الفصل السادس و العشرون

Start from the beginning
                                    

فى باريس كان "وليد" يجهز "لسلمى" مفاجأة هو متأكد من أنها ستسعدها .
- سلمى عايزين نجهز الشنط بالليل .
تطلعت ناحيته قائلة بتعجب :
- ليه يا حبيبى مش لسه ٣ أيام .
جلس بجوارها قائلا :
- أنا محضرلك  مفاجأة .
إتسعت عيناها بفرحة و قالت :
- إيه ده بجد مفاجأة إيه .
عقد ذراعيه أمام صدره و رفع ذقنه بغرور قائلا بمداعبة :
- إترجينى شوية علشان أقولك .
ضمت شفتيها كالأطفال متصنعة الغضب وقالت :
- بقا كده طب مش عايزة أعرف .
ضحك "وليد" على حالتها وقال :
- خلاص هقولك متزعليش هنعمل عمره قبل ما نرجع مصر .
إتسعت عيونها من الفرحة وقالت :
- إنت قولت إيه عمره ! أنا سمعت صح مش كده .
أومأ برأسه مؤكدا و هو يقول :
-أيوة أنا قولتلك أى طلب ليكى أوامر .
إحتضنته قائلة بسعادة :
- أنا بحبك بحبك قوى .
ضمها اليه ايضا و هي تمتم بإمتنان :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبى .
ربت على ضهرها قائلا بحنو :
- ويخليكى ليا يا أحلى حاجة فى الدنيا .
انتفضت واقفة و هي تقول بحماس :
- أنا هحضر الشنط من دلوقتى .
أخذ يتطلع إليها وإلى فرحتها التى تجعلها أجمل فيخاف عليها أكثر .. احيانا ينتابه ذعر ان تختفى سعادته تلك ....

