، كانوا ممكن يعرضوا عليك فلوس مقابل معلومات من الجهاز عندنا او انك تشتغل تبعهم او يساومونا على حاجه عشان يرجعوك مصر او ببساطة كانوا هيقتلوك و حلال عليهم اعضائك.
اومئ نديم رأسه و قال :
_طب ايه اللى فتح الموضوع ده دلوقتي؟ ليه بعد السنين دي كلها؟
نفى أدهم قائلا :
_ الموضوع متقفلش عشان افتحه ، انا طول السنين دي كنت بحاول ادور على حاجه عشان توصلني المنظمه دي  ، لحد م اخيرا ظهروا.
اعتدلت جومانا و قالت :
_ ظهروا ازاى؟
قال أدهم بأسف :
_ حادثه مشابه للحادثه بتاعتك ، شوية عيال بردوا عددهم تقريبا خمسه او سته و اتخطفوا بس للأسف مكنش معاهم ظابط زي نديم او واحده قلبها ميت زيك.
شعرت جومانا بالحزن على هولاء الأطفال فهي كانت بمكانهم يوماً ما ، لكن اكمل أدهم حديثه و قال :
_ المهم انا وصلت ليا معلومات ان في مزاد هيتعمل خلال الأسبوع ده في نفس الفندق اللى اتخطفتوا فيه في باريس و احتمال كبير اوي ان العيال دي يتعرضوا فيه ، و بما انكم الوحيدين اللى حضرتوا المزاد قبل كده و اتخطفوا من العصابه دي قبل كده ف مطلوب منكم ترجعوا العيال دي بأي شكل من الأشكال.
قال نديم بإعتراض :
_ ترجعوا؟ ليه صيغه الجمع؟
نظرت له جومانا بتعجب و كذلك أدهم الذي قال :
_ عشان المهمة دي مهمتكم يا نديم ، انت و جومانا.
رفض نديم قائلا :
_ لا لا لا انا مش هطلع مهمات معاها! انا هطلع المهمه دي لوحدي.
نظرت له جومانا للمرة الأولى منذ دلوفه إلى مكتب أدهم و قالت :
_ افندم؟ مش هتطلع معايا مهمات؟ و ده ليه أنشأ الله؟
_ لأني مش مستعد اشوفك بتتعرضي لأي خطر.
نظرت له جومانا بإنكار و قالت بغضب :
_ إيه؟ معلش عيد كلامك كده تاني؟ مش مستعد تشوفني بتعرض لخطر؟ ده علي اساس ايه أنشأالله؟ انى خريجه دريم بارك و كنت بدرس في السيرك ف مش هقدر اصد اي خطر يجي قدامي؟شوف انت بتتكلم مع مين يا سيادة المقدم و خرج عواطفك برا الشغل.
قال نديم لها بإعتراض :
_ قولتلك مليون مرة اسمي نديم مش زفت مقدم و بلاش الطريقه دي ، و بعدين انا مش بدخل عواطفي دلوقتي بس لو حصل اشتباك غصب عني هبقى خايف عليكي.
اعترض أدهم على اسلوبهم و قال :
_ اعملوا حساب انكم لسه في مكتبي و بعدين يا استاذ نديم احنا من امتى بندخل مشاعرنا و عواطفنا في الشغل؟ القضيه دي انتوا هتطلعوها سوا ده امر منتهي و انا جهزت لكم كل حاجه و طيارتكم النهاردة بليل ، تقدروا تتفضلوا دلوقتي تدرسوا الأوراق اللى هتلاقوها على مكاتبكم و يدوب تحضروا شنطة هدومكم.. يلا اتحركوا وافقين ليه انتوا هتصوروني؟
___________________________________________
ممكن تركزوا معايا هنا ثواني؟
انا عارفه اني بتأخر كتير في مواعيد البارت و مفيش مواعيد محدده في الجزء الأول مكنتش بتأخر اوي كده و كنت كل تلت ايام بنزل بارت لاني كنت بكتب في البارت 2000 او 3000 كلمه لكن انتوا اعتراضتوا ان البارت قصير جدا ف بقيت بكتب ب ال7000 و ال 8000 كلمة و ده اكيد بيبقي عايز وقت و مجهود ف غصب عني بتأخر و غير كده انا بعيد كتابه الرواية من اول و جديد بأسلوب أحسن و مطلوب منى بردوا انى اعيش يومي الطبيعي مع أهلى و اصحابي ف غصب عني مضغوطة و اللى بيهون عليا الضغط ده كله التفاعل بتاعكوا بكومنت بتقولوا رأيكوا في سواء كان إيجابي او سلبي انا بتقبل النقد جدااا ، ف بطلب منكوا تاني انكوا تعبروا عن رأيكوا للبارت بكومنت و اتناقشوا معايا فيه لان الحاجه الوحيدة اللى بكسبها من كتابة الرواية حبكم و رأيكم انا مش بكسب اي حاجه مادية من الرواية..
و احب بردوا اقول ليكوا اني بحبكم و بعتبركم عيلتي.
و عايزة اخد رأيكم في حاجه ، انا ناوية أنشأالله بعد م اخلص كتابه الرواية اكتب رواية جديده بعدها تحبوا نوع الرواية يبقي ايه؟ ( رومانسي ، فترة المراهقه ، فانتازيا ، مشاكل آسرية)

 و عايزة اخد رأيكم في حاجه ، انا ناوية أنشأالله بعد م اخلص كتابه الرواية اكتب رواية جديده بعدها تحبوا نوع الرواية يبقي ايه؟ ( رومانسي ، فترة المراهقه ، فانتازيا ، مشاكل آسرية)

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

#حور_ساري
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#روايات #اكشن #تشويق #مغامرة #خيانه #أنتقام #جومانة_الصفتي #رومانسيه #وعد #غموض #فراق #حورساري

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now