الفصل الاول

2.4K 48 0
                                    

اوقات كثيرة نعتقد ان الخيانة و الغدر هى نهاية الدنيا ولكن ما يخبئه الله لنا اكبر بكثير من
قناعاتنا فالحمد لله على كل شئ ...  ما نمربه عباره عن دوامه ندور و ندور و ندور بها بإرادتنا اما ان ترفعنا للاعلى او تسحبنا بداخلها الى الاسفل و ما بين ذلك و ذاك يبقي الايمان و الثقة بما كتبه الله لنا الغالب دائما .....
تقاذفتها احلامها ما بين ماضٍ قريب اهلكها و استنهكها و سلب منها أكثر ما اعطاها ... و بالعكس هى أعطت و استنزفت كل قواها كى تحافظ على ما رآه عقلها انه الصواب
تشنجت تعابيرها و قطبت جبينها و هى مازالت غارقة بكوابيس عاشتها و عايشت كل تفاصيلها .. و كأن عقلها يصرخ قائلا " لو أنى اعرف خاتمتى ما كنت بدأت "

استيقظت" سلمى "من نومها فى بيت والدها و هى تلهث كمن كان يعدو فى سبق من شدة اضطراب انفاسها و علو صدرها و هبوطه بطريقة سريعة .... سيطرت على أنفاسها اللاهثة فها هو يوم جديد معهم وهم يحاولون تخفيف الواقع الجديد التى تعيشه انها تعيش الان بدونه تعيش وحدتها بعدما كان هو محور حياتها كانت تعيش لزوجها ولابنها فقط حتى فاقت على خيانته لها فكانت هى الصفعة التى اصابتها بالصدمة ......
دخلت والدتها "كريمة "غرفتها لترى انها استيقظت من نومها فوجدتها على عادتها اليومية جالسة على فراشها و تنظر امامها بوجوم ... ابتسمت بحنان قائلة  :
_ سلمى صحيتى يا حبيبتى .
خرجت " سلمى " من شرودها قائلة بهدوء :
_  ايوة يا ماما صباح الخير .
تمسكت والدتها بمقبض الباب و قالت بنبرة حانية :
_ صباح النور يالا بسرعة احمد جعان ومستنيكى .
أومأت " سلمى " برأسها و اجابتها قائلة :
_ حاضر خمس دقايق وجاية .
تركتها والدتها و غادرت الغرفة بينما عادت بظهرها الى الوراء واستلقت بهدوء تفكر كعادتها كل صباح و هى تتمنى ان يكون كل ما مر بها حلم و سوف تستيقظ منه .
قامت اغتسلت وتوضأت لتصلى الضحى قبل الافطار ... بعدما انتهت خرجت من غرفتها ...
اقتربت "سلمى "من المائدة و جلست على كرسيها بجوار ابنها احمد وقبلته فى
وجنته وبنبرة حب قالت له :
_ صباح الخير يا روح ماما .
رفع رأسه ناحيتها وقال بابتسامة مشاغبة :
_ صباح النور يا ماما يالا انا جعان .
قبلته بوجنته و قالت بحنو :
_ حاضر اعملك ساندوتش .
استوقفها قائلا بتصميم :
_ لا انا هاكل لوحدى هو انا لسه صغير انا عندى ٨  سنين .
بعثرت شعراته الناعمة و قالت بزهو :
_ طبعا مش صغير ده انت راجل قد الدنيا .
فضحك هذا الطفل الصغير على هذه الثقة الكبيرة التى منحته اياها .
انضم اليهم على الافطار ابيها واخوها  ابتسمت "سلمى" قائلة بود :
_ صباح الخير يا بابا .
فرد اخوها "ايهاب " بتذمر بادى بملامحه و هو يسحب كرسيه و يجلس على المائدة :
_ وانا ماليش صباح الخير .
ردت عليه "سلمى" بضيق :
_ انت لاء انا زعلانة منك بقالى كام يوم مستنية ترد عليا فى الموضوع اللى كلمتك فيه وانت بتتهرب .
هز رأسه مستنكرا تسرعها قائلا بابتسامة ماكرة :
_ دايما ظلمانى كده عموما يا ستى لقيت لك وظيفة فى مامورية ضرائب
بالتوفيق ياقمر .
لاول مرة تتحول ملامح "سلمى" الهادئة الساكنة الى فرحة افتقدها وجهها الجميل .
فقالت بفرحة :
_انت بتتكلم جد !
نظر لها بحماس وقال بثقة :
_ اومال ههزر معاكى .
اجابته بفرحة ملأت وجهها البرئ و الذى افتقد للفرحة و صار كصحراء كاحلة :
_ ربنا يخليك ليا يا ايهاب .
فقال "والدها "معاتبا لها  و هو يغلق الجريدة و يضعها جانبا بملامح متجهمة :
_عايزة تشتغلى ليه يا سلمى انا قصرت معاكى فى حاجة يا بنتى .
لاحظت سلمى تغير ملامح والدها فقالت له موضحة :
_ انت عارف يا بابا انا محتاجة الشغل علشان ابنى وعلشان اخرج للدنيا ،ضيعت عمرى وانا قافلة على نفسى ،حياتى كانت لابنى ولجوز......
وهنا تذكرت انه لم يعد زوجها وحبيبها كما كان ولم يعد لها الحق بهذه الكلمة
فلاحظ والدها  تغيرها فغير كلامه معها قائلا بإشفاق :
_ عموما ربنا يوفقك يا بنتى فى كل خطوة جديدة فى حياتك .
ربتت على كفه بيدها الحنونة و قالت بإبتسامة خفيفة :
_ شكرا يا بابا ربنا يخليك ليا ..  بعد اذنكم .
دخلت غرفتها مرة اخرى لتعود لوحدتها وعزلتها المعتادين .. فهى من اسرة متوسطة الحال والدها موظف على المعاش ووالدتها ربة منزل كانت كهذه الامهات اللاتى تراهن فى اغلب الاوقات ام تراعى بيتها وزوجها وابنائها على اكمل وجه ،كانت اسرتهم مترابطة محبة قريبة من الله كحال أغلب البيوت المصرية .. و لكن حظ ابنتهما كان سيئا رغم محاولاتهم و رؤيتهم المستقبلية ان تلك الزيجة فاشلة لا محال .

معذبتي Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum