الفصل الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

- لماذا أنتى ؟
لماذا أنتى وحدك ؟
من دون جميع النساء .
تغيرين هندسة حياتى .
وإيقاع أيامى .
وتتسللين حافية .
إلى عالم شئونى الصغيرة .
وتقفلين وراءك الباب .
ولا أعترض .
لماذا ؟
أحبكِ أنت بالذات ؟
وأنتقيكِ أنت بالذات  ؟
وأشتهيكِ أنت بالذات ؟
أسمح لكِ .
بأن تجلسى فوق أهدابى .
تغنين وتلعبين .
ولا أعترض .
لماذا ؟
أعطيك من دون جميع النساء .
مفاتيح مدنى .
التى لم تفتح أبوابها .
لأى طاغية .
ولم ترفع راياتها البيضاء .
لأى إمرأة .
وأطلب من جنودى أن يستقبلوك .
بالأناشيد وأكاليل الغار .
وأبايعك .
أمام جميع المواطنين .
وعلى أنغام الموسيقى .
ورنين الأجراس .
أميرة مدى الحياة .
لقلبي

ظلت تسمعه وهى فى عالم أخر و قلبها قد أعلن إستسلامه ورفع راياته البيضاء أيضا .
أنهى مقطوعته الشعرية ونظر إليها فتمالكت و ضحكت ضحكة ساخرة وقالت :
- نزار قبانى كمان على فكرة كل اللى بتعمله ده مش هيفيدك فسبنى فى حالى وإمشى .
فقال لها  غامزا :
- أروح فين .
اجابته ببديهية :
- وأنا مالى تروح فين .
فوقف وإتجه إليها و هو يقول بهدوء :
-على فكرة المدير بتاعك جاى على هنا .
وألقى لها بخطاب وأردف قائلا بتحذير :
-لو شاف الجواب ده هيشك فينا بقا  والكل هيتكلم عليكى فخبيه بسرعة قبل ما يدخل .
وعاد جالسا على الكرسى وما أن أفاقت من دهشتها على دخول "سامى" فأخفت الخطاب بحقيبتها ...
-وليد باشا أخبار حضرتك إيه .     قالها" سامى" مرحبا .
فقال له " وليد" و هو يصافحه :
-الحمد لله يا أستاذ سامى واحشنى والله .
وهى فاغرة فمها و فى حالة دهشة مما يحدث أمامها ... اخرجها "سامى" من شرودها قائلا :
- آه نسيت أعرفك مدام سلمى ، يا سلمى ده أستاذ وليد اللى  كلمتك عنه من شوية .
فقام "وليد"وإقترب منها ليسلم عليها ولكنها نظرت ليده وقالت بتحدى :
-مابسلمش على حد .
فقال له "سامى " مسرعا :
-معلش يا وليد باشا هى مش بتسلم على رجالة .
فقال لها وليد بفخر :
- بالعكس ده أنا معجب بيكى جدا.
فأطرقت رأسها خجلا ..... فأسرع "سامى" قائلا :
-معلش يا سلمى ممكن تعملى للأستاذ وليد من القهوة اللى بتعمليها ليا .
فقالت له بملل :
- بس أنا ورايا شغل كتير جدا يافندم .
ضحك "وليد" ضحكة خافتة و قال فى نفسه :
- عنيدة قوى بس بحبها هعمل إيه !
فقال لها "سامى "راجيا :
- معلش يا سلمى علشان خاطرى .
قامت متثاقلة وأنهت القهوة ووضعتها على المكتب أمامه فوقف أمامها فجأة وهذه المرة الأولى التى تكون قريبة منه لهذا الحد وسبحت فى بحر عينيه الزرقاء الساحرة ... اما هو فقرر ان يفاجأها بقربه منها كى ترتبك و تتخلي عن قناع الحدة التى ترتديه ..
لاحظت تماديها فغضت بصرها وهربت من أمامه مسرعة لمكتبها وقد إحمرت وجنتاها بشدة فضحك "وليد" على حالتها وقال وهو يرتشف من القهوة :
-يمى دى أحلى قهوة ممكن أكون شربتها فى حياتى .
فقال له "سامى" مؤكدا :
- طبعا قهوة سلمى لا يعلى عليها .
فقال له "وليد" بخبث:
- بس برفان حضرتك يا أستاذ سامى يجنن أنا شميته بقلبى والله .
فهمت "سلمى" مايرمى إليه وقالت فى نفسها :
- سامحنى يا رب دى أخر مرة هحط برفان تانى تبت خلاص .
ولكن "سامى" لم يفهم فرد قائلا :
- شكرا يا وليد باشا من بعض ما عندكم .
التفت "وليد" ناحيته و قال بنبرة ملتاعة :
