الفصل التاسع و العشرون

Začať od začiatku
                                    

مرت أيامهم على هذا النحو ولكن هذه المرة إنعكست الأمور فهى الآن من تبتعد عنه  .
شعر الطفلان بما يحدث معهما .
فقال له "أحمد" بحزن :
- عمو ممكن نسألك سؤال .
فقال  له "وليد" مبتسما  :
- إتفضل إسأل يا أستاذ .
- هو فى مشكلة بينك إنت وماما .
صمت "وليد" محرجا فقالت "جورى"  مكملة حديثه :
- لو فى مشكلة يا بابى قولنا وإحنا هنحلها معاك .
ضحك "وليد" وقال بمزاح :
- كبرتوا خلاص وهتحلوا لينا مشكلتنا .
فقال له "أحمد" مؤكدا  :
- جرب وشوف .
عبث" وليد" بشعره قليلا ثم قال :
- بصراحة بقا أنا زعلت ماما ومش عارف أصالحها إزاى .
ردت "جورى" :    
- فكر شوية كده وأكيد هتلاقى فكرة .
فقال له "أحمد" بدهاء :
- أنا عندى فكرة .
فابتسم "وليد" وقال :
- قول يا سيدى هى جت عليك .
فقال له "أحمد" بثقة  :
- أنا لما جورى بتزعل منى وأبقى عاوزها هى اللى تيجى تصالحنى بجيب لعبة جديدة لسه ما شافتهاش وأقعد ألعب مع اللعبة وما أكلمهاش فتغير من اللعبة وتكسرها  وتقعد تلعب معايا عادى .
نظر له "وليد" وهو يفكر حتى اتته فكرة شيطانية وقبله وقال بحماس :
- يا سوسة ده أنا بسببك جتلى فكرة جنان ، شكرا يا ولاد إنتوا ساعدتونى جدا .
تركهم وقام مسرعا إقتربت "جورى" من "أحمد" وقالت  :
- بتغيظنى باللعب علشان أنا اللى أصالحك صح .
رد "أحمد"  :
- أعمل إيه ما إنتى مش بترضى تصالحينى .
عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بطفولة :
- طب أنا مخصماك ولو جبتلى باربى وسبونج بوب قدامى هنا برضه مش هصالحك .
تركته وذهبت لغرفتها غاضبة ، فقال :
- أصالحها إزاى بقى دلوقتى ما هى فهمت الخطة ، هفكر بقا فى خطة تانية .

