الفصل الثامن و العشرون

Start from the beginning
                                    

عاد "وليد"وجلس بجوارها قبل يدها وأخذ يبكى ويكلمها حتى تحول بكائه إلا نحيب ودفن رأسه فى صدرها ليشعر بدفأها الذى إفتقده  وإ ستنشق عبيرها  و ظل بحضنها حتى أحس بحركة يدها فى يده ، إنتفض من مكانه ليتأكد حتي شعر بحركة فى عينيها خرج مهرولا يبحث عن طبيب .
رجع لها ومعه الطبيب  تم فحصها وطمأنه أنها قد بدأت تفيق حاول الطبيب إفاقتها فاستجابت له وظلت تنادى على "وليد" .
- أنا جنبك يا عمرى سمعانى .           قالها "وليد" و هو يقبل كفها بفرحة .
أتى الجميع ليطمئنوا عليها وزادت فرحتهم بسماع صوتها .
فأردف "وليد" قائلا :
- فوقى يا سلمى يالا وحشتينى يا حبيبتى ، هى أخبارها إيه يا دكتور ؟
طمأنه الطبيب قائلا بعملية :
- الحمد لله بدأت تستجيب وهتبقى كويسة إن شاء الله هى ساعة بالكتير وتفوق .
قبله "وليد" بفرحة وشكره وخرج للجميع ليطمأنهم فقال له "هشام" :
- بقولك إيه هى لما هتفوق هتشوفك كده .
فقال له "وليد" متعجبا :
- كده اللى هو إزاى ؟!
اشار الى هيئته المذرية قائلا :
- يعنى بهدومك المبهدلة دى ودقنك اللى شبه أهل الكهف بصراحة شكلك يقرف .
هز وليد راسه بملل و هو يقول :
-تصدق أنا متخلف اللى واقف معاك .
تركه وإبتعد ولكن هذا لا يمنع أنه إقتنع بكلامه ، إتصل على منزله وطلب من "عظيمة "إرسال ملابس نظيفة له وماكينة الحلاقة وبرفانه .
ظل بجوارها منتظرها  لتفيق ، حاولت فتح عينيها ولكن شعرت بتثاقل و وهن ولكنها نجحت أخيرا فى فتحهما ، وجدت "وليد"بجوارها إبتسمت له فقال بتلهف :
- حمد الله على السلامة يا عمرى .
حاولت التحدث فقالت :
- جورى .
لم يعلم بما يرد عليها فهو لم يرى إبنته منذ تعبت "سلمى" رغم إلحاح "سامية" عليه لرؤيتها فقال محرجا :
- الحمد لله كويسة قومى إنتى بس وإطمنى عليها بنفسك .
فقالت بضعف :
- فاقت من البنج .
ضحك "وليد" قائلا :
-فاقت من يومين وبقت كويسة الحمد لله .
تعجبت "سلمى" فقالت :
- يومين !
ربت على كفها قائلا :
-أيوة يومين إنتى مش فاكرة حصلك إيه .
أخذت تفكر ثم قالت :
-أنا آخر حاجة فكراها إنى دخت .
وبلعت ريقها بصعوبة وأردفت قائلة :
- ولما وقعت إتخبطت فى راسى .
تحسست بيدها مكان الألم فقال لها "وليد" :
- خلاص بلاش كلام كتير، أنا هخرج و أدخل أهلك يطمنوا عليكى .
تمسكت بيده فابتسم لها وقبلها وخرج ، جلس على كرسى ولم يتمالك دموعه فاقترب منه "هشام" قائلا بحنق :
- هتعيط تانى ما هى بقت زى الفل أهه .
كفف وليد دمعاته و هو يقول :
- كنت عامل زى الطفل اللى تاه من أمه .
ربت هشام على كتفه و قال :
- ربنا يخليكوا لبعض ويطمنك عليها .
فرأى "وليد" الطبيب فتوجه إليه و سأله :
- هى سلمى عاملة إيه يا دكتور .
-الحمد لله حالتها مستقرة جدا وهتبقى كويسة ما تقلقش بس هى هتفضل هنا تحت الملاحظة أسبوع على الأقل .
فقال له "وليد"  :
-حاضر اللى تشوفه .
وأردف "وليد" بخجل قائلا :
- أنا آسف على عصبيتى والكلام اللى كنت بقوله وأنا مش حاسس سامحنى .
إبتسم الطبيب وقال :
- إحنا متعودين على كده  المهم المريض يبقى بخير .
فابتسم له "وليد" وقال بتقدير  :
- شكرا يا دكتور .

معذبتي Where stories live. Discover now