الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

أمام المراَة كانت تلتف بفستانها يمينا ويسارًا، حتى للخلف كي ترى جمال قصته على قدها الرشيق ومنحنياتها البارزة، سألت بلهفة والدتها الجالسة خلفها على التخت وهي تتفحص باقي المشتريات:
- شايفة ياما الفستان على جسمي حلو ازاي؟ دا مخليني زي البرنسيسة.
رمقتها إحسان بملامح ممتعضة قبل أن تجيبها بتردد:
- هو حلو وكل حاجة يعني، بس مش غالي حبيتين ياغادة؟ دا تمنه يساوي مرتب موظف في الحكومة يابنتي.
استدارت اليها بابتسامة تعلو وجهها، قائلة بحماس:
- وماله ياما لما يبقى غالي؟ الغالي تمنه فيه، ولا انتِ ناسية كلمتك الشهيرة، الغالي بيجيب الغالي.
- أيوة يابت، بس مش بالشكل ده، دا انتٍ بعزقتي تقريبًا المرتب كله على فستاين وجزم ومكياجات.
قالت إحسان وهي تلوح بالمشتريات المنتشرة أمامها على التخت بإهمال، ضحكت غادة وهي تجلس بجوارها تتأملهم بسعادة وأردفت:
- انا فعلًا بعزقت معظمه، بس مايضرش، أهم حاجة ان ابقى زيها، البس واتشيك وابقى احلى منها كمان.
سألتها إحسان بانتباه:
- هي مين يابت اللي عايزة تبقي زيها وأحسن كمان منها؟
اجابتها غادة بأعين يملؤها الإنبهار:
- كاميليا ياما، لو تشوفيها وهي ماشية في الشركة كدة واكنها هانم مش موظفة عاديه؛ شياكة إيه؟ ولا إسلوبها في الكلام، عاملة كدة زي البنات اللي بنشوفهم في التليفزيون بالظبط يامًا
- بس عانس !
أردفت إحسان وهي تمصمص بشفتيها، ردت غادة بابتسامة ساخرة :
- بمزاجها ياماما، مش قلة حظ ولا نقص حلاوة
قطبت إحسان تسألها باستفسار :
- يعني ايه ياغادة؟ مش فاهماكي!
برقت غادة عيناها وهي تجيب عن السؤال :
- يعني كاميليا رفضت كل اللي اتقدمولها عشان كانوا أقل منها ياما، وهي عارفة ومتأكدة انها حتى لو كبرت مش هاتقبل غير بواحد في مستواها أو اعلى.
صمتت إحسان قليلًا تستوعب كلمات ابنتها ثم سألت:
- وانتِ بقى عايزة تبقي زيها؟
- أبقى أحسن منها .
تفوهت بها غادة بتصميم وتابعت:
- انا اصغر واحلى منها، يعني ناقصني بس البس وابقى بنفس شياكتها عشان اقدر اصطاد اللي يرفع من مستوايا ده وابقى هانم انا كمان، اصلك مابتشوفيش الرجالة و الستات اللي بتيجي عندنا الشركة ياماما، ولا حتى الموظفات والموظفين، كلهم بيبروقوا كدة ويلمعوا من النضافة، مش زي الأشكال الضالة اللي في الحارة النحس دي، الواحدة تتجوزلها واحد مصدي ويبقى فاكر نفسه جايبلها الديب من ديله لو دخل عليها بكيس فاكة او ربع عكاوي.
قالت الاَخيرة بقرف، أومأت لها إحسان بإعجاب:
- شاطرة ياغادة وبنت امك على حق، تعجبني دماغك المتكلفة دي، ايوة كدة، تكتكي وخططي على كبير ، عشان ماتخبيش خيبة امك اللي يوم ما اتجوزت ابوكي، كانت فاكراه ياما هنا وياما هناك.
قالت الاَخيرة وهي تلوك بشفتيها، دافعت غادة عن ابيها باستحياء:
- ايوة ياماما، بس ابويا مابيتأخرش عن طلباتك لما ييقبض ولا يبقى معاه فلوس.
قاطعتها بأشمئزاز ملوحة بكفها:
- ياختي افتكريلنا حاجة عدلة .
صمتت غادة فسألتها والدتها بتفكير
- الا قوليلي صح يابت؛ هي المنيلة زهرة بنت خالك دماغها بتفكر زيك كدة رضوا؟
انشق ثغر غادة بضحكة ساخرة ترد:
- هههه انتِ عايزة زهرة الهبلة تفكر زي ياما؟ دي لو لقت شوال بطاطس قدامها، هاتلبسه عادي، بنت اخوكي خيبة ياما هههه
..................................

نعيمي وجحيمهاWhere stories live. Discover now