1

836 36 6
                                    

دعتني جوليا اليوم للذهاب إلى السينما!

ليس وكأنني أحبذ ذلك لكنها المرة الثالثة التي تقوم بدعوتي فيها للذهاب برفقتها، وللأسف لا يُمكنني المُماطله وخلق الأعذار أكثر من ذلك.

في الحقيقة إنني مهووسة بالأفلام وعالم التمثيل يُمكنُني سرد أسماء الممثلين ولن انتهي من ذلك حتى الغد، بل إنني في كثير من الأحيان اختلق حوارات واقوم بتمثيلها مع نفسي، شاهدت العديد من الأفلام من جميع التصنيفات ما عدا تصنيف الأكشن لأنني امقته حقآ.

لكنني مع ذلك أكره مُشاهدة الأفلام مع أي شخص ولا أجد أي متعة في الذهاب إلى السينما وهذر المال والوقت و بذل الجهد فقط لمشاهدة فلم يُمكنني مشاهدته في شاشتي ذات ٤٢ بوصة وأنا ارتدي بجامتي المريحة وأتناول البيتزا عِوضاً عن أكل الفُشارالذي بالمصادفة لا أحبذة أيضاً.

"أرجوكِ دي " قالت جوليا مجدداً وهي تحاول إقناعي

"حسناً "قلت و أنا أُنهي المُكالمة

في المساء قمت بتغير ثيابي إلى أُخرى أقل راحة عقدت شعري ووضعت بعض من مساحيق التجميل بشكل خفيف.

الحقيقة أنني لا افقة في مساحيق التجميل أي شيء عدا الأساسيات بل إنني غير مهتمة بها ابداً، لكنني مع ذلك أضع القليل منها دائماً حتى أبدو كباقي الفتيات الجميلات

في عالمنا اليوم، الجمال مطلب أساسي

أوصلتني بيثني إلى صالة السِينما ثم توجهت إلى عملها

بالمناسبة بيثني هي شقيقتي الكُبرى.

كانت جوليا في انتظاري، قامت بالفعل بشراء الفُشار و التذاكر لفلم هانسل وغريتل، تبادلنا بعض الأحاديث، تحدثنا عن المطعم الجديد الذي تم افتتاحة ثم عن مواعدة زين مالك و جيجي حديد كانت جوليا حرفياً ستبكي ذلك لأن زين هو مغنيها المُفضل وقد تحطمت أحلامها الورديه لكونه قد ارتبط بجيجي

لا أفهم مالمشكلة، كلاهما يناسب الآخر

قامت جوليا بإلقاء بعض الشتائم ثم أكدت بنبرة خبيرة أنهما سينفصلان بعد ثلاث أشهر

توجهنا أخيراً إلى القاعة ، كانت مقاعدنا في الصف الأخير، تدريجياً امتلئت القاعة بالأشخاص ثم أُغلقت الأضواء.

حرفياً هذا هو أسوء فلم رأته عيني!

ماللعنه مع القصة؟

ثم مابال الممثلين!

الحوارات رديئة والقصة!!

آه، تنهدت دون قول أي شيء، بينما اعتذرت جوليا بحزن لأنه يبدو أنه لا حاجة لخبير لمعرفة أن هذا الفلم فاشل حرفياً

قالت أنها ستصطحبني مره أُخرى لرؤية فلم  جيد آخر كإعتذار

بالتأكيد لا حاجة للقول بأنني لن أذهب

تركنا القاعة مُنصرفين، كانت جوليا كالعادة تقود الحديث وأنا استمع، بينما نسير إلى الخارج، تحدثت عن بعض الإشاعات عن وباء جديد قاتل، لكنها أكدت بنبرة إستخفاف أنها مجرد إشاعات، ثم نقلت دفة الحديث إلى والدها الذي يخطط برفقتها لعمل حفل مفاجئ لعيد ميلاد والدتها

صرخت بألم، لأنه فجأة و بطريقة ما، إلتوى كاحلي وسقطت.

كانت المشكلة أنني لم اكن انظر إلى الطريق إنما كنت انظر نحو جوليا لذلك لم انتبه للسلالم التي أمامنا

الألم كان شديد ولم أستطع تحريك قدمي اليمنى!
بدأت افقد هدوئي تدريجياً اقصد ماللعنه مع قصة الفلم تلك، ثم الآن مع قدمي!

حاولت جوليا تحريك قدمي لكن الآلم ازداد، انتظرنا على قارعة الرصيف خمس دقائق بدت كالدهر

في النهاية ذهبت برفقة والدة جوليا التي أتت لإصطحابها،إلى المشفى!

تم لف قدمي بشاش و صرف بعض الأدوية بسبب إلتواء كاحلي، قامت جوليا و والدتها بإيصالي إلى المنزل بسلام أخيراً.

في العادة، يقوم أحد من أفراد عائلة جوليا بإيصالي للمنزل، ذلك لأن منزلي لا يبعُد الكثير عن منزلهم

ولأن الوقت قد تأخر، كان والداي قد خلدا إلى النوم بالفعل، بينما استقبلتني بيثني بتعجب، أخبرتها ما حدث ثم خلدت إلى سريري بعد أن قمت بتبديل ثيابي أنا الأُخرى

وقبل أن أنام أضفت إلى لائحتي السوداء التالي :

عدم الذهاب إلى صالة السينما ابداً
عدم مشاهدة أفلام من توصية جوليا

Next to you Where stories live. Discover now