٨-مدرسة للصُراخ

211 26 0
                                    

" ريسمون كاثرين فكري جيداً، أنا أملكُ السُلطة التي تخولني لإقتلاع هذا الحديث من جذُوره قبل أن يصل لعائلتِك و لكن ماذا بشأنِك أو لأكُون أدق برأيك هل من اللطيف أن يعلم والديك بهكذا أشياء بذيئة عن إبنتهم؟ ياللعار! "

إستمر حديثه بالتردد إلى عقلي هاتكاً إياه بلا رحمة بينما أتقلبُ في فراشي بعد أن جافى الوسن مُقلتيّ، جدياً هو رجل بالغ بالفعل إذاً لما يتصرف بهذه الطفولية؟.. لما لا يعفو عنا كما يفعل الأستاذ بيون دوماً؟.

دفعتُ الغطاء عني ثم نهضت لأُبعثر رتيبة شعري بغيظ.
" كريه "

جحظت عيني بذعر حالما تذكرتُ أننا نملك درساً معه بالغد، لذا تقهقرتُ سريعاً و أخرجت دفتر الكيمياء بينما أتفقده بروية و لحُسن حظي العاثر على الدوام للمرة الأولى وجدته مُكتمل، يتوجبُ علي الإشادةُ بالأمر لعهد و دهور على الأقل.

...

بيكهيون:

صُراخ هو ما أزعج طبلة أَُذني، و بالرغم أنه ينتمي الا إحدى الأساتذة الا أنهُ بدى أشبه بصُراخ أنثى مُهددة بشرِفها.

دلفت أنا و تشانيول بعد أن كُنا نتبادلُ أطراف الحديث بأريحية، فقد أحلنا التُهم عنا و بفضلِ معارفه لذا بدونا نُوعاً ما مُرتاحين للغاية حتى أننا غدونا أقرب.

بالواقع وجدتُ أن تشانيول حقاً شخص مُثير للإهتمام، مُريح و غيرُ مُتكلف و هذا بالضبط ما جعلني أقدمهُ مرتبةً أُخرى أقرب لكونه صديق.

دلفنا بعجلة و بتعجُب فمالذي قد يجعلُ مكتب من الرجال يعجُ بهذا الصُراخ المُخجل؟

و بغتةً شعرتُ بذلك الشيء اللزج الذي قفز على وجهي حال ولُوجِي، شعرتُ كما لو أن قدمي لم تعُد قادرتين بحملي.. ما هذِه الرائحة الكريهة بحق الله؟

و دُون أن أُدرك شاركتُ بقية الأستاذة صُراخاً كفل يعمِ جُل المدرسة جاذباً إنتباه طلبة السنة الأخيرة بلا شك!.

أبعدتُ ذلك الشيء اللزج عن وجهي بتقزُز و رهبة، و جفلتُ حالما أبعدتُه و إصتبغت يدي بلونٍ داكن مُقرِف، منظر كفل بجعلي أودُ إخراج كُل ما تناولتُه اليوم.

ما اللعنة؟

َعلا صُراخنا لم يخب ظنِي فقد ترك طُلاب السنة الأخيرة صفوفهم و ركضوا مُنساقين خلف فضُولهم المُزعج ليأتوا مُراقبين ما يحدُث في مكتب الأساتذة و الذي تحول فجأة لمكان مليء بالفوضَى،
و ياللخُزي فقد كان يترأسُهم المُدير ببطنه الكبير كإمرأة في شهرها الأخير و بدى كمن يُعاني بركضه.

أستاذ صارمWhere stories live. Discover now