الفصل الرابع عشر : أملٌ جديد

Start from the beginning
                                    

امي : اوليڨر عزيزي مالذي يجري هنا.

نظرت لها و انا علي وشك البكاء وقولت :

لا تقلقي يا أمي ستكونين بخير.

أبي : ماذا تفعل هنا يا اوليڨر انا لم أعد افهم أي شيء.

أوليڨر : لا تقلق سترجع إلي المنزل قريباً فأنا.....

قاطعني لوسيفر وهو يقول :

أحم أحم....يؤسفني أن اقاطع نقاشكم العائلي هذا ولكن أردتُ أن اخبركم أنه يكذب فأنتم لن ترجعوا إلي منزلكم ولن تكونوا بخير في نفس الوقت.

أوليڨر : مالذي تقوله... ماذا ستفعل؟

لوسيفر : هكذا.

عندما أنهي هذه الكلمة اخرج كلٌ من الشيطانان خنجراً و كلٌ منهما أيضا وضع خنجره علي عنق أبي و أمي وقبل أن اصدر أي ردة فعل قالَ لوسيفر :

الآن

ومن بعد تلك الكلمة بدأت شلالات من الدماء تخرج من عنق ابي و امي....بدأت في الصراخ و ركضت نحوهما فأمسكوني الحراس. حاولت أن أقاومهم ولكنهم كانوا اقوياء للغاية ثبتوني في مكاني وبدأ لوسيفر فالحديث :

لا تحزن يافتي فأنا فعلتُ هذا لأجلك...لأنني لا أريد قتلك فكان عليّ أن اقتل أُسرتك بدلاً منك.

كنتُ أبكي بحرقة ولم استطيع أن ارد عليه فقال :

يبدو أن يومك كان شاقاً للغاية.....أدخلوه كي يستريح في زنزانته.

بدأو بسحبي نحو سلم ونزلوا إلي الأسفل وكانوا يمرون أمام الكثير من  الزنازين وداخل كل زنزانة كنتُ أرى بشراً يُعذبون و اسمع صرخاتٍ لأطفال وسيدات و رجال. لم أكن اعلم ماذا سيحدث لي في هذا المكان. ادخلوني إلي زنزانتي و التي كانت مظلمة للغاية. اقفلوا الباب و رحلو...لم يتركوا خلفهم غير صوت الصرخات التي كانت بالمكان....لم استطيع النوم تلك الليلة من صوت الصراخ العالي جداً....و أيضاً التفكير وإلقاء اللوم علي نفسي حيال موت ابي و امي نجح في إنتشال النعاس من عيني.
بعد بضع ساعات رأيت نوراً يضيئ المكان قليلاً.
كان هذا شيطاناً يمسك بشعلةٍ ويسير بها فالممر وعندما وصل إلي زنزانتي أمرني أن اقترب ومن ثم أعطاني طبقاً فيه خبز و آخر فيه ماء و عندما نظرتُ لهُ قال :

ماذا الم يعجبك؟.....من الأفضل أن يعجبك لأننا فالعاده لا نقدم طعاماً طبيعياً هكذا فالكل أخذ الخبز المتعفن ولكن الملك أمرنا أن نعطيك خبزاً عادياً.

أخذت منه الطعام و وضعته علي الأرض و جلست ولكن لم استطيع تناوله لأن الشيطان الذي كان يحمل هذه الشعلة قد رحل فعاد الظلام مجدداً.
جلست فالظلام و انا احاول أن امسك بالخبز كي آكلهُ.
مضت بضع ساعاتٍ اخري ولاحظت أن صوت الصراخ قد توقف فجأة..هل يعقل أن اصحاب تلك الصرخات قد ماتوا ؟.....قولتُ لنفسي :

بماذا تفكر. بالطبع قد ماتوا...مالغريب فالأمر هل أخبرك احد انك في مركز رعاية؟...انت في مملكة الشياطين يا ابله ركز.

إنتابني شعورٌ غريب.....فشعرت بالأرتياح عندما إنتهت هذه الصرخات العالية وكأنني فرحت لموت هؤلاء الأشخاص....ماهذا بماذا أفكر.

اليوم العاشر

مر من الزمن أسبوعاً او اكثر و انا مازلتُ في تلك الزنزانة لا اعرف مالذي يجب أن افعله كي اخرج من هنا. أشعر أنني قد جُننتُ...اصبحتُ اتحدث مع نفسي كثيراً وبدأ تركيزي يقل يوماً تلو الأخر . وخسرتُ الكثير من وزني بسبب قلة الطعام. كدتُ أن افقد عقلي تماماً ولكن في مساء ذلك اليوم وقبل الوجبة الأخيرة رأيتُ نوراً قادماً من آخر الممر فظننتُ أنه الشيطان الذي يقدم لي الطعام كل مرة ولكن رأيت. شخصاً اخر مقبلاً عليّ...كانت فتاة. ولكن قبيحة للغاية و منظرها مخيفٌ جداً. كان مخيفاً اكثر من باقي الشياطين...وقفت أمامي وعندما لاحظت خوفي منها تجسدت علي هيئة بشرية ولكن كان قد فات الأوان فانا كنت قد رأيت منظرها فكنتُ خائفاً للغاية. تجسدت علي شكل فتاة شعرها لونه اشقر  وأعيونها زرقاء و ترتدي درعاً أسود ويوجد علي ظهرها شيء اشبه بالرمح . وقالت :

اهلاً يا أوليڨر كيف حالك.

نظرتُ لها و انا متعب و خائف وقولتُ :

من انتِ ولماذا انتِ هنا وكيف تعرفين أسمى.

ضحكت هذه الشيطانة ومن ثم قالت :

أنت اصبحت مشهوراً وسط الشياطين. اصبحوا يلقبونك بصديق لوسيفر العزيز....أما عن اسمي فهو إيديث....أسمى إيديث و انا خادمة من خدام الملك . أتيت إلي هنا كي اساعدك.

أوليڨر : تساعديني علي ماذا؟

إيديث : علي الهروب.

أوليڨر : ويفترض بي أن اصدقك اليس كذلك؟

إيديث : أنظر أنا ايضاً أريد الهروب من هنا....لقد سأمت من خدمة لوسيفر. لقد قتل أخي منذ فترة وانا لا أريد أن القي نفس مصيره...اريد أن أصبح حرة.

أوليڨر : ولماذا أتيتي إليَّ بالتحديد؟

إيديث : انا أعلم أنك كنت مع زمرد قبل أن تأتي إلي هنا فخطرت بذهني فكرة. وهي أنني أساعدك علي الهروب و انت تساعدني علي الوصول إلي زمرد.

أوليڨر : ولماذا تريدين الوصول إلي مكان زمرد؟

إيديث : لأنني لا أريد أن اصبح وحيدة عندما اخرج من هذا القصر حتي لا يجدني لوسيفر بسهولة.

اوليڨر : حسناً أولاً انا لم اقتنع بحجتك و علي الأغلب انكِ جاسوسة للوسيفر و تريدين قتل زمرد.
ثانياً انا لا اعرف مكانهم حتي كي أخبرك فزمرد اصبحت تريد قتلي الأن.

إيديث : حسناً كي تطمأن...ما رأيك أن نهرب ونلجئ إلي مخيم من مخيمات البشر و نعيش سوياً معهم ونبتعد عن مكان زمرد نهائياً.

أوليڨر : هذه فكرة جيدة ولكن كيف سنهرب من هنا؟

إيديث : لا تقلق بشأن هذا فقط هيا.

كسرت إيديث قفل الباب و أخرجتني. وبدأنا بالركض نحو الباب ولكن تفاجأت بالباب وهو يُفتح و وجدتُ أمامي.........

ريڨيلار : عالم مجهولWhere stories live. Discover now