Moon

726 56 32
                                    


19/8/2018
مطار انشيون الدولي
منتصف النهار

تهبط الطائرة علي الأراضي الكورية أخيرًا بعد رحلة دامت أثني عشر ساعة، مع أنه يُسافر لجميع أنحاء العالم لكن تلك الرحلة كانت الأطول بلا شك، الأطول علي قلبه المثقل، عند ذهابه لأمريكا كان مُتحمس، كان لديه شغف كبير، ذاهب لقضاء عطلة قصيرة و العودة لبلده لإكمال حياته و عمله كما أعتاد لكن لم يحدث كما توقع ...

لقد عاد مثقل، مبعثر المشاعر بذهن شارد
و كأن روحه أستُبدلت .

طالما كانت روحه القديمة مليئة بالمميزات لكنها كانت باهتة، رغم كل ألوانها لكنها تبقي ألوان باهته بلا معني، و بالنهاية كل منا يري الحياة بلون طبعه.

لم يكن لدي الروح الجديدة عيوب تُذكر إلا أنها لن تكون معه دون سبب وجودها، لن يري الحياة بنضارتها دون أن تكون معه، روحه تعلقت بها حتي إن ابتعد عنها كانت روحه تتركه لتبقي معها، ما يشعر به الآن هو فراغ، و ربما الفقدان، فقدان جزء منه ...

ربما عليه فقط أن ينسي ما حدث و يكمل حياته بطبيعية لكن ذلك لن يكون سهلًا، ليس من السهل نسيان شخصًا لامس روحك و أدفئ قلبك، شخص اخد بيديك لعالمه، شخص ثمين مثلها.

هو في ورطة الأن و هو يدرك ذلك لكنه لا يستطيع فعل شئ لقد حدث ما حدث و انتهي الأمر .

العودة للمنزل لم تكن سهلة قط فقد واجهه العديد من الصعوبات، حتي الوصول لخارج المطار لم يكن سهلًا، كاميرات، صحافيين، معجبون يصرخون بمجرد رؤيته و هو فقط لم يبالي كان يمشي بلا تعبير يُذكر، كان شارد الذهن لدرجة انه لم يحي معجبيه و لم ينظر لهم و لا نظرة واحدة مما أدي الي استغراب العديد من الواقفين.

جيون جونكوك ينحني و يحي معجبيه بمجرد رؤيتهم ماذا حدث معه ؟! هل حدث شئ في تلك الرحلة ؟!

بمجرد وصوله للسيارة اراح جسده يشعر بصداع قوي، يعلم جيدًا أن ما حدث في المطار لن يمر مرور الكرام و لكن ليس بيديه.

و لا طاقة له لتزيف أبتسامة 'انا بخير.'
هو منهك و ضعيف و هم يزيدون الأمر سوءًا، رغم انضمامه لعالم الموسيقي منذ المراهقة و أعتياده علي الكثير من الأشياء لكن لازال من الصعب عليه الأعتياد علي قول انه بخير مع انه لم يكن، من الصعب عليه تزيف مشاعره.

في طريقه للمنزل غارق في أفكاره، ماذا سيفعل تاليًا؟
بعد أصدار ألبومهم سيكون عليه التدرب من أجل الرقصات و العروض و ربما سيكون هناك جولة أخري.

جدولهم مزدحم هذه الأيام و لكنه رغم ذلك يفكر بها، متي سيحادثها ؟ من اين سيبدأ ؟

INCOGNITA Where stories live. Discover now