الفصل السادس و العشرون

607 31 0
                                    

الفصل السادس و العشرين :
*****************************

ذهب "محمد" لرؤية "هشام" فى مكانهم المعتاد ليجده جالسا على طاولة قريبة من البحر فاتجه إليه قائلا :
- إتش حبيبى واحشنى يا معلم .
فابتسم "هشام" و قال مرحبا :
- إنت أكتر يا دكتور من يوم فرح وليد ما شوفتكش .
جلس محمد بمقعد امامه و عدل نظارته قائلا بشغف :
- آه صحيح هما هيرجعوا إمتى .
ارتشف هشام من قهوته و قال بهدوء :
- مش عارف بتسأل ليه يا محمد فى حاجة .
فرد بارتباك :
- هاه لاء عادى هو بيكلمك .
- أيوة بنتكلم دايما علشان الشغل .
فقال له " محمد" بفضول :
- وعامل إيه مع سلمى .
اجابه بمداعبة :
- فرحان قوى عقبالى إن شاء الله .
فمازحه محمد قائلا :
- يالا إلحق إتجوز إنت كمان .
تنحنح بإحراج وقال :
- إحم .. ما أنا جايبك علشان كده أنا هخطب قريب إن شاء الله لما وليد يرجع بالسلامة .
فقال له "محمد" بتعجب :
- بتتكلم جد إنت ! إنت هتخطب وتسيب بقا جو البنات والكلام ده .
فقال له "هشام" مؤكدا :
- آه هخطب ماليش نفس يعنى و وليد كمان فتح نفسى على الجواز .
هز محمد راسه غير مصدقا و هو يقول :
- و مين دى اللى أمها داعية عليها  بقا .
تنهد "هشام" و قال:
- دينا بنت عم سلمى وسكرتيرتى .
نظر له محمد بحماس وقال :
- برافو عليك يا إتش عرفت تختار أنا عن نفسى أى حاجة من ريحة سلمى تبقى صح .
فقال له "هشام" متعجبا :
-ده إزاى يعنى .
رد بحذر قائلا :
- لا أنا قصدى إنها محترمة .. عادى .
هز هشام راسه متفهما و قال :
- آه معلش ما فهمتش ، عموما جهز نفسك بقا يا معلم .
فقال "محمد" ساخرا :
- مع إن خطيبتك حلوة بس مش تيبك خالص .
تعالت ضحكات هشام و هو يقول :
- لا يا حبيبى دى ربتنى خلتنى أنا اللى تيبها .
قطب محمد جبينه و ساله بفضول :
- ده إزاى يعنى .
- تصدق إنى أنا ما باقتش أسيب فرض بسببها .
فقال له "محمد" بابتسامة خفيفة :
-من ساعة ما سلمى دخلت حياتنا وإحنا كلنا بنتغير هى صح قوى ، جمال ودين وقناعة يا بخت وليد بيها .
شعر "هشام"بشئ غريب عن ذكره "لسلمى" فى كل جملة فسأله :
- محمد هوإنت عامل إيه مع مراتك بقالى زمان ما كلمتهاش .
تنهد محمد مطولا و قال بملل :
- كويسين عادى يعنى .
فقال له "هشام" متعجبا :
- عادى !!!  ده إنت كنت هتموت عليها وإحنا فى الكلية ولولا وليد هو اللى أقنعها بيك وفضل وراها لحد ما وافقت عليك .
فرد "محمد" بعصبية :
- ما هو أقنعها بيا ودبسنى فيها وإتجوز واحدة زى سلمى .
زفر "هشام" بضيق وقال :
- فى إيه يا محمد مالك إتعدل فى كلامك كده هى إيه حكاية سلمى معاك .
فقال له بهدوء :
- هتصدقنى لو قولتلك إنى بتمناها تكون مراتى أنا ، من أول ما شوفتها وأنا ..... .
قاطعه "هشام" قائلا بغضب :
- إنت بتستعبط إزاى تقول كده على مراة صاحبك وأخوك .
- مش قصدى بس اللى عملته معاه فى المستشفى وفى فترة خطوبتهم ده ما ممسكش إيدها غير وهى مراته فى حاجة كده لاء وفرحان قوى ، أتجوز أنا مريم اللى كل حاجة عندها فرى و هو يتجوز سلمى .
نظر له "هشام " بحدة وقال :
- لا أنا هسيبك وأمشى علشان ما تزعلش منى لأنى لو إتكلمت هزعلك وياريت محدش يعرف الهبل ده إعقل كده لتخسر صاحب عمرك .
و تركه "هشام" وذهب وكل ما يشغل باله هو "سلمى" .. تلك البريئة الرقيقة .. التي سلبته تعقله و رزانته ....

معذبتي Where stories live. Discover now