بعد رحلة العودة إلى منزل جيهوب أجتمعوا جميعا في أماكن متفرقة في الغرفة ،" أين تايهونغ ؟ "
سألت إيلا عندما خرجت من المطبخ ولم تجده معهم ، أشار نامجون بعدها إلى باب المنزل ففهمت أنه بالخارج وتوجهت مباشرة نحو الباب .
كان جالسا تحت أحد الأشجار في الحديقة القريبة لا يفعل شيئا سوى التحديق في السماء وقد بدا عليه الشرود .
إقتربت منه على مهلٍ وجلست إلى جانبه ثم نظرت حيث ينظر ، ولما مرّت دقيقة أو إثنتان في حالة الصمت تلك ، نظفت حلقها لتجذب إنتباهه ظنا منها أنه حتى الآن لم يلحظ وجودها لكنه فاجئها مجيبا" من تكونين ؟ "
نظرت له مستغربة من سؤاله قليلا ثم أجابت ضاحكة " طالبتك أستاذي " .
ألتفت تايهونغ لينظر لها نظرة جادة ويقول " أنا جاد ، من أنتِ ؟ "
لتجيبه إيلا بتردد " لم أفهم سؤالك ؟ "نظر أمامه مجددا وتنهد قبل ان يوضح " إن كنت أنا المبعوث ، لما أنتِ من تجدين القوى ! لم أنتِ من ترين الرؤى ! لما كتابي معك ؟ لم بياتريس أمك ! " نقل نظره لها مجددا " جديا من أنتِ ؟؟ "
التعابير على وجه تايهونغ لم تكن غاضبة أكثر من كونها حزينة " صدقني لا أعرف ؟ أنا نفسي أبحث عن هذه الإجابات "
لم يأتها إجابة منه ، حدق بعينيها مطولا وكأنه لا يصدق ما قالته فأكملت قائلة " صدقني تاي أنا حقا مثلك تماما ، أريد أن أعرف ما الذي يحدث هنا "
" مضت قرون كثيرة منذ إعادة بعثي هل تظنين أنني عشت من وقتها ؟ " نطق تايهونغ مختتما جملته بسؤال جعل الأخرى تعييره إنتباها أكبر وقد لاحظت أن عينيه إمتلأت بالدموع " لقد متُ وأحييت مئات المرات ، كنت أحارب الوحوش والشياطين وحدي دون قوى ، فقط بإستخدام سيفي فكنت أموت أحيانا ؛ يطعنني أحدهم ، يأكلني أحدهم ، يمزقني أحدهم .. جميع أنواع طرق القتل التي قد تخطر على بالك ذقتها ، كل ذلك وحيدا لا أحد معي على الكوكب حتى إستطعت ردع الوحوش وحجبها عن عالم البشر بحائط غير مرئي .
بعد مدة لا أعلمها، وبعد موتة من تلك الموتات عندما أخيرا أقمت الحاجز ، عدت لأجد الحال في الأرض تغير وهناك بشر ومخلوقات في كل مكان ، وقد بدأت الوحوش بالخروج وعبور ذلك الحاجز "
صمت تايهونغ قليلا بعد جملته تلك فسألته إيلا بإهتمام " منذ متى ؟ " .
" منذ خمسة وعشرين عاما "
نظرت له إيلا مدهوشة ثم وضعت يدها على فمها كردة فعل قبل أن تقول " عمرك 25 فقط ؟ " .
YOU ARE READING
The Emissary : المبعوث
Fantasy" وعلى مرقَص الأرواح المراوغ ، يتدخل القدر اللعوب " All Rights Reserved © جميع الحقوق والأفكار محفوظة لي الكاتبة © " لا أسمح بالنسخ أو الأقتباس " Started February 2022 , Ended April 2022 .