شدّ أدرِيك حاجبيه بعدم رِضا ، و قبلَ أن يتحرّك مجددا ، قالت .
" تظنّ أن ورائي أحدًا ؟ماذا لو اخبرتك ان لا وغد ورائي "
جاءت كلِماتها بهمسٍ سلس ، ابتَسمت بخفوتٍ و هي على مقرٌبة من وجهه الأحبّ لقلبها ، لم تستَطع هناك ان تكبَح سعادتها بأنّه لا ينظُر الى أحدٍ سواها ." ماذا لو اطلعتك على سري هنا ؟"
جاءَت كلِماتها بنبرِة حازمة و ملامِح رَقِيقة ، تمعّن النّظر جيّدًا بِعينيها ، فِي نهاية الامرِ لم يَكُن أدرِيك يخطّط لقتْلِها اللّيلة، و لا حتّى غدًا ... بل كِان ينوِي ابقاءها تحتَ عينيه و محاصَرتها بأسالِيبه ، حتّى تعترِف بالحقِيقة فيتخلّص منها .
رَفعت نافِيير يدها و وضعتها بجانِب الخنجر قائلة .
" لو سمحت "
كَانت رقِيقة في فرضِ ارادتها عليه ، واثِقة و متطلّعة لردّ فعله ... و لم يكُن امام أدرِيك الا ازاحةُ سكّينه و مُشاهدتها .
انحنَت نافِيير للأسفل و التَقطت حقِيبتها التي سقطت أرضًا ... فتحتها و أخرجت دفترَها ، ثم وضعته بهدوءٍ اعلى الطّاولة الزجاجيّة .
" السّر هنا "
نبَست بهدوء ، استقطَب ذلك الشيء نظره ، و مع ذلك كان يحاول ان لا يشيح ببصره عنها و هي تسير لتجلس امامه على الاريكة الزرقاء النّيلية ، تمسك مِرآتها بيد و مندِيلها باليَد الاخرى ... تمسَح الدّماء بكلّ هدوء أمامه كما لو انها بُقع مياه ليس الا .
بَدا أدرِيك متردّدًا في التِقاط الدّفتر ، بالأحرى غير قانع .
كَان شكلُها هادئًا و هِي تستمِر بمسح الدماء عن وجهها ، هادئةً بشكل مُريب ، حوّل بصره مجددًا نحو الدّفتر ، و اخيرًا التَقطه ... العنوان كان : قمرِي المُظلم .
توقّف أدرِيك عند الصّفحة الأولى ، و بعد ان أعادَت اشياءها الى حقِيبتها ، تآكلت بداخِلها و هي تترقّب منه ردّة فعلٍ منه غيرَ الصمت و الهُدوء اللاّذِع .
نَظَر صوبَها بتلك الأعيُن الدّاكنة .
" أنتِ تعلَمين آذًا ؟"
هزّت رأسها بنعم ، ثمّ تحدّثت .
" ليسَت لديّ أدلّة ، لكنّني استنتَجت ذلك ... "" اعتِمادًا على ماذا ؟"
" حدسِي "
أجابت بحزم فابتَسم و كأنّه يسخَر منها ، فتَحت فمَها كي تُدافع عن نفسِها ، لكنّه رفع يده موقِفًا ايّاها ، و بدأ بتصفّح دفتَرها و شُعور الحرج و التوتّر يتصاعدَان الى حُنجرتها .
أنت تقرأ
The Stalker | المُطارِد
Short Storyالرّواية من سلسلة VANTABLACK نَافِيير رُوسّو... الابنَة و المرأة المِثَاليّة التِي يتناقَلُ اسمُها كلمسَة قِدّيسٍ بين أحادِيث نُبلاء المُجتَمع. تتغَيّر أحداث حيَاة الفتاة الغنِيّة مع افلَاس شَركَة والِدها و اجبَارها على الزوَاج من ابن العمّ دَال دي...
VI. مُغازَلةُ المٓوت
ابدأ من البداية