٩-رحلة مُقبِلة

234 25 4
                                    


كتف ذِراعيه بحيرة قبل أن يُعلق.
" و لكن أليس الأمرُ مُحيراً بعض الشيء حضرة المُدير؟ رحلة و نحنُ لازالنا في بوادِر هذا العام؟ "

هزَ المُدير رأسه برفض قبل أن يُدلي بعد أن شابك يديه مُبعداً الأوراق المُتراكمة أمامهُ بعيداً.
" كلا أُستاذ بارك، ثانويتُنا بالفعل مُعتادة على أن تُقيم ثلاث رحلات في العام الدراسي، أوُلاها في بداية العام و الثانية في مُنتصفه و الثالثة بنهايتِه "

همهم تشانيول بصمت و للحق لم يستطع إخفاء تعجُبه من الأمر.

إبتسم المديرُ بتكلُف قبل أن يُردف.
" نفسياتُ الطلبة خلال العام أيضاً من أولوياتنا أُستاذ بارك، و أنتَ بالفعل يتحتمُ عليك الإحاطةُ بهذه المعلومة "

لوهلة تشانيول كادَ يفلتُ ضحكةً ساخِرة، هل هذا الجيل حقاً يستحق أمُوراً كهذه لم يحظى بها حتى جيلُهم؟،
و لكنهُ تراجع مُجدداً بدافع العقلانِية.

بالنهاية هُو لم يقلق حول الأمر بل إبتسمع بوسع، رحلة تعني إجازةً بالنسبة إليه فالرِحلاتُ عادتاً تتضمنُ المُشرفين بدلاً عن الأساتذة.

الا أن إبتسامته تهاوت حالما أردف المُدير جُملته التالية.
" و أيضاً تُعدُ كترفيه للأساتِذة، و ليحظوا بفُرصة للتقرُب من طلبتهم بشكل يُزيح حاجز عدم الراحة و فارِق السن "

ترفيه؟ اللعنة لا يُوجد ترفيه أكثر من التخلُص من وجوهم المُتكلفة و تعابيرهم المُثيرة للإشمئزاز لأيام.

" أنا.. "
فرج تشانيول ثغره بإعتراض، قبل أن تتم مُقاطعته من قِبل المُدير المُتحدث ببرود أثار حنقه.
" لا مجال للإعتراض تشانيول، فأنتَ بالذات الأكثرُ بُعداً عن طلبتِك و هذا ليس جيداً "

مُجرد إزالة المُدير للرسمية أشعر تشانيول بالإنزعاج، إضافتاً إلى تلك النبرة التي تبدُو آمرة فهي حانقة، ما مشكلةُ هذا الخرِف؟

نهض تشانيول مُغادراً دون وداع لائق كالمُعتاد، بوجهٍ مقطُوب و مُكفهر حتماً لن يُسر أحد برؤيته.. بالواقع بتلك التقاسيم المُنزعجة الوسيمة فلرُبما يرغبُ الجميع برؤيتها.

" خطأي أنني فضلتُ التدريس عوضاً عن التمتُع بمُختبر رائع أقضي فيه يومي بين الدوارِق و القطّارات! "
تمتم بإنزعاج بينما يركلُ الأرضية.

...

" هيا الأمرُ ليس بذلك السُوء "
تمتمت كاثرين بهمس خافت، و في كُل ثانية كانت تُلقي نظرات قلقة للمُحيط حولها.

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن