٢٥-لقد عرف سري

181 19 4
                                    

..

في بعض الأحيان نتمنى أن نصبح بالغين لنستطيع إتخاذ قراراتنا بأنفسنا و إمضاء حياتنا بالطريقة التي نُريدُها.. لكن حالما نصبح كذلك ندركُ كم أن حياة البالغين صعبة و مليئة بالعقبات و الحقائق المُريعة.. ليست كما تصورناها دائماً.

..

كاثرين:

خيم ذلك الجو الغريب الساحة لهُنيهنات قبل أن يتخللها صُراخ أمي، خفق قلبي بعنف و شعرتُ بإنقباض أنفاسي.. فصُراخ أمي لا ينجمُ الا عن كارثة حقيقة.

هرعتُ مُلقيتاً العُلبة بعيداً و تمكنت من سماع ضجة خطواتِهما خلفي و لكن قبل أن أصعد فُتح الباب بالفِعل.

وقفتُ مُتسمرةً يهلع من هول ما رأيت.. شعرتُ بقدمي المُتصلبتين من الموقف قبلاً تتصير إلى هُلام.

تجمهرُ الجيران و ضجتِهم و شهقاتهم، وسوساتُهم الشامتة في غير أوانها تناقلتها نسمات الرياح الباردة التي جعلت بدني يقشعرُ..


حتى بعد إجتماعنا مُجدداً يا أبي لازلت لا تجلبُ لنا سِوى السُوء.

لقد كنتُ أشعرُ بتحديق أحد ما نحوي، و من هذه الجهة لابد أنه الأستاذ بارك حالما إستدرت واجهت عينيه بحاجبين مقطُوبين و عيون مُخزنة بأمطار غزيرة فضلتُ كبحها على إحراج ذاتي بإطلاقها.. كان ينظر إلي بعمق لم أستطيع فهم مغزاه.

لقد عرف سري!

و إستناداً لحفظه لسري في المرة السابقة، لابد و أنه سيحتفظ بهذا السر أيضاً.

" كاثرين "
إخترق نداء أمي الحشد، إلتفتُ بتوتر بينما أقبض سُفلى ثوبي الذي يتذبذب مع الرياح.

هذه البرودة البغيضة مع إقتراب شتاء ديسمبر.

شعرتُ بفرو ما يوضع حول كتفي لم يكن سوى معطف تشانيول الذي أشار لي بالدخول، عفواً ما شأنك؟

ثوانٍ حتى شعرتُ بقطرات غزيرة تُغطي الطُرق و المارة، مطرٌ غزير هطل دون سابق إنذار!.

..

تشانيـول:

كنتُ ازيلُ معطفي المُبتل بفتُور بينما تدعُوني والدتها بتودُد لطيف، لما لا تكُونينَ كأُمك فحسب ؟

هززتُ رأسي بخيبة لأنها لم و لن تكُون مثلها إطلاقاً.

" كاثرين حضري لأُستاذِك بعض الكاكاو الدافِئ"

أستاذ صارمWhere stories live. Discover now