الفصل الرابع عشر

732 30 0
                                    

الفصل الرابع عشر :
***********************

أميرة الحسنِ
حلي قَيد أسراكِ واشقي بِعذب اللمى
تَعذيب مضناكِ
أميرة الحسنِ
لمْ أَدرِ الغرامَ ولا حر الجوي قبلَ ما شاهدتُ رؤياكِ
أميرةَ الحسنِ
خافي الله واعدلي بالحكم إِن كانَ ربُ الجمالَ ولاكِ ......

قاد سيارته و على ثغره إبتسامة مشرقة و تعابير وجهها لا تفارقه .. خجلها .. سخريتها .. قنوطها ... و غضبها ... يالله مزيج رااائع بشخص واحد .. إمتلكت قلبه و أصبحت رمزا لتلك الإبتسامة العذبة ...

ما أن دلفت سلمي  لمنزلها حتى دخلت غرفتها وأخرجت الخطاب الذى أخفته و حملته بين يديها وقربته منها لتشتم عبيره الآخاذ فهذا العطر طالما أسرها ...
فتحت الظرف وأخرجت ورقة بيضاء منه أخذت تتلمسها بأناملها لعلها تتلمس مواقع لمسه لها ، فتحت الورقة وقرأتها ....
كان يطالع طريقه و هو يقول بداخله ما سطره قلبه لها ...
(   غريبة أنت أيتها المرأة ، أظن أننى أجازف معك كثيرا ، أراهن على مجهول لا أعرفه ، لا يهمنى من أنت ولكنى أعرف أن هناك ما يربطنا بعضنا بعضا ، كيف أحببتك دون أن أعلم عنك شيئا ، ولكنك غبت طويلا ،ولا أفكر إذا كان هناك عودة من الأساس ، كل ما أفكربه أنه لابد لك  من أسباب ،  حاولت أن أعوض غيابك بالبحث عنك ، فأنا بدون أن أشعر منك وإليك أعود ، فأنتى فيكى من الحياة كل شئ ، ولكنى لا أعلم عن هذه الحياة شيئا ، هل أنت مرحة أم غامضة أم قوية أم ضعيفة أم أنت كل هؤلاء ، أنتى لغز حياتى وسرها ، أشعر أننى أغرق ببحرك يوما بعد يوم أبحث عنك فى كل مكان ،ولكنى أعود كل يوم إلى بيتى أجر أذيال الخزلان ،أنت إمرأة غريبة ، إمرأة أرسلها القدر لى فى وقت لم أكن فيه بانتظار المفاجأت ، فى حياة كل شخص منا خيط يربطه بالحياة ما أن ينقطع لا نرغب فى الحياة وأنتى هذا الخيط الذى يبقينى حيا ، ظللت أخمن وأخمن حتى بدأتى فى التجلى أمامى شيئا فشئ ،حتى جئتى أخذت أتأمل ملامحك ولم أرد تركك ولكنى تركتك ، وأنا عازم على حل لغزك ، آه لوتدرى كم أهواكى كم أعشقك فما أشعر به نحوك لا يسمى حبا بل عشقا ، حبيبتى أنا أتنفسك فلا تحكمى عليا بالموت ، كيف تخلى قلبى عن كل القيود التى وضعتها حوله بنظرة منك ، ألهذا القدر أنت قوية ، فلا تجرحى هذا القلب الذى طالما خاف أن يجدك ويفقدك .)

                                    (  أحبك معذبتى )
أغمض عينيه لبرهة متخيلا حالها بعدما انهت قراءة حروف قلبه ..
ما أن أنهت قرأتها حتى بكت وأخذت تبكى وتبكى وكأنها تعاقب نفسها وكأنه سلط عليها نفسها لتعاقبها على بعدها عنه ، دخلت "دينا "عليها قائلة :
-لولو حبيبتى عاملة إيه .
لاحظت تورم عيناها و احمرار وجهها فأغلقت الباب و إقتربت منها قائلة بقلق :
_ مالك يا سلمى !!
لم تستطع الرد فبكائها يزداد و إحساسها بالذنب يزداد ... أعطتها الورقة  فإلتقطتها ديناىو جلست بجوارها و هى تقرأ ما بالخطاب و تنهدت قائلة بأسي :
-والله إنتى ما عندك دم ده بيموت فيكى .
كففت سلمى عبراتها و قالت بحزن :
- ما أنا عارفة .
تركت دينا الخطاب من يدها و قالت بسخرية :
- يا سلام وبتعذبيه ليه .
طالعتها بحدة و هى تقول :
- ما أنا بتعذب زيه وأكتر ... طب هو قادر يعبر عن اللى جواه وأنا مش قادرة .
قطبت "دينا"جبينها مبدية عدم رضاها قائلة :
-يا سلمى يا حبيبتى واحد زى ده بنفوذه مش هيقدر يحافظلك على إبنك من آدم .
فقالت لها  "سلمى " بجدية :
- يعنى هخليه يسيب أحمد معايا بالغصب ولا بالمشاكل و إبنى يكبر على مشاكلى أنا وأبوه ،إنتى عايزة الواددمرىيته تتدمر .
فقالت لها "دينا "بعضب :
-لا إزاى دمرى نفسك إنتى و دمرى الغلبان ده معاكى .
وتطلعت" دينا" للخطاب وتنهدت قائلة :
-بس وليد ده رومانسى قوى ، يعنى رومانسى ومز وقمر وطول بعرض وعنين زرقا ولا برفانه يجنن .
نظرت لها "سلمى" بغضب قائلة :
- وإنتى عرفتى برفانه منين ؟!!
غمزت لها دينا بعينها قائلة بمشاغبة :
- من ريحة الجواب يا فالحة ، بس إيه ده غيرة يعنى .
طالعتها سلمي شرزا و هي تقول :
- بت إنتى إتكلمى عدل يا تمشى .
تأففت"دينا" و قالت بأسف :
- هو إنتى كل ما تكلمينى تقوليلى إمشى هو أنا ما عنديش كرامة ولا إيه .
تنهدت سلمي مطولا و قالت بأسي :
- دينا إنتى عارفة إنى بهزر معاكى .
لوت دينا ثغرها و قالت بحنق :
- ليكى نفس تهزرى يا قادرة ، طب فكرى تانى .
هزت سلمى راسها نافية و قالت بإصرار :
- لاء مش هضحى بإبنى .
فقالت لها " دينا "بمكر :
- يا رب بقا عريس زى القمر وبيحبها وبتقول لاء ، كنت إبعتهولى أنا .
ضربتها "سلمى" بالوسادة وقالت بحزم :
-يبعتهولك إزاى يعنى إتلمى أحسنلك .
تفادت دينا ضرباتها و قالت من بين ضحكاتها :
- والله بتغيرى يا بختك يا عم وليد .

معذبتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن