الفصل التاسع و العشرون

575 28 0
                                    

الفصل التاسع و العشرون :
***************************

عادت "سلمى" لمنزلها سعيدة و هي تنتظر بفارغ الصبر الوقت المناسب لاخباره بخبر حملها .... ظلت تبحث عنه فوجدته بغرفتهما إتجهت إليه بفرحة وإقتربت منه بسعادة ونظرت فى عينيه التى تعشقهما  فأزاح بصره عنها بغضب وإبتعد عنها .
فقالت بألم :
- للدرجة دى يا وليد مش قادر تبصلى حرام عليك .
لم يرد عليها فأردفت قائلة :
- أنا تعبت بقا من طريقتك دى لو فى حاجة جواك ومزعلاك قولها بقا وخلصنى  .
إلتفت إليها ونظر لها بحنق وقال :
- أنا عاوز أسألك سؤال واحد .
فقالت بتعب :
- إسألنى لو ده هيريحك .
- إنتى إتجوزتينى ليه ؟!
وقفت صامته كأنه سقط على رأسها جبل ثم قالت بتعجب  :
- يعنى إيه إتجوزتك ليه .
أجابها بحدة :
- أنا سألت سؤال وعاوز إجابة.
إقتربت منه وقالت بتحفز :
- حاضر هجوابك بس تقولى سبب سؤالك ده إيه  .
فقال بمجون :
- سببه إنى شوفتك بتضحكى لجوزك القديم وبتسلمى عليه بود قوى لما إنتوا لسه بتحبوا بعض وفى بينكم كلام وحركات إتطلقتوا ليه .
فابتسمت بسخرية وقالت :
- إنت إتجننت صح .
اقترب منها قائلا بضيق :
- لاء ما إتجننتش تقدرى تقوليلى إنتى ليه مش عاوزة ولاد منى رافضة ليه .
فقالت بهدوء:
- أجاوبك أنا بقى .
وجلست على كرسى بجوارها فقدماها لم تعد تحملها  .
وأردفت قائلة :
- هى حاجة من إتنين الأول إنى ممكن أكون إتجوزتك علشان جميل وجذاب وهغيظ بيك البنات والكل يقول عليا إنى أنا اللى وقعت وليد الشربينى الموز .
شعرت بألم فى بطنها فتحسستها و أردفت قائلة :
- والتانى بقا وده الأقرب إنى أكون إتجوزتك علشان فلوسك وإنى أخد منك أكبرمبلغ ممكن، وبعد كده أطلق منك ومش بعيد مثلا إنى أرجع لآدم بعد ما أخد منك اللى أنا عاوزاه بلا ولاد بقا ولا حمل ولا عطله مش كده .
ظل ينظر لها ووجهه لا يحمل أى تعبير فقالت :
- مش ده اللى بيدور فى دماغك .
فقال بنظرة حادة :
- والله معرفش بقا .
اتسعت عيناها و قد زاد الم بطنها و قالت بصدمة :
- ما تعرفش مش كده ، بس ردى أنا بقا هقولهولك عملى ودلوقت حالا ، ممكن تفتح الخزنة بتاعتى لو سمحت .
إعتدل فى وقفته وقال متعجبا :
- مش فاهم ، ليه يعنى ؟!
ابتلعت ريقها و هى تقول بوهن :
- معلش تعالى على نفسك شوية وإسمع كلامى مش عاوز إجابة يالا .
فاتجه ناحية خزنتها وقال :
- الرقم السرى إيه .
فقالت بألم :
- ٨٥ ١٠ ٣
إنتبه أنه يوم ميلاده ففتحها فى صمت .
انتبهت لفتحه لخزنتها فقالت بهدوء :
- تمام عندك دوسيه أحمر خرجه لو سمحت .
أخرج الدوسيه بغضب وأخذ يتفحصه لتزيد دهشته فقد تنازلت له عن كل شئ إشتراه لها .
فرفع عينه و طالعها و هو يقول بغضب :
- إنتى عملتى كده إزاى  !؟
قالت بأسى :
- كنت متأكده إن اليوم ده هييجى فعملت حسابى بس الصراحة ما كنتش متخيلة إنه هييجى بالسرعة دى وإنى هتوجع كده ، لازم تعرف إن كرامتى أغلى عندى من فلوسك كلها ومن قلبى لو لزم الأمر .
بلعت ريقها بصعوبة وقالت :
- هتلاقى عندك كل اللى ملكتهولى وما كنتش موافقة لو فاكر حتى ورق الدهب والألماظات اللى جبتهالى موجودة عندك والفلوس اللى فى البنك من الصبح هتتحول ليك .
جلس صامتا مصدوم مما يحدث ، إتجهت إلى حقيبتها وأخرجت هدية منها وإقتربت منه وقالت :
- كل سنة وإنت طيب بكرة عيد ميلادك .
ظل ينظر للهدية مطرقا رأسه بخجل فقالت :
- إمسك الهدية كان نفسى أديهالك بكرة بس الهدية دى فيها الرد على بقية سؤالك إفتحها .
أمسك الهدية و أخذ يتطلع إليها قليلا ثم فتحها فوجدها علبة قطيفة حمراء فتحها ليجد بها ورقة عرف أنها أشعة .
فقال مندهشا :
- وده إيه ده ؟!
ردت بألم :
- دى بقا أغلى هدية ممكن أجيبهالك فى عيد ميلادك و مالقتش هدية ممكن تحبها زى الهدية دى وربنا هو اللى رزقنا بيها علشان تبرئنى من تهمتك ليا .
ظل صامتا يتطلع للورقة بيده يصارع أفكاره التى تقول له أن ما بداخل الاشاعة جنين .
فقال بتردد :
- سلمى إنتى...... .
- أيوة أنا حامل فى شهر وإسبوع تقريبا .
رفع حاجبيه قائلا بتعجب :
- وعرفتى إمتى .
ترقرت بعيناها الدموع و هي تجيبه بصوت خافت :
- النهارده ، ورغم إنى كنت رافضة بس أول ما عرفت بقيت أسعد واحدة فى الدنيا ودلوقتى بقيت أتعس واحدة فى الدنيا .
جلست مرة أخرى وأكملت كلامها :
- أنا بقى إتجوزتك علشان حبيتك إنت ، وعمرى ما فكرت فى شكلك ولا فى فلوسك ، حبيتك وأنا ما أعرفش إنت مين ، ولو كنت عاوزة أرجع لآدم كنت رجعتله بس لما حبيتك عرفت إنى ماكنتش بحبه ، ولما سلمت عليه ده علشان هو أبو إبنى و إبنى كان واقف وعمرى ما هضايق إبنى ، إنت ما كنتش واضح معايا وقدرت تبعد عنى وأنا إتجرحت منك جرح عمره ما هيتداوى .
إقترب منها بخجل وقال :
- سامحينى يا سلمى أرجوكى أنا بغير عليكى وخايف تسبينى لوحدى زى كل اللى سابونى .
فقالت بدموعها :
- ما ينفعش تخلينى أدفع فاتورة كل اللى ظلموك .
- عارف والله بس سامحينى .
نزل على ركبته أمامها وأمسك يدها وقبلهما وحاول معها كثيرا ولكن دون جدوى .

معذبتي Where stories live. Discover now