الفصل الواحد الثلاثون

Mulai dari awal
                                    

                                    *          *          *           *             *           *

ذهب "وليد" لمنزل "سامية" تاركا منزله الذى خانته فيه دخل غرفته وأغلق ورائه الباب .
أحست "سامية" بحركة فى المنزل فقامت من نومها وخرجت خائفة لتجد ضوء غرفة "وليد" مضاء فتحت الباب لتجده جالس فى ركن من الغرفة يضم قدميه لصدره وواضع بينهما رأسه منكسا إياها .
إقتربت منه "سامية"وقالت بقلق :
- وليد..... إيه اللى جابك دلوقتى مالك يا إبنى .
صمت ولم يرد وظل شاردا ووجهه يبدوعليه الحزن الشديد .
فقالت بخوف :
- رد عليا الولاد وسلمى كويسين .
فرد بغضب :
- مش عايز أسمع إسمها تانى الحيوانة دى .
فصاحت "سامية" بغضب :
- إخرس قطع لسانك يوم ما تغلط فيها قدامى سامع .
نظر لها بدهشة وقال :
- بتغلطى فيا يا ماما وبتدافعى عنها ، الهانم خانتنى مع صاحب عمرى ما عملتش حساب لإنه أخويا ورفيق عمرى .
- إنت مش فاهم حاجة .
-إنتى اللى مش فاهمة حاجة .
- يا إبنى حرام عليك الظلم حرام .
- ظلم إيه بس البيه باعت لها رسالة بيقولها لما كنتى فى حضنى وبين إيديا متخيلة يا ماما .
فردت عليه بثقة :
- لاء مش متخيلة أنا عارفة .
نظر لها بعدم فهم وقال :
- عارفة إيه ! آه هى لحقت كلمتك لحقت نقلتلك الأخبار وصدقتيها طبعا هى فعلا ممثلة شاطرة قوى .
فصرخت به "سامية" قائلة  :
-إسكت بقا وإسمعنى أنا من إمبارح وأنا عارفة كل حاجة .
نظر لها بتعجب فأردفت قائلة  :
- سلمى جتلى إمبارح وعرفتنى إنها متضايقة من نظرات وتلميحات محمد ليها وإتصلت بهشام وجه هنا وأكد
كلام سلمى وإنه كلمه كتير وهو ما قدرش العشرة والصحوبية .
كل هذا وعلامات الدهشة تعلو وجه "وليد" .
-ياإبنى النهاردة بعد ما مشيو من عندك سلمى كلمتنى وهى خايفة ومنهارة وحكتلى على اللى عمله الحيوان ده معاها .
فقال بغضب :
- عمل إيه كملى ؟!
- كانت بتطمن على الولاد ونزلت لقيته واقف مستنيها على السلم و قالتلى إنه شدها غصب عنها نحيته وإنه كان عاوز تقريبا يبوسها بس هى زقته وجريت عليك تتحامى فيك وخافت تقولك فقالتلى أنا ساعة لما كلمتنى إنت بعدها .
ظل صامتا وأطرق رأسه بعدم فهم .
أردفت "سامية" قائلة  :
- لو مش مصدقنى إسأل هشام .
خرج من عندها مسرعا يتمنى صدق حديثها فهاتف "هشام" أيقظه من نومه وأنزله من منزله فى ساعة متأخرة ولكنه لم يملك القدرة على الصبر أكثر .
نزل له هشام" ووقفا أمام منزله فسأله قائلا  :
-إيه يا وليد مالك تعالى نطلع فوق الساعة متأخر قوى .
فسأله بلهفة :
- فى إيه بين سلمى ومحمد ؟!!!
أطرق رأسه بخجل وقال :
- إنت عرفت .
-إنطق وقولى بسرعة فى إيه بينهم .
- إيه بينهم دى ،هى سلمى مالها ومال الموضوع ده .
فقال "وليد" بدهشة  :
- إنت قصدك إيه ؟!!
فرد "هشام" موضحا  :
- قصدى إن محمد من يوم ما شاف سلمى وهو معجب بيها وكان مستكترها عليك كان عاوزها لنفسه وحاولت أكلمه وأعقله كتير بس هو ما سمعش كلامى هو عمل حاجة النهاردة .
- طب وسلمى .
- سلمى كانت قلقانه وكلمتنى إمبارح وروحتلها عند ماما سامية وحاولت أهديها وقولتلها إنى هحاول مع محمد مرة أخيرة قبل ما نقولك وطمنتها إنك عمرك ما هتسمحله يأذيها .
فضحك وليد ساخرا وقال :
- لاء أنا اللى أذيتها وضيعتها منى خلاص .
صاح به هشام  :
-إنت عملت إيه ؟!
-خربت بيتى بإيدى وبغيرتى وتسرعى هى عندها حق أنا ما أستاهلهاش .

                                     *          *          *          *           *           *

ظلت على حالتها لفترة طويلة ، وطلبت من والدها و"إيهاب" عدم التحدث مع "وليد" فى شئ ، وطلبت منهم عدم
التدخل فى مشكلتهما ورفضت ترك "جورى" وسمحت له برؤيتها فى أيام معينة مثل ما يحدث مع "أحمد"
"وآدم" ، أما" وليد" فقد تركها لها وقدر لها شعورها هذا "فجورى" تعتبرها أمها .
بعد مرور أشهر ذهب إليها "هشام" و"دينا" ربما هذه المرة تسمع منهم وتسامح "وليد" على ما فعله بها .
- ياه يا سلمى لسه مش قادرة تسامحيه بعد المدة دى كلها .            قالتها "دينا" .
فردت "سلمى" بأسى :
- عمرى ما هسامحه فى حياتى .
فقال "هشام" بأسى  :
- يا سلمى وليد تعبان من غيرك إنتى أكتر واحده عارفة هو بيحبك قد إيه ، ده غير ضميره اللى بيأنبه كل ثانية
على اللى عمله معاكى ، ومحمد كمان دول لحقوه من إيديه بالعافية كان هيموته .
فقالت "دينا" بمرارة  :
- يا بنتى إنتى بتحبيه وهو غلط عارفين بس ده من غيرته وحبه ليكى .
قاطعتها "سلمى" قائلة  :
-
مش عايزة أسمع لا إسمه ولا سيرته لو سمحتوا ، المهم فرحكم إمتى .
فقال "هشام" بأسى  :
- فرح إيه بس يا سلمى وإنتوا كده .
ردت "سلمى" قائلة :
- سيبك منا عايزين نفرح بيكم بقا .
فقالت "دينا" ساخرة :
-بس بطنك كبرت قوى يا سلمى بقى شكلك مسخرة .
- ماشى يا رخمة إتريقى براحتك بس ده عادى أنا فى السادس دلوقتى .
فقال "هشام" متعجبا  :
- ياه عدت كل المدة دى بسرعة كده .
فقالت "دينا" بإبتسامة هادئة  :
- طب لسه قلبك ما لنش ليه بعد المدة دى كلها .
فقالت "سلمى" :
- ما قولتوليش برضه الفرح إمتى .
فقال "هشام" وهو ينظر "لدينا" بشوق  :
- أنا عن نفسى مستعجل جدا .
فقالت "سلمى "مازحة  :
- ليه يا إبنى هى صلاحيتها هتنفذ وعاوز تلحقها .
ضحكوا جميعا وقالت "دينا" معاتبة  :
- ماشى يا سلمى بتقرقى عليا ماشى مقبولة منك .
كانت "سلمى" تشتاق إليه جدا ولكن كرامتها وكبريائها يمنعوها من البوح بما داخلها ، دائما تتذكره عند نومها
وصلاتها  فأسعد لحظاتها كانت وهى تقف ورائه تصلى ، تتذكر أيضا ضحكاتهما ولعبهما ونظراته وكلماته
لها ، يا الله كم هى مشتاقة إليه .
تدهورت حالة "وليد" الصحية لإهماله فى نفسه أربع شهور لم يرها وشوقه وحزنه يقتلوه ، كلما حاول الوصول
إليها يجد الرفض من أهلها ومنها ولا يجد سبيل للقائها إنهمك فى عمله يوما بعد يوم هاربا من وحدته .

دخل عليه "هشام" المكتب فقال :
- وليد كنت عاوزك تمضيلى الأوراق دى .
فسأله "وليد" :
- ما فيش أخبار عن سلمى ؟
- أنا كنت عندها إمبارح وهى كويسة الحمد لله .
- ما قلتش حاجة عنى .
- ربنا يهديها ليك ، إديها فرصة تفكر بس ، أنا مطمن طالما بطلت تطلب الطلاق يبقى فيه أمل .
شعر "وليد" برجفة فى جسده وصداع فى رأسه لاحظه "هشام" فقال بقلق  :
- وليد إنت كويس .
هم واقفا لشعوره بدوار وأمسك رأسه ول يشعر إلا وهو يرتطم بالأرض جرى عليه "هشام " وقال بخوف  :
- وليد .... وليد إنت سامعنى ....وليد رد الله يخليك .
أخرج هاتفه وإتصل بالإسعاف وتم نقله للمشفى وتمت العناية به عوضا عن تقصيره فى أكله ونومه الذى هجرهم
، ظل على حالته يرفض الطعام و"سامية" تشاهده وهو يذبل أمامها يوما بعد يوم .
قررت "سامية" التدخل فى مشكلتهما وحماية إبنها من نفسه ، ذهبت لمنزل "سلمى" لمحاولة إرجاعها له .
إستقبلتها "سلمى" بإبتسامتها المعتادة وقالت وهى تحتضنها :
- وحشتينى يا ماما سامية أخبارك إيه . 
- إقعدى يا حبيتى كنت عوزاكى فى موضوع ضرورى .
- مالك يا ماما فيكى حاجة .
فقالت "سامية" بحزن وقلق :
- إلحقينى يا سلمى وليد بيروح منى .

معذبتي Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang