الفصل الثامن و العشرون

590 29 0
                                    

الفصل الثامن و العشرين :
****************************

و كأنه بحلم .. لمتي ستطول احزانه .. إحتمل الكثير و مر بالأكثر و لكن اى شئ سيصيبها سينتهي معه .....
تم نقل سلمي بسرعة إلى العمليات وقف "وليد" أمام باب العمليات يدعوا لها الله غيرمصدق ما يحدث فقال له "محمد" مطمئنا :
-إهدا شوية يا وليد هتبقى بخير صدقنى دى عملية بسيطة ما تقلقش .
تهدل وجهه و هو يقول بشرود :
- لو حصلها حاجة أنا ممكن أموت ، ده أنا ماصدقت لقتها وبقيت معايا تروح منى فى ثانية ، يا رب أنا مش معترض على قضائك سامحنى يا رب وقومهالى بالسلامة .
نظر له "محمد" بحنق وتركه وإبتعد حتى لا يشعر "وليد" بما داخله .
هاتفت "سامية" أهل "سلمى" وأخبرتهم بهدوء أن سلمى أغشى عليها ويجب أن يأتوا .
أتى أهلها إلى المشفى وما أن عرفوا ما حدث لها حتى إنهارت أمها و"إيهاب" أما والدها فكان متماسكا قليلا ......
استمروا فى الدعاء لها والقلق والتوتر يقتلهم ، إقتربت منهم ممرضة لتخبرهم أن جورى قد أفاقت من البنج ، ذهبت إليها "سامية" للطمأنة عليها وطلبت من "إيمان" الممرضة أن تظل معها وألا تفارقها حتى يطمئنوا على "سلمى" .
إنتهت العملية وتم نقلها لغرفة العناية المركزة ، وقف وليد ينظر لها من وراء الحائط الزجاجى وهى مستلقية لا تشعر بشئ من قلقه وألمه عليها ، إقترب منه "هشام" وقال له بأسى :
- وليد إنت مؤمن ولازم تجمد شوية مش كده .
قال له "وليد" بحزن  :
- بموت يا هشام كل أما بشوفها كده بتدمر وأنا مش عارف أعملها حاجة واقف أبص عليها زى المشلول .
وإنفجر باكيا لأول مرة يراه "هشام" هكذا فاحتضنه وهدأه قائلا :
- يا وليد سلمى لما كانت مكانك كانت أقوى منك كانت طول الوقت بتصلى و تقرألك القرأن وتدعيلك هى دلوقتى محتاجة دعائك .
ظلت "سلمى" فى العناية نائمة لمدة يومين لم يتركها "وليد" وبدأ التعب يتملكه فقالت له "إيمان" بإشفاق :
- يا أستاذ وليد أرجوك لازم ترتاح كده غلط .
فرد عليها قائلا :
- سبينى براحتى يا إيمان مش هتبقى إنتى كمان .
- طب عالأقل إطمن على جورى دى مش بتبطل عياط وخايفة على مدام سلمى .
تنهد مطولا و قال بحدة :
- ماما سامية معاها وبتطمنى عليها .
فقالت له بحزن :
- صدقنى أنا عرفاها كويس هى قوية و مؤمنة وهتقوم بالسلامة هى بس مسألة وقت على ما حالتها تستقر .
أغمض عينيه و قال برجاء :
- يا رب .
طالعتها ايمان مطولا و قالت بإبتسامة حزينة :
- عارف حضرتك كانت دايما تقعد جنبك وكنت أقول لها هى كمان قومى إرتاحى بس كانت بترفض تسيبك وكانت دايما تقعد مكانك وتكلمك وتحكيلك كأنك سامعها وبترد عليها .
إمتلأت عيونه بالدموع وقال بنبرة مرتجفة :
- خايف أخسرها وتبعد عنى خايف قوى .
- قول يا رب وهى هتبقى كويسة إن شاء الله .
تركته معها وخرجت ، أخذ يكلمها ويذكرها بما حدث معهما من أول يوم إلى أن أصبحت ملكه وقبل يدها .
ومن وراء الحائط الزجاجى يتطلع إليه "محمد" بغضب وحنق فانتظره حتى خرج ، ودخل لها وجلس بجوارها وأخذ يتأملها وهو حزين على حالتها ثم قال بهدوء :
- سلمى أكيد إنتى سمعانى ، مش عارف أقولك إيه غير إنى بحبك وبحبك قوى كمان ، يمكن ماعانديش الجرأة إنى أعترفلك بحبى ده بس أكيد بكرة هتحسى بيا وهتحبينى زى ما بحبك أنا متأكد .
طالعها مطولا ثم تركها وخرج ليجد "هشام" أمامه ينظر له بغضب فقال بمجون :
- إنت مش هتعقل بقا .
عدل محمد من نظارته الطبية و قال ببرود :
- إنت مالك إنت خليك فى حالك .
وهم بالإنصراف فأمسكه "هشام" من ذراعه وقال له بحزم :
- مش هسمحلك تأذى وليد ولا تأذى نفسك سامعنى هقفلك بالمرصاد .
وتركه ومضى وعيون "محمد" ترقبه بغضب .

معذبتي Where stories live. Discover now