                                    *          *          *          *          *          *

حزمت الحقائب وركبوا الطائرة و وصلوا إلى الأراضى المقدسة لأداء مناسك العمرة و ذهبوا للمدينة المنورة أولا وعندما دخلت المسجد النبوى شعرت " سلمى" بخشوع كبير ترجمته عيونها بالدموع ثم توجهوا للروضة الشريفة وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم للسلام عليه وكانت فرحتها لا توصف وقد شعرت براحة وأمان لم تشعر بهما من قبل وبعد ذلك توجهوا لمكة المكرمة أم القرى وما أن وقعت عينها على بيت الله الكعبة الشريفة حتى أخذت تبكى وخرت ساجدة وأخذت تصلى وتصلى وكأنها نسيت العالم كله حتى "وليد".
وأخذت تبكى وكأن دموعها تغسلها وتطهرها من الذنوب والمعاصى ودوامة الحياة وشربت من ماء زمزم حتى إرتوت روحها .
- إنتى عارفة يا سلمى أنا جيت أكتر من مرة عمرة و حج بس معاكى إنتى يا حبيبتى حاجة تانية خالص إنتى إديتى لحياتى كلها طعم تانى .
نظرت له بحب وقالت بخجل :
- ممكن أطلب منك طلب كمان .
فابتسم لها وقال :
-حاضر يا ستى هنحج السنة دى لو ربنا  أراد .
قالت بتعجب :
- وعرفت منين إنى هقول كده .
نظر فى عيناها و قال بهيام :
- ما قولتلك أنا بحسك وعايشك .
- تعرف أنا مش عاوزة أمشى من هنا خالص .
ربت على كفها قائلا بحنو :
- وأنا كمام بس لازم ننزل دلوقتى علشان هنتأخر على الطيارة .
ركبوا الطائرة العائدة إلى مصر ، إستعد منزلهم لإستقبالهم وزين بالبالونات والزينة والزهور وإنتظرهم الجميع بشوق ولهفة لرؤيتهم .
- لو سمحت يا أسامة أقف على جنب شوية .
قالها "وليد" لأسامة السائق :
نزل "أسامة" من السيارة وتركهم بمفردهما .
فقال له "سلمى" بقلق :
- فى إيه يا وليد وقفت ليه لما بقينا قدام البيت .
نظر إليها مطولا وقال :
- بشبع منك ، بقالنا أكتر من إسبوعين مع بعض مش بشوف غيرك دلوقتى أول ما هندخل جوة هتنشغلى عنى وهتوحشينى قوى .
فضحكت قائلة :
- مكبرها قوى إنت .
لامس وجهها و هو يقول برقة :
- لا والله ده اللى أنا حاسه إوعى تبعدى عنى يا سلمى .
طالعته بحنو و هي تقول :
- عمرى ما هبعد عنك لأنى ما أقدرش .
فقبلها فى جبهتها وأشار "لأسامة" لينطلقا داخل المنزل .
وجدوا الجميع فى إنتظارهم أحمد وكريمة وإيهاب وآية وسامية ودينا وأحمد وجورى ، وبدأت السلامات والأحضان والقبلات .
فقال "وليد" :
- وحشتونا جدا جدا .
فرد "أحمد" :
- إنتم وحشتونا أكتريا إبنى .
بينما قالت "سامية":
- يا حبايبى ربنا يخليكوا لينا الدنيا ما كانش ليها طعم من غيركم .
وقالت "دينا" :
- أنا بقى كنت مرتاحة منكم الصراحة .
فقال لها "وليد" مازحا :
- ليكى حق يا دينا ما خلاص مالناش لازمة بعد ما هنبقى عرايس اليومين اللى جايين .
فقالت لهم  "كريمة"  :
-ربنا يهنيكوا يا ولادى يا رب .
فقال لهم  "إيهاب" بفضول :
- إحكوا على كل مكان زرتوه ، يعنى بقى برج إيفل والشانزلزيه والمولات بقا والهدايا والبرفانات وكده .
فقالت له "آية" بغضب :
- دايما بتحرجنا كده أعمل فيك إيه .
فردت "سلمى" وهى حاملة "أحمد" على ساق و "جورى"على الساق الأخرى :
- ما تخافش يا سيدى جبتلكم هدايا تجنن .
فوقفت "سلمى" وأردفت قائلة :
- يالا يا بنات معايا عوزاكم .
فقال لها "وليد" :
- على فين يا سلمى خليكى معانا .
فقال "إيهاب" مازحا :
-إتقل يا عم إنت مش كده هى هتروح فين يعنى روحوا معاها يا بنات .
صعدت "سلمى" معهم لغرفتها لإعداد الهدايا للجميع ونزلوا متوجهين لحديقة المنزل ولكن "سلمى" توجهت للمطبخ لتعطى عظيمة والفتيات هداياهم .
فقالت "عظيمة" بإمتنان :
- تاعبة نفسك ليه يا بنتى  .
اجابتها سلمى بإبتسامة هادئة :
- دى حاجة بسيطة يا رب ذوقى يعجبكم .
إتجهت "دينا"و "آية" بالهدايا للحديقة  فلاحظ "وليد "غياب "سلمى" فقال :
- هى فين سلمى .
فقالت له "دينا" بمزاح :
- فى إيه يا وليد هى دبحتلك القطة ولا إيه .
فرد "وليد" مسرعا :
-لاء يا لمضة هشام عاوز ييجى ولازم أسأل سلمى الأول .
إبتسمت "دينا" وقالت :
-بجد هروح جرى أندهالك ثانية واحدة  .
ضحك الجميع عليها، وأتى "هشام"و إكتملت الجلسة العائلية وتناولوا العشاء وسهروا معهم حتى إنتهت سهرتهم وتركوهم وإنصرفوا ليبدأ أول يوم لأسرتهم بمنزلهم .
دخلت "سلمى" غرفتها لتجد " وليد" فى إنتظارها و هو يطالعها بضيق قائلا :
-أخيرا إفتكرتينى يا سلمى .
اغلقت الباب و هى تقول بهدوء :
- طنت بطمن على الولاد ناموا ولا لسه .
فتح ذراعه لها قائلا :
- وناموا خلاص .
أومات براسها و اجابته قائلة :
- أيوة تعبوا من كتر اللعب وناموا على طول .
فنظر لها نظرة مطولة ثم قال :
-تعالى إقعدى جنبى وحشتينى .
جلست بجواره تتأمل ملامحه الجذابة قائلة :
- قد كده بتحبنى يا وليد .
ازاح غرتها عن وجهها و هو يقول بحب :
-لسه بتسألى يا سلمى .
داعبت انفه بانفها قائلة :
- حبيب قلبى .
فقال غامزا :
- صحيح كنت عاوزك فى موضوع سر .
رفعت عيناها قائلة بملل :
- إنت مواضيعك دى مش بتخلص .
إقترب منها وقال :
- النهاردة أول يوم لينا فى البيت وليلة مباركة وكده .
وقفت قائلة بحدة :
- بس أنا بجد تعبانة جدا .
إحتضنها من خلفها و هو يقول بهدوء :
- وأنا هريحك يا قمر .

                              *          *          *          *          *          *

معذبتي Where stories live. Discover now