-إنت عارف يا أستاذ سامى أنا إرتحتلك وحبيتك بشكل من أول ما شوفتك دخلت قلبى على طول .
عضت على شفتيها و هى تتصنع انشغالها بينما  اجابه "سامى" بود :
-وأنا والله يا إبنى حبيتك جدا .
فقال له وليد مسرعا :
- ما أنا عارف إنك بتحبنى بس مش بيبان عليك .
فقالت فى نفسها:
- يالهوى أقوم أديه بالطفاية دى فى دماغه يا رب أستاذ "سامى "ما يلاحظ حاجة .
فقال له "سامى" مندهشا من طريقته الغامضة :
- عموما يا فندم مع الوقت هتعرفنى أكتر ، المهم نتكلم فى الشغل .
وما أن أنهوا كلامهم فى الشغل حتى إلتف "وليد" " لسلمى" قائلا :
-تسلم إيدك على القهوة ده أنا ممكن أنط ليكى كل شوية علشان أشرب فنجان القهوة ده تانى .
طالعته شرذا و لم ترد فضحك "وليد" عليها و هو يهز راسه بينما قال " لسامى" :
-أشوف حضرتك قريب إن شاء الله بس خليك فاكر اللى قولته ليك ده أنا قرأته وعجبنى ، بس اللى إديتهولك ده أنا كاتبه بإيدى من قلبى والله .
فهمت" سلمى" قصده فغضبت أكثر و زفرت بضيق
.. بينما "سامى"قد أقطب حاجبيه متعجبا وقال :
- قصد حضرتك على الأوراق اللى إديتهالى .
اجابه وليد بجدية :
- أيوة أومال حضرتك فاكر إيه .
فحاول" سامى" ألايبدو غبيا أمام رجل أعمال كبير سيستفيد منه و قال بهدوء :
-اللى تشوفه حضرتك شرفت ونورت يا فندم .
- ده نورك يا فندم .
وألقى السلام عليهما وذهب ... ظلت هى شاردة فى عطره الذى ملأ الأجواء وكلامه الذى يصل لقلبها بمنتهى السهولة والشعر الذى قرأه لها يحدثها بما يشعر به ولكن قطع تفكيرها تذكرها للخطاب الذى أعطاه لها .
جلس "سامى " على مكتبه و اخذ يحدثها حتى طالعها متعجبا من حالتها و هو يقول مستفهما :
-سلمى روحتى فين .
اعتدلت بجلستها و قالت بانتباه :
-هاه ... معاك يا فندم .
-معايا إيه بقالى ساعة بكلمك .
لامت نفسها و اجابته :
- فى حاجة يا فندم .
-بقولك إيه رأيك فى أستاذ وليد .
فردت بقلق :
- رأى فى إيه مش فاهمة !!؟
اجابها ببديهية :
-أصل الراجل ده معرفته كنز وعلاقاته تحللك كل المشاكل ده غير إنه غنى جدا.
زمت شفتيها و قالت ببرود :
-مش عارفة يا فندم عادى يعنى زيه زى أى حد .
قطب حاجبيهوو اجابها بتعجب :
-حرام عليكى ده زيه زى أى حد ! عموما لسه قدامك كتير .
أجابته بعملية :
- لا قربت أخلص وأبدأ أصورهم و أحتفظ بالصور كالعادة .
- تمام يالا بسرعة علشان نروح فى ميعادنا .

                              *          *         *         *        

غادرت عملها و هى سابحة بأفكارها يما فعله و يفعله و سيفعله من أجلها ... لتجده كالعادة منتظرها فقالت فى نفسها بتعجب :
- وبيقولوا عليه رجل أعمال ناجح ماهو مافيش وراه حاجة غيرى أهه .
تسللت راحة غريبة لقلبها و هى تطالع نظراته الهائمة و إهتمامه بها و تمسكه الغريب بإمرأة بسيطة مثلها فقالت بداخلها بسعادة :
_ بس بصراحة مبسوطة قوى بس كده أنا بتعلق بيه أكتر وأنا عايزة أبعد عنه ، ساعدنى يا رب .
سارت بثقة و لم تتطلع ناحيته وعندما إقتربت منه قال ولأول مرة :
- لماذا أنت ؟!!! معذبتى .
إستوقفتها تلك الكلمة و كأنه غرس خنجرا بقلبها ... يراها معذبته ... اجابتها روحها نعم انتى كذلك .. فأسرعت فى مشيها وصعدت الحافلة وهى ترتجف من صوته الذى لا يفارقها وكلامه العذب الذى لعب على أوتار قلبها و كلمته الأخيرة ...
#معذبتي .....

معذبتي Where stories live. Discover now