الفصل الثامن

ابدأ من البداية
                                    

                               *          *          *          *          *          *

عادت" سلمى" من عملها لتجد والدتها تخبرها عن دعوتهم لحفل زفاف إبن صديق والدها حاولت ان تتملص من الذهاب ولكن بائت كل محتولاتها بالفشل .
أفاق "وليد "من نومه الساعة السابعة مساء على رنين هاتفه ليجد أن المتصل "محمد"
فرد عليه  :
-واحشنى يا دكتور .
-إنت واحشنى أكتر لما هشام قالى إنك رجعت ما صدقتش .
ضحك "وليد "وقال بتثاؤب  :
-هشوفك إمتى عاوز أتكلم معاك .
-أنا بكلمك علشان أقولك على خروجة يا رب توافق عليها .
رفع "وليد"حاجبه منتظر ما سيقوله .

                              *          *          *          *          *          *          *

زفرت "سلمى" بضيق قائلة :
- روحوا إنتوا يا ماما أنا لازم أروح يعنى .
أجابتها كريمة بإصرار :
-أيوة لازم تروحى عاجبك حبستك فى البيت  وكمان خالتك جاية ،إخرجى وشوفى الدنيا حرام عليكى نفسك .
- يا ماما بس.............. .
هنا قاطعتها "كريمة" قائلة بحزم :
- هتروحى معانا وخلصنا خلاص .
فقالت "سلمى" بضيق :
-حاضر يا ماما هروح .
جهزت" سلمى"نفسها وهى مجبرة .... إرتدت فستان زهرى واسع وحجاب أبيض واضعة القليل من مساحيق التجميل التى أظهرت جمال عينيها  ، وحينما خرجت من غرفتها سمعت صفيرا من خلفها فاستدارت لترى "إيهاب"وفى عينيه نظرة إعجاب .
-إيه الجمال ده كله كنتى مخبياه فين .
ضحكت على طريقته وقالت بخجل :
- إنت مش مزودها شوية .
حمل كفها و أدارها تحت ذراعه وفستانها يدور حولها و قال بإعجاب :
-لا مش مزودها إنتى بصيتى فى المراية قبل ما تخرجى .
عدلت من فستانها و قالت بإمتنان :
- عموما يا سيدى شكرا على المجاملة .
وأردفت قائلة :
-أخبار خطيبتك إن شاء الله  إيه .
- مستنى ردهم عليا علشان نزورهم .
تأبطت ذراعه و هى تقول بسعادة :
- إن شاء الله يا حبيبى ربنا يتمملك على خير .
فخرجت والدتها من غرفة "أحمد" الصغير بعد أن ألبسته وخرج والدها من غرفته مستعدا للذهاب .
-هاه جاهزيين يا جماعة .
- أيوة يا بابا جاهزين هنزل أجيب العربية قدام البيت .       قالها "إيهاب "منصرفا .
ونزل أحضر السيارة وركبوا معه ،وصلوا للقاعة وكانت بغاية الجمال و  فخمة جدا ،جلسوا يتابعون الزفاف وفرحة العريس والعروس هنئوا والد العريس  وجلسوا وجائت" فاطمة" أخت "كريمة" وجلست معهم وبعد مرور الوقت ملت "سلمى" فطلبت من والدتها الإنصراف لكى ينام "أحمد" فطلبت منها أمها أن تهاتف "إيهاب" ليحضر السيارة حاولت مهاتفته ولكن لم تسمع شيئا من الموسيقى الصاخبة  فخرجت من القاعة علها تسمع أخيها ،وهى خارجة مسرعة إصطدمت بشخص فرفعت رأسها لتعتذر كالعادة لتراه أمامها !!!!!! .
إختفت أنفاسها وأسرعت خفقات قلبها ... تصنعت الجدية بعدما خافت أن يظهر عليها ما تشعر به فكالعادة قطبت حاجبيها وقالت بإندفاع :
- ايه ده إنت تانى !إنت بتراقبنى ولا إيه يا أستاذ .
أما هو فاكتفى بالإبتسام من هذه الصدفة التى جائت بعد أدائه الإستخارة قبل نزوله فتأكد أنها إشارة من الله وأنها نصيبه لا محال .
أخذ يتأملها بفستانها الزهرى ومكياجها الرقيق فهى تبدو كفراشة جميلة ، وما أن فتح فمه كى يتحدث حتى إنسحبت من أمامه بسرعة متوجهه إلى أريكة فى بهو المكان ،جلست لتهدأ قليلا حتى لا يظهر عليها إشتياقها .
هاتفت أخوها مرة أخرى ، أنهت مكالمتها ورفعت عيناها من الهاتف لتجد ملاك صغير يقف أمامها وينظر إليها ويضحك لها ،إقتربت" سلمى "منها تتأمل جمالها ، وقالت   :
- إنتى إسمك إيه يا قمر إنتى .
- أنا إسمى جورى .
انحنت قليلا و قبلت وجنتها قائلة بإعجاب :
- إسم على مسمى ، وواقفة لوحدك ليه فين ماما و بابا.
- بابى جاى أهه وأنا بستناه .
فقبلت "سلمى" يدها الصغيرة وهى تنظر لها بحب و اعجاب من جمالها ...
فانتبهت الطفلة لمجئ والدها فقالت :
-بابى جه .
فالتفتت "سلمى" لتجده هو ثانية نظرت بتعجب له وللطفلة ، وهنا أسرع وليد قائلا :
- دى جورى بنتى .
إبتسمت "سلمى" للفتاه وودعتها ورمقته بنظراتها النارية ،وتوجهت إلى القاعة وهى غير مصدقة لما يحدث معها...  مصدومة، مصعوقة و أصبحت فى حالة يرثى لها ، رأت "حسن" إبن خالتها فألقت عليه السلام ودخلت للقاعة لتخبر والدتها أن "إيهاب" ينتظرهم .
-يالا يا ماما إيهاب جهز العرببة بره .
فقالت لها "كريمة" بحنق :
- حاضر يا حبيبتى هسلم على خالتك ونمشى .
أردفت قائلة لأختها :
-مع السلامة يا فاطمة هبقى أكلمك .
قالت لها "سلمى" متصنعة الإبتسام :
-مع السلامة يا خالتو عقبال ما تفرحى بحسن ومالك .
أمسكت "سلمى "يد "أحمد " وسارت بجوار والدتها وخرجت من القاعة ..وعيناها تبحث عنه لم تجده كعادته يظهر فجأة ويختفى فجأة ،ركبوا السيارة وعادوا لمنزلهم .

دلفت لغرفتها وتركت "أحمد" لوالدتها ،بدلت ملابسها وتوضأت وصلت القيام حتى يطمئن قلبها ويهدأ.

                                    *          *          *          *          *

معذبتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن