بطرقة خفيفة دفعت الباب لتلج لداخل المنزل وخلفها ابنتها وهي تردد بصوت تدعي بيه الفرح :
- انتوا فين ياأهل البيت؟ انا جاية أبارك واهني.
انتبهت زهرة عليهم بداخل المنزل وهي تعطي الدواء لجدتها التي التوى ثغرها بامتعاض وهي تشيح بوجهها عنهم .
- اهلًا ياعمتي ، اتفضلي هو انتِ محتاجة عزومة؟
قالت زهرة بعد أن انتصبت بظهرها وخطت لترحب بهم ، التقطها إحسان من نصف المسافة تطبق عليها بجسدها البدين داخل أحضانها وهي تقبلها بوجنتيها بقوة :
- ياختي ياقمر انتِ، كبرتي يازهورة وبقيتِ عروسة تشرح القلب وتملي العين ، هاتي بوسة تاني يابت خليني أشبع منك قبل ما يخطفك العريس مننا.
هتفت من خلفهم رقية من تحت أسنانها :
- براحة على البت ياإحسان، دي مش حملك .
أطلقت ضحكة رنانة تدعي تقبل الهزار وهي تترك زهرة ، لتندفع نحوها مرددة:
- الله ما انا فرحانة يامرات عمي بيها ، مش غلاوتها من غلاوة بنتِ برضوا ، عاملة انتِ إيه بس ياغالية؟
صافحتها رقية على مضض بابتسامة متكلفة ، وفي الناحية الأخرى اقتربت غادة هي الأخرى من زهرة تبارك لها بالأحضان والقبلات وتردد:
- عندك حق والنبي ياما ، الف مبروك ياحبيبتي ، ربنا نصفك اَخيرًا بعد سنين الغلب والشقا.
أومأت لها زهرة بشبه ابتسامة ترد عليها :
- الله يبارك فيكِ ياغادة ويسعدك ، تعالي اتفضلي تعالي
استجابت لها غادة وهي تسحبها كي يجلسن على المقاعد المواجهة لرقية والتي جلست بجوارها إحسان تقول :
- والنبي يامرات عمي وماليكِ عليا حلفان دا انا من ساعة ماسمعت بالخبر وانا قلبي كدة بيرفرف من الفرحة ، بقى يا اخواتي الباشا ابن البشوات عايز يتجوز زهرة؟ حقا دا ولا في الأحلام، بس إيه بقى ، احنا بنتنا قمر وتستاهل ، اه امال ايه ، ولا انتِ إيه رأيك يازهورة ؟
اومأت لها زهرة بابتسامة باهتة كسابقتها :
- تشكري ياعمتي ربنا يخليكِ
نكزت رقية إحسان بقبضتها كي تلهيها عن حفيدها :
- منورة ياإحسان بعد غيبة ، ياختي بقالك ست اشهر ماحدش شافك ولا عتبتي البيت .
ضرب إحسان بكفها المنفرجة الأصابع على صدرها :
- يوه يقطعني هما كملوا ست اشهر ، يالهوي عليا وعلى الوقت اللي بيجري بسرعة ، بس يكون في علمك يامرات عمي ، والنبي انا ما ليا ذنب ، المدعوق جوزي هو السبب ، من ساعة ما خرج عالمعاش وهو قاعدلي في البيت كدة زي قرد قطع ، شيلي ، حطي ، اعملي شاي ، حضريلي غدا، ياختي لما طفشني في عيشتي الله يجازيه.
ضحكت ساخرة رقية تقول :
- حتى دي بتشيليها لجوزك يا إحسان ، هو المنيل ده ، لساتوا برضوا على حاله ؟
أخفت إحسان غيظها من رقية ولسانها السليط واتجهت لزهرة تسألها :
- ها بقى ياروح عمتك ، حددتوا امتى ميعاد الفرح ؟
- لا لسة طبعًا محددناش حاجة
ردت زهرة فجذبتها غادة من الناحية الأخرى تسألها:
- طب مقالكيش هايجيبلك إيه؟
سألتها زهرة بعدم فهم :
- بجيبلي إيه بالظبط مش فاهمة ؟
شهقت غادة مرددة :
- ياهبلة يعني مقالكيش ان كان هايسكنك في فيلا ولا شقة عادية؟ والشبكة بقى هاتكون دهب عادي كدة ولا حاجة تانية من اللي بنسمع عنهم ؟ وشغلك صحيح هاتكملي ولا تسيبيه؟ اقولك احسن سبيه ، بلاشغل بلاقرف ، واسكني يا حبيبتي كدة في حتة كويسة وعيشيليك هانم بومين .
- يومين !
تفوهت بها زهرة بعدم فهم قبل أن تُفاجأ بهتاف جدتها الحازم :
- زهرة ، قومي يابت اعملي عصير ولا اي حاجة لعمتك ولا بنتها .
نهضت زهرة مذعنة لأمر جدتها التي اللتفت للأثنتان بوجه محتقن تقول :
- منورين .
رددن خلفها بارتباك من هيئتها :
- دا نورك انتِ ربنا يخليكِ
.....................................
أنت تقرأ
نعيمي وجحيمها
ChickLitفتاة متواضعة الحال لا تملك في الحياة سوى برائتها وأحلام وردية قد تكون عادية لكل الفتيات ولكن بالنسبة لها وبالنظر لظروف معيشتها الصعبة بعيدة المنال؛ وجدت نفسها فجأة محاصرة من متجبر يملك السلطة والقدرة اخضاع الغير، مع المال الذي يشتري به كل شئ، اذا ما...