الفصل الخامس عشر

674 32 0
                                    

الفصل الخامس عشر :

بعض الأبواب.........!!
لا تعرف قيمه الطارق..... حتي يذهب بلا عوده..

لا أحد يعبثُ بقلبي كما تفعلُ عيناك فرفقا بي .... كلما تذكر هيأتها بفستانها الذهبي و ضحكتها المشعة فرحة سلبته اكثر .. يرغب بخطفها و لو رغما عنها  ... دخل "هشام" على "وليد" فى مكتبه مسرعا قائلا بصياح :
- وليد حبيبى صباح الخير .
عاد وليد لمطالعه الاوراق امامه و قال ببرود :
- صباح النور يا إتش .
طالع انشغاله و ساله بفضول :
- إنت مش فاضى ولا إيه .
- لا عادى شوية شغل متأخر .
فقال له "هشام" بتلعثم :
-إمم ... تمام يعنى إنت كويس .
رفع "وليد" رأسه إليه وقال بجدية :
- هشام ..إدخل فى الموضوع على طول .
جلس امامه قائلا برجاء :
- بقولك إيه ما تكلم إيهاب تعرف منه البنت بتاعت إمبارح دى مين .
رفع وليد عينيه بملل و قال بحدة :
- لا والله هشام إطلع من دماغى .
فقال له "هشام" بغضب :
- ماشى خليك فاكر إنك رفضت تساعدنى .
وتركه وعاد لمكتبه إبتسم "وليد" متذكرا أيامه الأولى وهو يبحث عن "سلمى" .. فها هو صديقه يرتشف من نفس الكأس ... عاد  لعمله وهو شارد إلى متى سيظل ينتظرها إلى متى ستظل بعيدة عنه فقررأنه سينهى هذا الموضوع اليوم .
ذهب لعملها ودخل مكتبها ما ان رأته حتى ابتلعت ريقها بتوتر و عادت لمطالعة الاوراق امامها بينما قابله "سامى" بترحاب كبير .
- وليد باشا أخبار حضرتك إيه .             وأجلسه أمامه .. بينما عينيه تطالعها برجاء .
فقال له "وليد" بهدوء :
-أهلا بيك يا أستاذ سامى أخبار شغلنا إيه ؟
اجابه مسرعا :
- كله تمام أنا متابع مع المحاسبة عند حضرتك .
وماهى إلا ثوانى وجاء إتصال " لسامى" ليذهب إلى مديره إستأذن من "وليد" للحظات ، و تركه ...وولم يكن هذا الإتصال مصادفة طبعا .
إعتدل "وليد" فى جلسته ليصبح أمامها وهى لم تعره أى إهتمام فقال بنبرة مختنقة :
-سلمى لو سمحتى عايز أتكلم معاكى .
رفعت عيناها ناحيته و قالت بحزم :
- ما فيش بينا كلام .
طأطأ راسه قليلا بياس و هو يقول بوهن :
-ليه بس كده إدينى فرصة حرام عليكى .
تغاضت عن هيأته التى قطعت نياط قلبها و قالت بجمود :
- إنت اللى مصعبها على نفسك إنسانى وسبنى فى حالى بقا .
رفع رأسه ناحيتها و قال و عينيه تقطر عشقا :
- يا ريت أقدر إنتى بتجرى فى دمى صدقينى .
فقالت له بهدوء متعقل :
-أنا هتكلم معاك كأنك أخويا مش هينفع أرتبط بحد صدقنى المشكلة مش فيك إنت .
فدخل "سامح" زميلها بالعمل ليقطع هذا الحوار إعتدل "وليد" ونظر أمامه فقال" سامح" :
- السلام عليكم .
فقالا :
- وعليكم السلام .
إقترب من مكتب" سلمى"وجلس أمامه بينما إكتفى "وليد" بالتظاهر بلإنشغال فى هاتفه فقال "سامح" :
-أنا آسف إنى بزعجك بس يا ريت تكونى غيرتى رأيك أنا متمسك بيكى جدا وعندى أمل توافقى عليا .
تنامى كلامه لمسامع "وليد" فنظر له ولها بغضب فأسرعت هى قائلة لتهدءة " وليد" :
- لو سمحت يا أستاذ سامح إحنا قفلنا الموضوع ده أنا رافضة الجواز تماما ويا ريت تفهمنى .
- بس أنا شاريكى جدا .
بدأ  الغضب يظهر على "وليد" فقالت مسرعة :
- أنا بكلمك بمنتهى الهدوء ويا ريت تفهم وتقدر أرجوك .
التفت سامح بجسده كاملا ناحيتها قائلا بخفوت :
- إنتى لو تعرفى أنا بحبك قد إيه كنتى وافقتى .
هنا ثار" وليد" قائلا :
- إنت بتقول إيه يا بتاع إنت ،إنت إتجننت بتكلمها كده إزاى .
فقالل له سامح مندهشا :
-إنت اللى مين علشان تكلمنى كده .
قبض وليد كفه و قال بتماسك كاظما غضبه :
-إبعد عنى الساعة دى يا إبن الناس وما تقربش منها تانى لهخليك تندم ندم عمرك .
وقف سامح قبالته و ساله بإستخفاف :
-ما إتعرفناش يعنى أخوها مثلا ؟!
دفعه وليد من ذراعه بعدما فاض به الكيل و هو يقول بحدة :
-طب  إطلع بره قبل ما أطلع للمدير العام ويبقى فيها رفدك ولو عايز نتعرف فأنا المهندس وليد الشربينى رجل الأعمال فاإتقى شرى .
وقف" سامح" ناظرا اليه بغضب ولكنه إنسحب لأنه يعلم أنه الخاسر من هذا التحدى وخرج وتركهم فقال لها "وليد" بغضب :
- أنا مش أخوكى ومش هسيبك مهما عملتى سمعانى إنتى ليا مهما حصل والواد الملزق ده لو قرب منك تانى مش هيحصله طيب .
إعتدلت فى وقفتها وقالت بصرامة :
-إنت بتكلمنى كده إزاى، إنت فاكر نفسك إيه يا أخى أنا مش بحبك إفهم بقا بكرهك سامع بكرهك سودتلى حياتى خلى عندك كرامة بقا وسبنى فى حالى .
وأخذت حقيبتها وهمت بالإنصراف بعدما أشعلت النار به فمن هى لتجرحه بهذا الشكل فبدون أن يشعر أمسك ذراعها و جذبها إليه أخذت تتألم لفها ناحيته وهم أن يصب فوق رأسها نيرانه ولكنه تجمد مكانه من الصدمة .
إنها تبكى و لم البكاء ... ظل ينظر لها بأسى وقال:
- سلمى إنتى بتعيطى .
اشاحت بوجهها عنه و هى تقول بوهن :
-لاء مش بعيط وسيب إيدى إنت مش من حقك تلمسنى كده .
اعاد وجهها ناحيته قائلا بحزن :
-عنيكى فضحتك يا كذابة وقالت على اللى فى قلبك .
نظرت له بوهن وضعف فأردف قائلا :
- قلبك نطق وقال دى كدابة أنا بحبك وكل اللى قولتيه ده مسحته دمعتك دى  وبقولهالك تانى مش هسيبك إنتى ليا مهما عملتى ،أنا بحبك وهفضل أحبك ومتأكدإنك بتحبينى .
وتركها ومضى وعادت تجلس على مكتبها مرة أخرى مسحت دموعها وحاولت أن تهدأ وبعد قليل عاد "سامى" وسألها عن "وليد" فأخبرته أنه جاء له هاتف ومشى ، وعادت لعملها وأخذت تلوم قلبها وعينها أنتم ملكى أنا أم ملكه هو .
عادت لمنزلها حزينة فهذا أول يوم لم تجده بانتظارها كعادته بداخلها إنقسام جزء يريده وجزء لا يريد ترك صغيرها من أجله سائت حالتها النفسية ودخلت غرفتها دون أن تتحدث مع أحد .
فدخلت والدتها ورائها لتطمئن عليها قائلة بقلق :
-مالك يا سلمى إنتى كويسة .
اشاحت بوجهها عنها و قالت بأسي :
- معلش يا ماما سبينى لوحدى شوية أرجوكى ولما أهدا إسألينى .
تركتها أمها وخرجت وبعد قليل عاد "إيهاب "من عمله ليجد والديه فى حالة وجوم على حال إبنتهما فعلم ما حدث وربط الأمر "بوليد" على الفور .
فدخل غرفته وهاتف "وليد" ليعرف منه ما حدث :
- طب وأخرتها إيه يا وليد هتفضلوا كده .
مرر وليد انامله بشعراته بقوة كادت ان تقتلعهما و هو يقول بحزم :
- لا يا إيهاب مش هنفضل كده ولازم يكون فى نهاية ، لو سمحت ممكن أكلم والدك .
فقال " إيهاب" بعد تفكير :
-ثوانى وأرد عليك .
سأل "إيهاب" والده فوافق فأعطاه الهاتف .
- السلام عليكم .
فقال له "وليد" بنبرة حزن :
-وعليكم السلام يا عمى واحشنى أخبارك إيه ؟
- الحمد لله يا إبنى ، إيه اللى حصل يا وليد .
اجابه بإقتضاب :
-إيهاب هيحكى لحضرتك بس عندى طلب لو سمحت .
- إتفضل يا إبنى .
تنهد مطولا قبل ان يقول برجاء :
- ممكن حضرتك تدخل التليفون لسلمى وتفتح الإسبيكر علشان كلكوا تسمعوا اللى هقوله وبعد المكالمة لو فى نصيب يبقى تمام ولو مافيش مش هزعجكم تانى .
فكر  "أحمد" قليلا فقامت "كريمة" بإرسال "أحمد " الصغير" لدينا" حتى لا يسمع ما سيحدث .
بعد قليل دخل "أحمد" على إبنته وقال لها بجدية :
-سلمى لو سمحتى أنا عايز نهاية الموضوع ده إسمعيه يا بنتى وقررى وده آخر قرار ليكى وهيتنفذ.
طالعته بوهن و هى تقول :
- بس يا بابا .... .
قاطعها قائلا :
- إسمعى اللى هيقوله لو سمحتى .
دخل "إيهاب" بالهاتف لغرفتها وفتح السماعة الخارجية وقال:
-إتكلم يا وليد كلنا سامعينك .
تنفس "وليد" وقال بهدوء لا يناسب حالته :
- أنا آسف إنى كنت سبب حزن وضيق فى البيت عندكم ، أنا آسف يا سلمى على كل دمعة نزلت منك بسببى صدقينى كانت بتقتلنى ، والله العظيم بحبك جدا وكنت بتمنى تبقى معايا وليا ... بس لو إنتى متضايقة من وجودى فى حياتك هنسحب فورا ومش هزعجك تانى وهسافر وهسيب روحى وقلبى معاكى ،أنا مستنى ردك .
صمتت"سلمى"وقلبها يعتصره الألم فإن قالت لا ستخسره وإن قالت نعم ستخسر إبنها فقالت وهى تصرخ:
-إخرج من حياتى بقا دمرتنى يا أخى حرام عليك أنا بكرهك مش عايزة أسمعك ولا أشوفك إخرج من حياتى إخرجوا كلكوا إخرجوا بره مش عايزة أشوف حد إخرجوا .
وأخذت تصرخ حتى إنهارت وسقطت مغشى عليها .
ظل يسمعها ودموعه تنهمر منه وعندما سمع صراخهم علم أن بها شيئا وهو بعيد عنها لا يستطيع مساعدتها ولا أن يطمئن عليها بعد الأن .
أسرعوا بها إلى المشفى فدخلت غرفة الإستقبال وفحصها الأطباء وحاولوا إفاقتها وبعد ساعات إستجابت وعادت لوعيها مرة أخرى .
فقال لها والدها بتلهف :
- سلمى إنتى كويسة يا بنتى .
لم ترد ولكنها حركت عينيها لتطمئنه .
طمئن "إيهاب" والدته على "سلمى" وأخبرها أنهم سيعودون فى المساء .
بعدما إطمأنوا على إستقرار حالتها عادت إلى المنزل ودخلت غرفتها لتنام على آثر المهدئات التى تناولتها
بالمشفى .
- قولى يا أحمد بنتى مالها .                 قالتها "كريمة" بأسي .
اجابها و هو مطأطأ رأسه على حالها :
- إنهيار عصبى يا كريمة .
صفعت صدرها بيدها قائلة :
- يا الله تانى ربنا يستر المرة دى ، يعنى هى كويسة ؟!
رفع عينيه ناحيتها و اجابها بوهن :
- أيوة كويسة  ،إحنا السبب ضغطنا عليها كتير .
فقال له " إيهاب " بتأنيب ضمير :
- خلاص الموضوع ده إتقفل ومش عايز كلام تانى فيه .
               
                             *          *          *          *          *          *

معذبتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن