الفصل الحادى عشر

717 26 0
                                    

الفصل الحادى عشر :

سلامآ على العاشقين الراحلين ..
الغائبين من قلب بالجمر احترق....
وعلى حلم رحل بلا رجوع ....
وهمسات وجع نرسمها على الورق ....
سلام على ليل يكسوه الارق ....
وعلى صباح بالشوق انكتب ...

فى المساء إنتظر " وليد"  أحمد والدها و"إيهاب" بفارغ الصبر .. لم يكن يتوقع بيوم أن يجلس تلك الجلسة مجددا .. جل ما يقلقه هو أن يصطدم بواقع غير ما يتمناه و لكن نقطة تمسك سلمى بإبنها هو ما يشعره بالآمان من ناحيتها ناهيك عن نظراتها النارية و التى بات يعشقها ....
دلف إيهاب و أحمد للمكان فوقف " وليد" مرحبا بهم :
- أهلا وسهلا بيكم إتفضلوا .
أجابه أحمد بود :
_ زاد فضلك يا ابني
جلسوا سويا فأسرع وليد قائلا بتوتر :
-تحبوا تشربوا إيه .
أجابه "أحمد" بهدوء روين :
- شكرا يا إبنى إحنا جايين علشان نتعرف عليك .
سحب "وليد" نفسا طويلا و هو يقول بجدية :
-لو تحبوا تسألونى عن حاجة أنا جاهز .
فقال له "إيهاب" بنبرة قاطعة :
-إنت عرفنا عن نفسك وليه إخترت سلمى ؟!
ضحك" وليد" ضحكة خافتة و هو يقول :
- حاسس فى كلامك غيرة على أختك حبتها فيك .
وقال موجها كلامه إلى "أحمد" :
- أنا حابب أشكر حضرتك على تربيتك اللى ما شوفتهاش فى أى بنت قابلتها أنا بحكم شغلى بقابل بنات وستات كتير بس بأدب سلمى وخجلها وسيرتها الطيبة ما قابلتش .
رد"أحمد " بفخر قائلا :
-شكرا يا إبنى .
فقال له "وليد" :
-لا ده حقها أحب بقا أكلم حضرتك عن نفسى ،أنا وليد عبد الرحمن الشربينى مهندس معمارى إبن عبد الرحمن الشربينى رجل الأعمال والمهندس الكبير صاحب شركة المصرى العقارية بدبى وتعب فيها جدا هو ووالدتى المهندسة ليلى عثمان وخلوها من أكبر شركات المقاولات فى السوق .
ثم بدأ الحزن يسيطر على حديثه قائلا :
- ونسوا إن ليهم إبن يهتموا بيه ويراعوه ، شغلهم كان واخدهم منى كنت بنزل زيارات لمصر عند عمى إبراهيم الشربينى تاجر الأخشاب والموبليا المعروف.
أجابه أحمد" قائلا بإعجاب :
-طبعا الحاج إبراهيم الله يرحمه أشهر من النار عالعلم وأخلاقه وكرمه الكل بيتكلم عنها .
فأكمل "وليد" جملته متابعا بشجون :
-وأنا كنت من الناس اللى شملهم بكرمه وعطفه وحبه وإخترت إنى أعيش معاه هو وزوجته ماما سامية اللى ربتنى وكبرتنى وعشت فى مصر ومرجعتش دبى غير زيارات قصيرة ، ومات عمى وورثت كل حاجة عنه كتب كل شئ بإسمى إلا حاجات بسيطة بإسم ماما سامية وبعد ست شهور مات أبويا وسابنى لوحدى حسيت بعدهم إن ضهرى إتكسر ،وورثت عن أبويا كل حاجة برضه ، كبرت الشغل فى مصر وفى دبى وما ضيعتش تعبهم .
فسأله "أحمد" بتوجس :
- طب ليه طلقت مراتك يا إبنى .
قال له "وليد" بإبتسامة ساخرة :
-أنا إتجوزت مراتى غصب عن أهلى ، بنت إتعرفت عليها فى الجامعة وكان لازم علاقتنا تبقى فى النور فقررت أخطبها ، وعلشان هى فقيرة رفضوا الجوازة وأنا أصريت وإتجوزتها من غير ما أعرفها كويس عند فيهم .
ثم تابع حديثه وهو يرشف من فنجانه :
- وبعد الجواز إكتشفت إنها إتجوزتنى علشان فلوسى وبدأت تطلب وتطلب لما زهقت وبدأت المشاكل ، جشعها زاد وما كانش قدامى غير إنى أطلقها  وطلقتها .
ثم طأطأ رأسه بحزن وأكمل قائلا :
-بعد ما طلقتها بفترة عرفت إنها حامل تخيل حضرتك ساومتنى إنه لو عايز البيبى أدفع لها ٢ مليون جنيه وإلا هتنزله ، وافقت إنها تاخد اللى هى عيزاه بس تحافظ على الطفل وكتبت لها شيك بالمبلغ وميعاد صرفه بعد الولادة ، لما ولدت بدأت تتعبنى كل لما أحب أشوف البنت ففكرت أديها مبلغ أكبر وتسيب ليا بنتى علشان أنا اللى أربيها ، وقولتلها ووافقت باعت بنتها بخمسة مليون جنية وكتبت تنازل عند المحامى إنها مش هتطلب حضانتها مرة تانية وأخدت منها بنتى وإديتها لماما سامية تربيها زى ما ربتنى .
فقال له "إيهاب" بضيق :
-يا ساتر فى أم كده تتخلى عن بنتها علشان الفلوس .
فقال "وليد" بحزن ملأ خلجات وجهه :
- تصدقنى لو قلتلك إنها من يومها ما فاكرتش تشوفها والله ما كنت همنعها .
فسأله "أحمد" بتوجس :
- والبنت نفسيتها إيه .
أجابه "وليد" بمرارة :
-طول الوقت بتسأل ومش عارف أرد عليها أقولها إيه . بس الوحيدة اللى حسيت بحنيتها عليها بعد ماما سامية هى سلمى لما شافتها فى الفرح وما كنتش عارفة إنها بنتى .
وأخرج هاتفه وأراهم صورة جورى .
فقال له"أحمد" بإعجاب :
- بسم الله ما شاء الله زى القمر ربنا يحميها .
فقال "وليد " موجها حديثه ل"إيهاب" :
- أما ليه إخترت سلمى أنا مش هكدب عليكم وهتكلم بصراحة أنا إتشديت ليها من أول مرة شوفتها لما خبطتها بالعربية بس والله ده السواق مش أنا  ودورت عليها كتير وكنت هموت وأعرف هى مين لغاية ماشوفتها فى شغلها وعرفت هى مين وبقيت أصلى إستخارة وكل مرة كنت بقرب منها أكتر فقررت إنى محتاجها معايا وجنبى العمر كله تكون أمى وأختى وحبيبتى وأم لبنتى وأكون أنا سندها وضهرها وأب لإبنها.
فابتسم "أحمد" قائلا :
- أنا إرتحتلك يا إبنى والله وبقيت زى إيهاب و فى أى وقت محتاجنى هتلاقينى جنبك وربنا يقدم اللى فيه الخير .
أكد  "إيهاب" على حديث والده قائلا :
- وأنا كمان حبيتك وأنا زى أخوك حتى لو ما فيش نصيب .
فقال له "وليد" برجاء:
- لا أرجوك ما تقولش ما فيش نصيب دى أنا عندى أمل كبير مش هسيبها غير وهى مراتى إن شاء الله .
إبتسم"أحمد" وهو يقف مغادرا قائلا بهدوء :
- قولتلك يا إبنى اللى فيه الخير يقدمه ربنا .
وصافحه و هم بالإنصراف ، فإستوقف"وليد" "إيهاب" قائلا :
- ممكن أبقى أكلمك إحنا خلاص بقينا أصحاب .
- ده شرف ليا إننا نبقى أصحاب و أنا يا سيدى اللى هبقى أكلمك السلام عليكم .
ربت وليد على ذراعه قائلا بود :
- وعليكم السلام .
وقف وليد متابعا انصرافهم و هو يدعوا ربه بداخله ان تكون من نصيبه ....

معذبتي Where stories live. Discover now