9. كحائط من الحديد : Like a wall of Iron

87 17 1
                                    


" خسرتم اللعبة ! أي لعبة ؟ "
" حجرة ، ورقة ، مقص "

•••

وحدها في غرفة غريبة بعد أن عزمت أن تحاول كسب اللعبة ليفتح القفل ، بمجرد أن ضغطت الزر - الصخرة البارزة عن الحائط - حتى انشقت الأرض من تحتها ووقعت في غرفة أخرى لتنغلق الفتحة مجددا وتنفرد بها الظلمة الطاغية على المكان .

وقفت تتلفت حولها يمينا ويسارا ، لا يمكنها رؤية أي شيء بالمرة ولا مصدر للضوء لديها .
بدأت التحرك ببطء في خطوات عشوائية عسى أن تجد المخرج أو أي شيء آخر يفيدها ، لكن صوت خطواتها لم يكن الوحيد الذي يعلو صداه في الغرفة حيث كانت خطوات أخرى تعلو تزامنا مع كل واحدة وكأن من يخطو ، يخطو تجاهها .

أزدردت ريقها ونظفت حلقها قبل أن تبدأ التحدث بتردد " من ... من هناك ؟ " .

لا إجابة .

أعادت سؤالها " من هناك ؟ "

لا إجابة .

" نامجون ؟ ... جيمين ؟ "

لا إجابة .

توقف صوت الخطوات فجأة ولا شيء يحدث ، لا صوت يصدر سوى صوت دقات قلبها التي أصبحت عالية مسموعة وواضحة كوضوح الشمس .

بعد صمت دام لحوالي دقيقة أو أثنتان فتحت فمها لتسمح بآخر أمل لها بالخروج " جونكوك ! " .
لتضيء الغرفة بأكملها بضوء قوي فجأة يجعلها تغمض عينيها بشدة وتتراجع للخلف بضع خطوات .

بعد أن شعرت بالضوء يهدأ فتحت عينيها ببطء لتجد شخصا واقفا أمامه باسطا إحدى كفيه أمامه ليطوف فوقه كرة من النور بيضاء مشعة قوية ، كانت السبب في إضاءة الغرفة بأكملها .

نظرت له تدقق في وجهه لكن لا أيقنت أنه ليس أحد رفاقها هذا وجه جديد كليا ، لم تره من قبل .
بينما كانت مشغولة بمحاولة التعرف عليه إبتسم فجأة إبتسامة جانبية مريبة وبدأ بالتقدم نحوها ، فبدأت هي بالتراجع تزامنا مع خطواته حتى توقف أخيرا وقال :

" إن لم تلاحظي هذه الغرفة بلا تهوية ولا أبواب ، إستمرارك في التراجع يعني المزيد من الوقت ، والمزيد من الوقت يعني الأختناق والموت " .

أنهى جملته لتنتبه الأخرى فورا وتبدأ بمسح الغرفة بنظرها وتجد أنه محقا ، نظرت له بعد ذلك بريبة " كيف أجد المخرج ؟ "
" المخرج واقف أمامك "
نظرت له مستفهمة منتظرة منه المزيد التفسير فإبتسم قائلا
" عليكِ هزيمتي "
نظرت له مشدوهة وقد توسعت عيناها على أثر كلماته " ماذا ! "

The Emissary : المبعوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن