17 . غضب : Anger

75 16 3
                                    

( يبدو أن الشتاء الذي في قلوبنا سيدوم طويلا ، فالربيع لا نية لديه بالظهور ... )

كان تاي يجلس على الأرض في إحدى زوايا منزله ينظر بشرود إلى المجهول وقد بدا عليه الحزن الشديد ، حزين لدرجة أن فتور جسده جعله لا يقوى على الحراك وكأنه ثقيلا كروحه الثقيلة عليه تماما .

قطع شروده هذا صوت جرس الباب يدق فنقل نظره إليه واستمر في التحديق به لدقيقة أو اثنتان قبل ان يستقيم ليفتح الباب .

" إيلا ! "

نظر تايهونغ لإيلا متعجبا غير متوقع لزيارتها المفاجئة تلك لتدخل هي وتقوم بصفعه فور دخولها قائلة " ألا ترى أنك أصبحت تبالغ كثيرا ؟ "

" لحسن حظك تركتِ الجامعة "
نظر لها تاي بإنزعاج ليلتف متجها للداخل لكن إيلا أوقفته تصرخ به " كيم تايهونغ بحق الله ما الذي يحدث معك "

" ما رأيك أنتِ ! "

نظرت له إيلا مستغربة ومستفهمة في نفس الوقت ليضيف " أول زيارة لكِ في بيتي ، بالطبع جئتِ لأجل جونكوك ، ومن أنا على أي حال لتسأليني إن كنت بخير "

تقدمت إيلا لتتبع خطوات تاي المتجه إلى المطبخ بينما يكمل حديثه " كيف حاله ؟ "

لتعيد إيلا سؤاله مستنكرة " كيف حاله ! حقا ! "

ألتفت تاي ليواجهها ثم قدم لها كوبا من العصير وجلس على الطاولة في منتصف المطبخ ثم أشار لها بالجلوس ففعلت .

" هل تظنين أني بلا قلب ! لم أنم منذ البارحة من تأنيب الضمير .. أجل أعلم أني السبب ، أحمل نفسي مسئولية قطع أجنحته "

صمت بعدها تاي ليقرب وجهه منها قليلا ليكمل بينما ينقر على الطاولة بأصبعه " لكني لا أحمل نفسي ذنب وحشيته "

" هل تبحث لنفسك عن عذر الآن تاي "

تراجع تاي ليسند ظهره على مسند الكرسي ثم نظر لها وقال " إيلانورا ، من أنا "

لتجيبه إيلا متمتمة " المبعوث "

" تماما ، وظيفتي هي القضاء على الوحوش وعلى صانعها أيضا ، وجونكوك لا يثبت إلا أنه مثلهم "

" تايهونغ عليك أن تكون أكثر عقلانية أنه يعـ. ..."

" يكفي هذا " صرخ تاي فجأة مقاطعا كلامها لتصمت هي بعدما فزعت " يكفي إيلا يكفي ... سئمت ، الأمر لا يدور حول جونكوك ليس هو من يعاني هنا "

The Emissary : المبعوثWhere stories live. Discover now