٢٧- تفاقم سُوء فهم

176 21 3
                                    

..
بيكهيون:

ترجلتُ من السيارة بينما أُخفي مؤخرة رأسي و اتمشى بعجل، تعلمون ما السبب مُجدداً صحيح!!

رفعتُ ياقتي الطويلة حتى تُساعدني أكثر، حتى أنني إرتديتُ معطفاً دون أي برد.

السماء غائمة اليوم و الجو يوحي بهطول أمطار في أي لحظة، مع ذلك يبدو يوماً مُنعشاً رفقة نسيم لطيف.

لمحتُ تشانيول يمر أمامي دون ان يرُد على كفي التي مُدت سلفاً إليه.. ما هذا الشرود من الصباح؟

تنهدتُ بتعب قبل أن أنتهج طريقي نحو الصف لأتأكد من ترتيب الكواكب كالعادة بما أن لدينا درساً عنهم اليوم.

في طريقي إصدمتُ بحاجرٍ صغير ناعم بعض الشيء. أخفضتُ مستوى بصري لأُعاين السبب الذي لم يكن سوى تلك الصغيرة هانا.

عدلت من نظارتها و إنحنت بإعتذار قبل أن تهرُب بسرعة، هل أبدو لها وحشاً ذا قرنين يلتهُم البشر؟


و بما أنني لن أسمح بهذا الوضع المُريب فالإستمرار، ناديتُها بلُطف مع الإحتفاظ بالرسمية.
" طالبة هانا "

إستدارت إلي بتعجب و سُرعانما أشاحت عينيها عندما تصادمت مع عيناي، إبتسمتُ بلُطف قبل أن أُردف.
" ساعديني بترتيب الكواكب "

أومأت بتكلُف و تبعتني، دلفنا للصف و لازالت بذلك التحفُظ و الصمت.. أذكرُ أنها كانت من الطالبات اللواتي يشاركنني أصغر إنجازتهِن لليوم!

حاولتُ إجتزاز حاجر الصمت المُريب بيننا لكنها كانت تُنهي الأَمر دائما ببضع كلِمات.

تنهدتُ قبل أن أُعيد خُصلاتي للخلف و أستند على أحد الأدراج، إذاً لا مفر من التحدُث بهذا الشأن!.

" إسمعي هانا،
أنا لم أرفُضكِ لأهينكِ أو ما شابه و لرُبما لهجتي كانت قاسيتاً حينها أعتذرُ على ذلك، و لكنكُن جميعاً طلبتي و مثل أطفالي.. أنا أعتبرُ ذاتي والداً لكُن جميعاً ولا أرى أي واحدة منكُن سوى إبنتي"

تقدمتُ و ربتُ على كتِفها بينما أضيفُ بصوت هامس رقيق اللهجة.
" ما تكُنينه لي مُجرد حُب مُراهقة لرجُل وسيم وقعت عيناكِ عليه صدقيني، ستكبُرين و ستنضجين فلازلتِ يافعة للغاية و ستتجاوزِين هذه المشاعر و في مرحلةٍ من حياتك ستُقابلين رجُلكِ الخاص الذي ستُمضين معه ما تبقى من حياتِك "

أدرتُها إلي بينما أطالُعها كأبٍ ناصح و بنبرة إهتمام أضفت.
" إتفقنا هانا؟ "

أومأت رُغم الدموع التي تسللت حول عينيها، رغم إحمرار وجهها و كتمها لتنفُسها المهزُوز.. بالمُقابل منحتها إبتسامة مُطمئنة و أضفت.
" و لكن مهما طال الزمان سأظلُ أُستاذك الفخور و والدكِ الثاني، سأظلُ من تلجأين إليه في عُسر جهلك بالحياة و يُرشدُكِ "

أستاذ صارمWhere stories live. Discover now