                                             *          *          *          *         *          *

إستعد "وليد" فى تنفيذ خطته وقررأن يذيقها مما أذاقه لتشعر به وبدأ فى تنفيذ ما هداه إليه عقله ، كان كلما إجتمع
بها يجعل هاتفه يرن ويتحدث به كأنه يتحدث مع سكرتيرته علياء .
- أيوة يا علياء ......  إنتى اللى عاملة إيه ..... ... لاء سيبك من الشغل دلوقتى كنت عاوزك فى موضوع يا عليا ...... ويقوم ويتركها متظاهرا أنه لا يرغب فى أن تسمع حديثهما .
وظل هكذا لأيام حتى إشتعلت بداخلها نيران الغيرة .
فقالت فى نفسها  :
-هى إيه عليا ولا علياء دى كمان هو بيبص بره ولا إيه هو أنا حظى دايما كده يا ربى .
ظلت تراقبه كلما دق هاتفه لتغضب أكثر حتى أنه لم يعد يتأسف لها كعادته منذ أغضبها منه فزاد شكها وغيرتها .
فى صباح اليوم التالى وجدته يتأنق فى لبسه أمام مرآة غرفته ويضع الكثير من البرفان فاختنقت ، و هو ظل ينظر لنفسه فى المرآة فترة طويلة وهو يدندن فشكت أكتر فى أمره .
إنتظرته حتى غادر لعمله .
إرتدت ملابسها وقررت الذهاب لشركته لرؤية هذه العلياء ورؤيته وهو يخونها .
ركبت سيارتها وأوصلها السائق للشركة ، إنبهرت بفخامتها ودلفت إليها أوقفها موظف الأمن قائلا :
- أيوة يا فندم إتفضلى .
- لو سمحت ممكن تعرفنى مكان مكتب وليد .
فسالها بتعجب :
- وليد مين يا فندم .
اجابته سلمى ببديهية :
- المهندس وليد الشربينى .
رفع حاجبيه و هو يقول بسخرية :
- عايزة وليد بيه مرة واحدة .
فقالت بنفاذ صبر :
- أيوة وليد بيه مرة واحدة هو مكتبه فين .
وضع ساقا فوق الاخرى و قال بعملية :
- عند حضرتك ميعاد .
- الصراحة لاء بس أنا المدام بتاعته .
فإنتفض واقفا و قال لها مرحبا بقوة :
- أهلا وسهلايا فندم نورتى الشركة إتفضلى أنا هوصلك بنفسى .
صعدت "سلمى" معه إلى مكتب "وليد" وشكرت الحارس ودخلت مكتب السكرتيرة وأخذت تتطلع إليها وهى جالسة على مكتبها ترتدى شيئا قريب من قميص النوم عليه جاكيت قصير وتضع من المكياج ما يزن بالكيلو فاقتربت منها قائلة :
- عاوزة أقابل وليد لو سمحتى .
طالعتها علياء من اسفلها لاعلاها و سالتها بهدوء :
- فى ميعاد حضرتك .
اجابتها سلمى بحدة :
- لاء مافيش ميعاد بس عاوزة أدخله .
التفت بكرسيها ناحيتها و قالت بحزم :
- مش هينفع تدخلى حضرتك من غير ميعاد .
فقالت لها "سلمى" بسخرية :
- هو إنتى لابسة ليه كده إنتوا هنا فى كباريه ولا إيه .
وقفت "علياء" بغضب قائلة  :
- ما أسمحلكيش تكلمينى كده .
رمقتها بنظرة حادة وقالت :
- طب أنا هدخل بعد إذنك .
تركتها و إتجهت لباب غرفة "وليد" فتحته و"علياء" تجرى ورائها لتمنعها ، وجدته يجلس على مكتبه يطالع بعض الأوراق أمامه .
ما أن رأها حتى إبتسم فقد نجحت خطته .
قالت له "سلمى" بغضب :
- وليد البت دى لازم تمشى من هنا النهاردة سامع .
فردت علياء :
- مين حضرتك علشان تمشينى من شغلى .
فقال لها "وليد" على الفور :
- علياء حضرى نفسك علشان تتنقلى للمحاسبة .
وقفت "سلمى" و "علياء" مذهولتان من ردة فعله السريعة .
فخرجت "علياء مطأطأة رأسها بإنكسار " فنادتها "سلمى" قائلة بزهو  :
- كنتى عاوزة تعرفى أنا مين أنا مدام وليد الشربينى .
خرجت الفتاه في صمت  وأغلقت الباب ورائها .
نظرت "سلمى" "لوليد" قائلة بعيونه تقدح شرارا من غضبها :
-بتخونى مع البتاعة دى .
فضحك ضحكة عالية وقال :
- أخونك إيه بس هو أنا شايف غيرك أصلا .
- أمال علاقتك بيها إيه  .
إقترب منها وقال :
- هى مين دى اللى بينى وبينها علاقة ده أنا كنت بضايقك علشان تجيلى لحد عندى .
صمتت "سلمى" ونظرت له بغضب ونيران عيونها تطاله فقال :
- ياه يا سلمى وحشتنى بصتك الشريرة دى .
فردت عابسة :
- بتشتغلنى يا وليد ماشى .
تمسك بذراعيها قائلا :
- عموما دى فكرة أحمد إبنك .
قالت متعجبة :
- أحمد إبنى أنا ، ده اللى هو إزاى .
أبتسم مسرعا و هو يجيبها ببساطة :
- قالى على فكرة أجيبك بيها لغاية عندى .
هزت رأسها بتفهم و قالت :
- عملتوا حزب عليا يعنى .
فاتسعت ابتسامته لها وقال :
- شوفتى بقا الغيرة لما تدخل قلبنا بنحس بإيه .
جلست على كرسى قريب ممسكة ببطنها فقال بقلق :
- إنتى كويسة يا عمرى .
- آه الحمد لله بس شوية ألم خفيف .
وقف مسرعا و قال بنبرة آمرة :
- طب قومى نروح المستشفى .
اجابته بحزم :
- لاء مش للدرجة دى ، صحيح البت اللى بره دى هتعمل معاها إيه .
ضحك وقال :
- ده وقته يا سلمى .
- أه وقته قولى هتعمل إيه .
استند على مكتبه بظهره و هو يطالعها قائلا :
- زى ما سمعتى هتروح المحاسبة .
فابتسمت بخجل وقالت :
- بعد كده إبقى هات راجل أو ست كبيرة شوية سامع ولا لاء .
إقترب منها أكثر وقال :
- إلا سامع ده أنا سامع ونص وحشانى يا روح قلبى .
إبتسمت له فقال :
- أحلى إبتسامة فى الدنيا ،  سامحينى بقا حرام عليكى إتعذبت كفاية كده بقا .
فقالت بتعجب ممزوج بالسعاده :
-مش دايما بتقول عليا معذبتك عادى بقا .
- معذبتى آه بس بحبك وبموت فيكى .
رأى إحمرار وجهها يتزايد فقال :
- لسه بتتكسفى منى أصوت ، يالا على المستشفى .
ذهبا إلى المشفى إستقبلهم الجميع بترحاب شديد ، أدخلها "وليد" عيادة الدكتور النسائى لتجد "محمد" أمامها تسمرت للحظات بينما قال "وليد" مبتسما :
-حبيبى يا دكتور واحشنى .
وقف "محمد" مرحبا بهم وقال :
- وإنت أكتر يا وليد إزيك يا سلمى .
ومد يده إليها فقال "وليد" مسرعا :
- كل ده تعرفها وما تعرفش إنها ما بتسلمش .
نظرت له بحنق وأشاحت وجهها وقالت :
- أنا كويسة الحمد لله ، هو إنت دكتور نسا .
ضحك ضحكة عالية و هو يقول :
- شوفتى بقا أهه إنتى اللى بقالك زمان تعرفينى وماتعرفيش أنا دكتور إيه .
فقال له "وليد" بسعادة :
- عموما يا سيدى جايين ليك علشان تطمنا على إبنى .
صدم "محمد"  من كلامه وعبس وجهه فشعر "وليد" به فقال :
- مالك يا محمد إنت كويس .
فرد عليه متحكما فى انفعالاته  :
- أيوة كويس بس ضغط الشغل .
أجلس "وليد" "سلمى" أمامه وهى تزفر بضيق فقد تأكدت من شكوكها ناحيته فهو معجب بها أكيد فقالت :
- نمشى إحنا بقا ونيجى يوم تانى يكون بقا كويس .
فقال لها "وليد" بثقة :
- لا هو اللى هيكشف عليكى أنا ما مش هأمن لحد غيره يكشف عليكى .
تنهدت "سلمى" بقوة فاقدة صبرها على ثقته فى شخص لا يستحق الثقة .
فقال لها "محمد" :
- قومى يا سلمى عالسرير علشان أطمن عليكى .
فقالت بخوف :
- أنا عايزة إيمان تبقى معايا لو سمحت .
إبتسم لها "محمد" وقال :
- حاضر يا ستى تحت أمرك .
أتت إيمان ووقفت إلى جوارها وجهزتها وقالت :
- إتفضل يا دكتور المدام جاهزة .
قام "محمد" من على مكتبه وإتبعه "وليد" وأخذ يفحصها وهو حزين وقال :
- الحمد لله أمورك كلها بخير .
فقال له "وليد" بفرحة :
- ده إبنى مش كده .
تنهد محمد بأسي و هو يقول :
- أيوة يا سيدى شايف الدايرة اللى أنا عاملها هو ده البيبى .
فسأله وليد بتعجب :
- بس ما لوش شكل ليه .
أجابه "محمد" قائلا :
- أكيد لسه مش هيبان له شكل ده صغير جدا .
أمسك "وليد" بيد "سلمى" ونظرا لبعضهما بحب وسعادة فاغتاظ "محمد" منهما وقال :
- يالا يا سلمى قومى .
تركها وعاد لمكتبه وجلست أمامه هى و"وليد" فسأله "وليد" :
- طمنا يا محمد هى كويسة مش كده .
رد عليه وهو يكتب فى دفتره :
- أيوة بس محتاجة فيتامينات ومكملات غذائية وكالسيوم هكتب لها عليها ولازم تاكل كويس وترتاح أول كام شهر من الحركة الزيادة .
فقال لها "وليد" :
- سامعة قال إيه .
تطلع ناحيتها "محمد" و قال مبتسما :
- وأنا هبقى أتصل بيكى دايما علشان أطمن عليكى .
قالت وهى تطالعه بنظرة حادة :
- لا شكرا مش بكلم حد على تليفونى حتى لو الدكتور بتاعى .
فقال بإحراج :
- تعرفوا أنا ماجيتش بيتكم وباركت ليكم لسه .
فرد "وليد" :
- خلاص يا سيدى عزمك على العشا بكرة إنت ومريم .
اجابه بفتور :
- تمام هاخد رأيها وأرد عليك .
كل هذا و"سلمى" غاضبة مما يحدث فهى لا تريده أن يقترب منها أكتر .
فقالت بخبث :
- خلاص يا وليد إعزم هشام ودينا يبقوا معانا .
فهم "محمد" قصدها  و ابتسم إبتسامة صفراء .
هاتف "وليد"  "هشام" وعزمه ولكنه رفض الحضور فتأكدت "سلمى"  أن "هشام" يعلم شيئا عن ما تشعر به .
وقف "وليد" مودعا "محمد" :
- خلاص يا دكتور هستناك .
صافحه محمد قائلا :
- إن شاء الله تمام .
خرجوا من عنده فطلبت "سلمى" من" وليد" أن تذهب "لسامية" فأوصلها وعاد لعمله .
إستقبلتها "سامية" بالقبلات والأحضان قائلة :
- حبيبة قلبى وحشانى يا سلمى والبيبى عامل إيه .
أجابتها بود :
- الحمد لله إحنا كويسين أخبار حضرتك إيه .
اجابتها سامية بحنو :
- أنا كويسة جدا وفرحانة جدا من ساعة ما عرفت خبر حملك .
قالت لها "سلمى" بهدوء :
- ماما كنت عوزاكى فى موضوع كده  .
فردت "سامية" بقلق :
- قولى يا سلمى قلقتينى .
جلست سلمى قائلة بوهن :
- ممكن تكلمى هشام ييجى هنا ضرورى .
فقالت "سامية" باستغراب :
- هشام  ! ليه يا حبيبتى فى حاجة ، هو ودينا كويسين ؟!
أومات سلمى براسها قائلة :
- أه الحمد لله أنا عاوزاه هو ضرورى .

*      *       *       *      *

معذبتي Where stories live. Discover now