VI. مُغازَلةُ المٓوت

ابدأ من البداية
                                    

شدّ أدرِيك حاجبيه بعدم رِضا ، و قبلَ أن يتحرّك مجددا ، قالت .

" تظنّ أن ورائي أحدًا ؟ماذا لو اخبرتك ان لا وغد ورائي "
جاءت كلِماتها بهمسٍ سلس ، ابتَسمت بخفوتٍ و هي على مقرٌبة من وجهه الأحبّ لقلبها ، لم تستَطع هناك ان تكبَح سعادتها بأنّه لا ينظُر الى أحدٍ سواها .

" ماذا لو اطلعتك على سري هنا ؟"

جاءَت كلِماتها بنبرِة حازمة و ملامِح رَقِيقة ، تمعّن النّظر جيّدًا بِعينيها ، فِي نهاية الامرِ لم يَكُن أدرِيك يخطّط لقتْلِها اللّيلة، و لا حتّى غدًا ... بل كِان ينوِي ابقاءها تحتَ عينيه و محاصَرتها بأسالِيبه ، حتّى تعترِف بالحقِيقة فيتخلّص منها .

رَفعت نافِيير يدها و وضعتها بجانِب الخنجر قائلة .

" لو سمحت "

كَانت رقِيقة في فرضِ ارادتها عليه ، واثِقة و متطلّعة لردّ فعله ... و لم يكُن امام أدرِيك الا ازاحةُ سكّينه و مُشاهدتها .

انحنَت نافِيير للأسفل و التَقطت حقِيبتها التي سقطت أرضًا ... فتحتها و أخرجت دفترَها ، ثم وضعته بهدوءٍ اعلى الطّاولة الزجاجيّة .

" السّر هنا "

نبَست بهدوء ، استقطَب ذلك الشيء نظره ، و مع ذلك كان يحاول ان لا يشيح ببصره عنها و هي تسير لتجلس امامه على الاريكة الزرقاء النّيلية ، تمسك مِرآتها بيد و مندِيلها باليَد الاخرى ... تمسَح الدّماء بكلّ هدوء أمامه كما لو انها بُقع مياه ليس الا .

بَدا أدرِيك متردّدًا في التِقاط الدّفتر ، بالأحرى غير قانع .

كَان شكلُها هادئًا و هِي تستمِر بمسح الدماء عن وجهها ، هادئةً بشكل مُريب ، حوّل بصره مجددًا نحو الدّفتر ، و اخيرًا التَقطه ... العنوان كان : قمرِي المُظلم .

توقّف أدرِيك عند الصّفحة الأولى ، و بعد ان أعادَت اشياءها الى حقِيبتها ، تآكلت بداخِلها و هي تترقّب منه ردّة فعلٍ منه غيرَ الصمت و الهُدوء اللاّذِع .

نَظَر صوبَها بتلك الأعيُن الدّاكنة .

" أنتِ تعلَمين آذًا ؟"

هزّت رأسها بنعم ، ثمّ تحدّثت .
" ليسَت لديّ أدلّة ، لكنّني استنتَجت ذلك ... "

" اعتِمادًا على ماذا ؟"

" حدسِي "
أجابت بحزم فابتَسم و كأنّه يسخَر منها ، فتَحت فمَها كي تُدافع عن نفسِها ، لكنّه رفع يده موقِفًا ايّاها ، و بدأ بتصفّح دفتَرها و شُعور الحرج و التوتّر يتصاعدَان الى حُنجرتها .

The Stalker | المُطارِد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن