47

94 7 0
                                    

كُنت قد إنتهيت من تناول العشاء و غسل الأطباق بينما قامت كُلاً من والدتي و بيثني بإحتساء الفودكا و مُشاهدة الموتى السائرون، بالمناسبة إنه مسلسل رائع لكن المواسم الأخيرة بات مستواها منخفض و الشخصيات لم يعد لها أي وقع كالسابق لذلك لم أعد أُشاهده

هل تعلمون مالمضحك؟، المسلسل يتحدث عن وباء قاتل أصاب البشرية حيث لم يتبق أحد سوى القليل من البشر الذين يجازفون و يحاربون من أجل البقاء

الآن، هل يذكركم هذا بشيء ما؟

ولجت إلى غُرفتي و قمت بفتح النافذة لتجديد الهواء و  ترتيبها قليلاً، تحدث صوت ذي بحة مُميزة متسائلاً فإنتشلني ذلك مما كنت أفعل، اقتربت نحو النافذة أكثر فأعاد السؤال

"هل أنتِ متفرغة؟"

توقف لوهلة محدقاً إلى شعري القصير جداً لمعت عيناه، أو هكذا ظننت، احرجني ذلك قليلاً

"جميعنا كذلك"  قلت، فترتيب الغرفة ليس عملاً قد يبقيني مُنشغلة, إنه فقط يبقي عقلي يقظاً

"إذا لنتحدث"

"عن ماذا؟" أجبت بإستنكار، فلم تكن لدي الرغبه بالحديث بالإضافة إلى أنني لا أعرفه حقآ

"عن كل شيء وأي شيء، عن الحياة و الموت عن الحب و الكره عن الحرية و الخضوع عن إذلال الفقر و سُلطة الغنى عن المجرة و الكواكب و النجوم و عن البحار و السماوات و الاراض السبع"

"لنتحدث عن أشد لحظاتنا ايلاماً و عن هزائمنا و انتصاراتنا عن الماضي و المستقبل عن قصص الحب الرومنسيه و عن الأفكار و المعتقدات المنسية "

" لنتحدث عنا نحن، أنتِ و أنا "

" يا إلهي!، عن كل هذا سنتحدث؟ " استندت بجذعي إلى النافذة و قلت بتعجب، لم أظن أنه يريد الحديث في كل هذه المواضيع الجديه، ظننت أنه قصد بذلك حديث أحمق عابر

" وحتى أكثر " أجاب و اقترب هو أكثر من نافذة غرفته فأصبح ما يفصلنا بضع أمتار فقط

" حسناً، إن كُنت ترغب بذلك فلنبدأ بسؤال بسيط و قصة قصيرة "

رُحت اجوب فكري باحثة عن شيء ما، إن كان يريدنا أن نتحدث اذاً فلنتحدث، إنني احتاج إلى حديث ينتشلني من هذهِ العُتمة

" لكِ ذلك "قال بينما عيناه الناعسه تنظر نحوي مباشرةً

" أنني أريد أن أعلم ما القصة خلف تلك اللوحة؟" و أشرت بأناملي نحو تلك اللوحة المُبهرة التي تحتضن الحائط

Next to you Where stories live. Discover now