٢٠-مجنونة الأُستاذ بارك، حبيبتان؟

178 22 3
                                    

هايين :

مشيتُ بسُرعة بينما أدوسُ الحشائش بغضب شديد، و من فنية لأُخرى أخرج تعليقاً ساخراً لإحدى الجمادات المُزعجة التي تعترضُ طريقي.

" ما بالُك أيتها الشجرة اللعينة؟، لما تقفين في طريقي هاه؟
حبيبي يفلت من بين يدي و ها أنتِ ذا تصُدين طريقي.. هل تريدين الموت؟
هذا مُؤسف لأن الطيور أعلى أغصانك تبدو مسرورة "

بغضب صرختُ بينما أركلها بعُنف، و إنتهى الأمر بي أصرخُ بألم و أحني معالمي ببُكاء بعد أن صُدتْ ركلتي بعقساوة.

نبست ببحة بُكاء.
" كيف طاوع قلبك الخضري إيذاء رقيقة مثلِي؟،
ألست عاراً على الطبيعة يا ذات الأغصان التالفة؟
هل من الجيد رؤيتي أتالم جسدياً بعد تألمِي النفسي؟! "

تقدمت لأقف أمامها و فردت ذراعي بلا هوادة، قبل أن أبدأ بالتحدث بإنزعاج.

" لقد إنتطرته لست سنوات، ست سنوات أهدرتُها من عُمري الغالي في تتبع رجل لم يكن يرغب في النظر إلي إمرأة أصلاً.. و من ثم ثابر و إجتهد بينما أصبر عليه و أمتدحه بكونه رجُل مثابر و يفكر بالعلم قبل أن يفكر بالحُب و المشاعر، يولي الجانب المهم تركيزاً أكبر و لكن.. "

تقدمت للأمام أكثر و نغزتُ جزع الشجرة بحنق بينما أتذمر بصوت أعلى.

" و لكن أثناء صبري حصل على إوزة صغيرة،
بينما أنا الفرخةُ الكبيرة و العظيمة كنت أتحرق شوقاً و صبراً إليه!! "

" معذرة "
قاطعني صوتٌ غريب في وسط مهمتي العظيمة الا و هي الشكوى على هيأة تذمُر و التي لا أجيد سواها حقاً.

" ماذا تريدُ أيها التمساح الصغير؟ "
إستدرت بينما أكلمه بضجر، فقد كان مراهق وجهه مغطى بالأتربة و يطغو عليه التعجب بعد جملتي.. ماذا؟

و بما أن الليل كان يخيمُ المكان، لم أستطع رؤيتهُ بوضوح.

رمقته بإنتظار و إستفهام فقهقه بحرج قبل أن يلوح بكلتا يديه بتوتر قائلاً.
" كلا كلا لا شيء، على كل حال هل تبحثين عن شيء ما يا آنسة "

نفيتُ ببطء و أردفتُ بملل
" أبحثُ عن مخيم مدرسة كيلانغ "

عقد حاجبيه بحيرة قبل أن يردف بإندفاع.
" تبحثين عن مُخيم مدرستنا؟ "

كنتُ أقلبُ عيني في الأرجاء بضجر و ألقي بالأغصان بغضب و لكن عند جملته تسمرت بذهول قبل أركض إليه لأصل أمامه صارختاً بدهشة.
" هل هي مدرستك؟، هيا اسرع و دُلني للمُخيم،
الآن!! "

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن